مع اقتراب موسم الحصاد الذي يبشر ب"صابة " هامة من الحبوب بدأت مشاعر الخوف تدب في نفوس الفلاحين بسبب الحرائق التي تصاحب الموسم هنا وهناك. ويشكل الاستعداد لهذا الموسم أهمية خاصة باعتبار بعض حالات الانفلات الأمني التي تشهدها بلادنا بعد أحداث ثورة الحرية والتي تحاول خلالها بعض الأيادي الخبيثة الإساءة لمبادئ الثورة والمس من حرمة تونس وأمنها وبث البلبلة... المخاوف أثارت الفلاحين فعلا خاصة بعد بلوغ بعضهم بجهات الشمال رسائل تهديد تحمل في مضمونها عود ثقاب كعلامة للنار والحرائق تطالبهم بدفع مبالغ مالية وتخيرهم بين دفع تلك الفدية في اقرب الآجال وسلامة ضيعاتهم الفلاحية من الحرائق التي قد تكبدهم خسائر فادحة كما تؤثر على الاقتصاد الوطني الذي يعتبر إنتاج الحبوب احد ركائزه الأساسية . هذه التهديدات رافقتها مخاوف البعض الآخر من الفلاحين من المنحرفين من أبناء مناطقهم والذين فروا من السجون أو أفرج عنهم خلال أحداث الثورة والذين يشكلون خطرا محدقا بمساحات الحبوب المزروعة خاصة أن بعضهم يتخذ من الضيعات النائية أوكارا لبيع وتعاطي المشروبات الكحولية . وقد رأى البعض ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتوقي من الحرائق مع تكثيف الحراسة ليلا نهارا مع مضاعفة الدوريات الأمنية في الجهات المنتجة للحبوب والتصدي لكل ما من شانه أن يشكل تهديدا الموسم الحصاد قبل فوات الأوان.