تتهاطل هذه الساعات مبادرات إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، وكأنها في سباق مع الزمن، أو تلعب الوقت الضائع، خاصة مع اقتراب موعد إصدار المحكمة الجنائية لمذكرات توقيف دولية بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس أجهزة الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي، والمقرر يوم غد، الاثنين، تؤكد كلها على تنحي القذافي مع تأمين مخرج مشرف له، حيث تعتبر جنوب أفريقيا، فرنسا، ايطاليا، والجامعة العربية، فنزويلا أقطابا لهذه المبادرات، وكان المجلس الانتقالي قد أكد أنه يترقب أن يتلقى عرضا من النظام الليبي، تاركا هامشا كبيرا لفرضية الموافقة عليها.ففي جنوب أفريقيا، شرعت لجنة وسطاء الاتحاد الإفريقي حول ليبيا، اليوم الأحد، في محادثات حول الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع الليبي، بحضور الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، ومجموعة رؤساء تضم قادة أربع دول أخرى، جاكوب زوما (جنوب إفريقيا) ودينس ساسو نغيسو (الكونغو) وامادو توماني توريه (مالي) ويويري موسيفيني (أوغندا).وكانت وزارة خارجية جنوب إفريقيا قد أعلنت في بيان أن الرؤساء سيبحثون خصوصا إعلان وقف لإطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وينعقد الاجتماع قبل القمة ال17 للاتحاد الإفريقي في مالابو، في غينيا الاستوائية، في 30 جوان و1 جويلية،.وخلال افتتاح القمة، قال رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، ان"القرار الدولي الذي يستخدمه حلف شمال الأطلسي لتبرير قصفه لليبيا لا يجيز تغيير النظام أو الاغتيال السياسي للزعيم الليبي العقيد، معمر القذافي". وأضاف "إن قصف حلف شمال الأطلسي المتواصل لليبيا يثير قلق لجنتنا وقلق الإتحاد الأفريقي، لأن النية من القرار 1973 كانت حماية الشعب الليبي وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية"، موضحاً أن "النية من القرار لم تكن إجازة حملة لتغيير النظام أو الاغتيال السياسي" للقذافي.وفي سياق متصل، أكد ممثل المجلس الانتقالي الليبي فى القاهرة، ياسين البركى، أن إيطاليا عرضت مبادرة على المجلس لحل الأزمة في ليبيا، لافتا إلى أنه بمقتضاها سيتم تنحى القذافى، ولكنه لن يخرج من ليبيا، حيث عرضت أن يعيش القذافى فى إحدى المناطق النائية، وأن تنزع منه جميع سلطاته على أن يكون تحت حراسة دولية، هو وجميع أفراد أسرته.وقال البركى، وفق ما نقلته "اليوم السابع"، الأحد، إن المبادرة الإيطالية لم تتطرق إلى حماية أى من نظام القذافى، بخلاف أسرته، معتبرا أن ذلك إشارة واضحة على تخلى العقيد تماما عن كل أعوانه، وأضاف أن القذافى وافق على هذه المباردة، مؤكدا أنه يمر حاليا بأقوى مراحل ضعفه، ويحاول إيجاد مخرج بأي شكل من الوضع الراهن، لأن أيامه بالفعل باتت معدودة.وبينما أفاد البركى، أن المجلس عقد اجتماعا أمس لمناقشة المبادرة، لفت إلى أن هناك أكثر من مبادرة تم عرضها على المجلس خلال الفترة الماضية، من ضمنها مبارده من فنزويلا وجنوب أفريقيا، مشيرا إلى أن كافة المبادرات بدأت تتحدث عن تنحي القذافى، وإجراء انتخابات ووضع دستور جديد، إلا أن المجلس رفضها لأنها دون جدوى.