يوم 17 ديسمبر الماضي كان يوما استثنائيا في حياة كل التونسيين...اندلعت شرارة الثورة الشعبية من سيدي بوزيد (بر الهمامة) ثورة أججها شاب ضاقت به السبل وانسدت أمامه كل الأفق أشعل في جسده النار وهو لا يدري أنه أشعل ثورة في كامل أنحاء البلاد قادها شباب بحماس وطموح... شباب رفع في ثورته هذه شعارات الكرامة والحرية والتخلص من الخوف...وتعددت المطالب التي شملت العيش الكريم والعمل وقهر الكبت ومحاسبة كل المتسببين في هذا الذي يعيش تحت وطأته الشعب التونسي ...كابوس مخيف جاثم على كل الصدور. أشعل الشباب الثورة...وأطلق العنان لأحاسيس بالكرامة كانت مكبوتة صنع الشباب من حماسه وتضحياته ملحمة تاريخية ستبقى خالدة على مر الأزمنة والعصور. *الأجداد لتقرير المصير لكن في فترة جني الثمار...قدم هذا الإنجاز في طبق إلى الأجداد لتقرير المصير فتركيبة الحكومة الجديدة جل عناصرها إن لم يكونوا كلهم متقدمون في السن... إلا أن هذا التوجه أو هذا الاختيار إن صح التعبير لا يمكن اعتباره كارثيا على اعتبار ان الثورة وإن كانت من صنع الشباب فهي تبقى في حاجة ماسة إلى أصحاب التجربة والخبرة في العمل السياسي لتأمين الانتقال من عهد إلى آخر على أسس ثابتة وسليمة. من هذا المنطلق لا يجب توجيه اللوم لطبيعة تركيبة الحكومة الحالية فهي حكومة وحدة وطنية مكلفة بمهمة معينة وفي فترة زمنية محددة. الحكومة الحالية أمامها تحديات عديدة وعاجلة ومحددة وكل إجراء مخالف سيواجه بثورة متجددة في كل يوم وفي كل شارع.