بعد عديد القنوات الأجنبية و خاصة الفرنسية التي زارت المدينة منذ تفجر الأحداث الدامية التي حصلت فيها ايام 8 و 9 و 10 جانفي و أوقعت عشرات القتلى .. حل صباح أمس الأربعاء بالقصرين فريق تلفزي تابع لقناة " العربية " و شرع في القيام ببعض التحقيقات و الريبورتاجات عن الجذور الأولى للثورة التي أسقطت نظام بن علي و قد تحدثت " التونسية " مع احد أعضاء وفد القناة المذكورة فقال لنا :" لقد جئنا للقصرين قادمين من سيدي بوزيد بعد أن عرفنا أنها الجهة التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورة الشعب التونسي ضد رئيسه المخلوع لأنه بلغنا سقوط أكثر من 60 قتيلا فيها قبل أيام من فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي و انتشار الاحتجاجات في العاصمة و سوف نتحدث مع الأهالي و ننقل آراءهم حول مساهمة جهتهم في هذه الثورة". و بعد أن حاور فريق " العربية " عددا كبيرا من مواطني القصرين تحول إلى حي الزهور و سجل انطباعات سكانه الذين قالوا له بان " ثورة الفراشيش " في القصرين و تالة ضد نظام بن علي هي التي أشعلت نيران غضب التونسيين جميعا لما قتل قناصته و فرق الموت التي أرسلها عشرات القتلى من شباب الجهة .. و ذكروا أنهم لما خرجوا إلى الشوارع محتجين كان شعارهم الأول و الوحيد " الخبز و الماء و بن علي لا " لأنه لا تشغيل و لا تنمية و لا عدالة في ظل جبروته وقمع حزبه في وقت كانت الجهات الأخرى تنعم بالأمن و الطمأنينة و تتفرج من خلال الشاشة على مباراة كرة القدم بين النادي الإفريقي و النادي البنزرتي (السبت 8 جانفي ) ثم لقاء النجم الساحلي و الترجي الرياضي ( الأحد 9 جانفي ) و تحليل المباراتين المذكورتين يوم الاثنين 10 جانفي ليلا .. و انه في تلك الليلة وصل عدد قتلى المدينة إلى 63 شهيدا.. و تدخل فيها الجيش (انتشر في القصرين منذ يوم 7 جانفي ليلا ) لإجلاء قوات الأمن منها و إجبارهم على العودة إلى ثكناتهم ..