في سابقة فريدة من نوعها وبأسلوب غاية في الذكاء والتحضر تولى الدكتور حامد كمون رئيس النجم الساحلي مساء اليوم على أمواج اذاعة جوهرة وتحديدا في برنامج الزميل جمال القاسمي "cartes sur table "التفاعل مع المقال الذي نشرته "التونسية" ليلة أمس والمتعلق ببعض النقاط الهامة جدا التي تخص مسيرة فريقه وتحديدا موضوع رئاسة النادي وامكانية بقائه على رأس النجم اضافة الى الوضعية المالية وملف التفريط في اللاعبين. الدكتور كمون تحدث باسهاب ودون حسابات مسبقة ليؤكد رحيله في نهاية الموسم الكروي الحالي مفسرا ذلك بالتزاماته الشخصية وعدم قدرته على تحمل الضغوط الرهيبة في فريق كبير مثل النجم الساحلي معبرا عن استعداده لفتح مقر النادي لكل مترشح يرى في نفسه الكفاءة لرئاسة الفريق للاطلاع على الوضعية الحقيقية للنجم الساحلي وأوضح كمون أن هناك عدة تواريخ مفصلية ومهمة خلال الأيام والأسابيع المقبلة حيث سيكون يوم 19 جوان موعدا لحفل تكريم خاص لكل الفرق المتوجة في اختصاصاتها فيما ستنعقد يوم 2 جويلية جلسة خارقة للعادة لتنقيح القانون الاساسي للجمعية وتليها يوم 13 جويلية جلسة تقييمية اما الجلسة الانتخابية فستجري يوم 27 جويلية المقبل . رئيس النجم أكد أيضا في هذه المصافحة الاذاعية التفريط في اللاعب أيمن عبد النور الى تولوز الفرنسي مقابل 450 ألف أورو(قرابة 900 ألف دينار) مع المحافظة على حق النجم الساحلي في الحصول على 10 بالمائة من معلوم انتقاله الى فريق اخر لاحقا كما شدد على ضرورة بيع لاعب ثان قد يكون أحمد العكايشي للتقليص من العجز المالي وتمكين التشكيلة الادارية التي ستتسلم المشعل من العمل في ظروف طيبة . كمون حرص أيضا على شكر من سبقه من المسؤولين الذين عملوا في النجم الساحلي والتأكيد على أن الفريق ليس ملكا لأحد أو لأفراد دون غيرهم ذاكرا الرئيسين السابقين عثمان جنيح ومعز ادريس وهي رسالة للعائلة الموسعة للنادي تدعو في ما يبدو الى طي صفحة الماضي والتفاف المسؤولين حول ناديهم مهما كانت خلافاتهم وعلاقاتهم الشخصية كما عاد بالحديث الى موضوع العقوبة المسلطة على عادل الشاذلي مشيرا الى أن هذه اللاعب (على طيبته) تجاوز الخطوط الحمراء شأنه شأن متوسط الميدان الشاب عصام الجبالي. شكرا ثم ماذا بعد؟ لأول مرة تقريبا منذ تسلمه لمهامه بالنجم الساحلي يلوح تفاعل الدكتور حامد كمون مع ما يكتب حول فريقه ايجابيا مائة بالمائة وغير خاضع لتأثيرات المحيطين به فالنبرة التي اعترت حديثه عكست ثقة كبيرة واستقلالية تامة في الرؤى والتصورات وهذه نقطة تحسب له وتؤكد اكتساب الرجل لنضج واضح وقدرة على التعامل بموضوعية مع الملفات المطروحة والتي تبقى هامة وفي حاجة الى تفصيل وتدقيق حقا . كمون اعترف بشكل غير مباشر بأن مهمة خلفه ( ان توفر البديل طبعا) لن تكون سهلة فالفريق رغم النتائج الايجابية جدا في كل الفروع مقبل على سنة صعبة فيها منافسات رابطة الأبطال وما تتطلبه من تعزيزات وامكانات كما أن الملف المالي سيظل مشغلا أساسيا في غياب استراتيجية لتعزيز الموارد الذاتية والتوفق في مجابهة المصاريف الفلكية في فريق محترف مثل النجم الساحلي. الثابت اذن أن الغموض سيتواصل على الأقل في الجانب المتعلق برئاسة النادي اذ لا يعرف حقا من هو الشخص المؤهل فعلا لقيادة فريق جوهرة الساحل وتحمل الأعباء الكبيرة لهذه المسؤولية وخصوصا بعدما خرجت بعض الأسماء من السباق وبعدما أكد الواقع اليومي عدم جاهزية بعض الشبان في الوقت الراهن للاضطلاع بخطة رئيس للنجم الساحلي. فهل أن السيناريو المطروح سيكون في الأخير بقاء حامد كمون رغم اصراره على الرحيل؟ ....في كل الأحوال سيبقى الرئيس الجديد في حاجة الى دعم حقيقي وقوي بالافعال وليس بالاقوال كما قلنا في مقالنا الصادر أمس وهذا يستدعي بلا شك الكثير من الاحساس بالانتماء لعائلة النجم وكذلك المزيد من التواضع والتضحية ونكران الذات.