تعد ظاهرة التسول من أكثر الظواهر انتشارا. وما غذى هذا الشكل من التجاوزات الذي بلغ الذروة خاصة بعد أحداث 14جانفي الأخيرة على ما يبدو وهو غياب الرقابة . ولعل ما دعانا إلى رصد الظاهرة هو احتراف الطاعنين في السن للتسول . "التونسية" نزلت إلى شوارع العاصمة فكانت هذه أسباب جنوح العديد ممن استطعنا استجوابهم ، الى التسول.. "يومي من 10الى 30دينار ..وليلتي بنزل" هي جولة فريدة من نوعها تسنى" للتونسية "رغم الصعوبات والمضايقات أثناء التصوير معرفة دواعي تسول هؤلاء.. حيث أنكرت السيدة( س ف)أثناء مرورنا على مستوى شارع باريس في بادئ الأمر امتهانها للتسول ولكن وبمجرد استدراجها صرحت بان وضعها الصحي وحرمانها مؤخرا من منحة كانت تتقاضاها من معتمدية جهتها ومقدارها 60 دينارا هو ما دعاها إلى ذلك كما قالت هذه السيدة التي تناهز ال70من عمرها أنها قدمت منذ ما لايقل عن أسبوعين رفقة ابنها من ولاية القصرين نحو العاصمة ، ذاكرة أنها تتحصل يوميا على مبلغ مالي يتراوح بين 10و 30 دينار.ولما تسائلنا عن تواجد ابنها صرحت بان هذا الأخير أب ل5 أطفال أتى لمرافقتها ويستقر بالمقاهي على أن تكون الساعة الثامنة مساء ساعة الالتقاء وجمع ماتيسر جمعه والتوجه مباشرة نحو احد النزل لقضاء ليلتهما هناك بعد عناء يوم كامل .. ..لأن ابنها اجبرها على الرحيل. ومن جهتها عبرت السيدة (م ي ) أصيلة منطقة معقل الزعيم عن أسفها إزاء الوضع الذي أصبحت تعيشه جراء تردي حالة ابنها الذي تعرض إلى أزمة نفسية حادة حالت دون مكوثها معه تحت سقف واحد .وأضافت بأنها تعيش حالة صحية متردية حيث كشفت عن كسر بمعصمها فضلا عن معاناتها من مرض "العنقودية" زاد من تفاقم حالتها وهي التي اضطرت في غير مرة إلى النزول إلى الشارع للتمكن من توفيرثمن دوائها علما وان السيدة قالت بأنها تعاني من مرض مزمن يستوجب اقتناء الدواء بصفة متواصلة . رفعت شكاية إلى والي الجهة ولكن ما من إجابة.. واشارت السيدة (ف ح) أصيلة منطقة وادي الليل إلى عدم حصولها على أي منحة خصوصا وأنها والدة ترعى 7 أبناء لايمارسون أية نشاطات تذكر وهي التي تقدمت بشكاية إلى والي المهدية مسقط رأسها وصفت خلالها حالتها ولكن وحسب ما أدلت به لم يقع دراسة مطلبها إلى حين الساعة وهذا حسب ما قالت ما أرغمها على امتهان التسول .. آخرون لاذوا بالفرار خوفا من بطش المساءلة.. ويذكر أن العديد ممن لاحظوا قدوم" التونسية" أو أشعرهم المارة بوجود إعلاميين لاذوا بالفرار تاركين اماكنهم..وعلق البعض ممن لاحظ الأمر أن هذا الارتباك يفتح بابا للتساؤل ..غير أن ما لاحظته "التونسية" من خلال أجوبة البعض أو رفض البعض الآخر يؤكد أن هذه الفئة استعملت التسول كأداة لكسب عطف المواطنين . المديرة العامة للمسنين ومدير الديوان ل"التونسية" : خبراؤنا على عين المكان أكدوا أن تسول المسنين أصبحت ظاهرة تجارية تقف وراءها عصابات ودراسة جارية في الشأن.. لإضافة مشروعية على التحقيق اتصلت "التونسية" بوزارة المرأة والأسرة و الطفولة والمسنين حيث أفادنا السيد مدير الديوان بان ظاهرة التسول ليست جديدة ولكن أن يتعلق الأمر بالمسنين فإنه يصصبح ملفتا للنظر وأضاف أن الوزارة ستعد دراسة وفي القريب العاجل ستنظم ندوة صحفية في الغرض وأكد محدثنا بان الظاهرة تجارية وانه من غير المستبعد أن تقف أطراف لها مصالح وراء هذا العمل وقال بان المتجاوزين يخصصون شاحنات تقل هؤلاء المسنين وغيرهم من المتسولين بمختلف مناطق البلاد الداخلية منها والجهوية باتجاه العاصمة. وان مادعا إلى مثل ذلك هو الانفلات الحاصل وعدم فهم العديد لمعنى الحرية . وأضافت السيدة المديرة العامة لإدارة للمسنين بان الوزارة في إطار برنامج مساعدات تمنح كل من تتوفر فيه الشروط ما قيمته 210دينارات كلّ ثلاثة أشهر إضافة إلى التنسيق مع عائلة بديلة في صورة غياب سند للمسن وتتكفل الوزارة كذلك برعاية المسنين الذين يعيشون حالات صحية حرجة من رعاية كامل اليوم وذلك في إطار الإيواء المؤسساتي .