تمثل المهرجانات الصيفية الحدث الأبرز الذي ينتظره التونسيون كل صائفة غير أنه هذه السنة ونظرا للتوترات السياسية التي عاشتها البلاد وما انجر عنها من اضطرابات وانفلات أمني بث الرعب في نفوس التونسيين فان ذلك يدعو إلى التساؤل هل سيقبل المواطن التونسي هذه الصائفة على المهرجانات دون خوف؟ "التونسية" بحثت في هذه المسألة مع مجموعة من المواطنين. تباينت آراء المواطن التونسي بخصوص الإقبال على المهرجانات الصيفية, فهناك من يعتبر أن الأوضاع العامة للبلاد لا تسمح بتنظيم مهرجانات وحتى إن وجدت فان الإقبال عليها لن يكون كالمعتاد, في هذا السياق تقول رجاء عمدوني"لا أتصور أن يكون هناك تزاحم على المهرجانات مثلما هو مألوف لأن تركيز المواطن التونسي منصب على الأوضاع السياسية أكثر من أي شيء آخر, كذلك هناك مناسبات متتالية و بالتالي من المجدي الاقتصاد في الإنفاق". وفي نفس الموضوع تقول منال صبيحي " اعتقد أن المواطن يريد الخروج من الضغط اليومي والترفيه عن نفسه أكثر ما يمكن والمهرجانات الصيفية هي فرصة سانحة لتحقيق ذلك لكن الأوضاع الأمنية في بلادنا لا تزال هشة وفي حاجة للمتابعة وهذا لا يبعث الاطمئنان في نفوس المواطنين". أما مجموعة أخرى من التونسيين فبدت متفائلة بالوضع العام للبلاد وترى أن الإقبال علي المهرجانات الصيفية هذه السنة لن يختلف عن المعتاد بل من المنتظر أن يكون أكثر نظرا لما مر به التونسيون من اضطرابات ولذلك فهم سيلتجئون إلى المهرجانات للتسلية والترفيه, في هذا الإطار يقول غسان بوعبدلي "أتصور أن الحضور سيكون جيدا لان الشعب التونسي عاش ضغطا كبيرا هذه السنة وبالتالي فالمهرجانات هي فرصة للخروج من أجواء الفوضى العارمة والاعتصامات المتتالية والمظاهرات ولكن المطلوب من هيئة المهرجان هو التنويع في العروض والابتعاد أكثر ما يمكن عن الأسماء النمطية للفنانين, بل يجب أن تتيح الفرصة لفانين شبان وللفرق الفنية الملتزمة مثل أولاد المناجم". في نفس السياق بين أيمن مازني قائلا " المواطن يقبل على المهرجانات الصيفية إذا كانت هناك عروض جيدة وأسماء فنانين معروفين كذلك يجب أن تكون هناك أغاني لها علاقة بالثورة التونسية من أنماط مختلفة مثل الراب و الأغاني الشعبية وكذلك الفرق العريقة حتى تجلب الجماهير". وفي نفس الغرض توضح سناء بالحاج" الإقبال سيكون هاما إذا تم التنويع في العروض وفي الفنانين , هناك أخبار مفادها أن الفنانين التونسيين يريدون احتكار المهرجانات لكن يجب تنويع العروض بين تونسية وأجنبية لإرضاء جميع الأذواق". أما شهاب الليلي فأبرز أن الإقبال على المهرجانات الصيفية يبقى رهين البرمجة بدرجة أولى وهذه السنة نأمل أن يكون هناك تحسن في البرمجة مما يكثف حضور المواطن في المهرجانات , وبخصوص الأوضاع الأمنية يبدو أن الأوضاع قد عادت إلى نسقها المعتاد وهذا يمكن أن يشجع التونسي على السهر في المهرجانات.