كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سلوك سائقي التاكسي الذي يرفض البعض منهم الاستجابة بعد التاسعة ليلا إلى طلبات الحرفاء. فالتقت التونسية البعض منهم لمعرفة الأسباب التي تقف وراء عدم استجابتهم خاصة ونحن نعلم أن التعريفة تتضاعف بعد التاسعة ليلا ومع ذلك يصعب الحصول على "تاكسي" عند عودة المواطن إلى منزله بعد العمل أو عند الخروج لقضاء حاجة ما. ولدى محاورة " التونسية " لبعضهم أعاد هؤلاء أسباب عدم استجابتهم لطلبات حرفائهم ليلا إلى أسباب أمنية أغلبها تكمن في عدم شعورهم بالأمن وحذرهم الشديد جراء عدم توفر الظروف الأمنية الازمة في البلاد على اثر ثورة 14 جانفي . إذ أفادنا التاكسي " محمد الرزقي" البالغ من العمر 28 سنة, أن هذا السلوك موجود منذ فترة وتعود أسبابه إلى عدة نتائج لعل من أبرزها الخوف من عمليات النهب و السطو التي عرفتها البلاد مؤخرا . و أكد من جهة أخرى أن لديه عدة زملاء كانوا قد تعرضوا الى محاولات اعتداء وسلب وهو ما دفعه إلى عدم ر الخروج إلى العمل بعد التاسعة ليلا . وأضاف أنه حتى إذا ما بقي للعمل ليلا فان ذلك يقتصر على الأحياء الراقية و المناطق القريبة من العاصمة تفاديا لأي خطر. أما سائق التاكسي "يوسف" البالغ من العمر50 سنة, فقد أفاد أن العمل ليلا من أكثر الأمور خطورة في هذه الفترة لعدم استتباب الأمن وكثرة النزاعات مع بعض المواطنين الذين يكونون في حالة سكر أحيانا . وقد روى حادثة عاشها منذ أسبوع وهي تعرضه لاعتداء من قبل شخصيين رفضا دفع الأجرة وهو ما جعله يحتاط مؤخرا اذ لم يعد يعمل بعد التاسعة ليلا اضافة الى تسلحه ب"هراوة " حسب ما أفاد وذلك لشدة خوفه على نفسه ومورد رزقه. ومن جهته بين التاكسي " محرز " البالغ من العمر الثلاثين سنة أن حياة التاكسي أصبحت معرضة الى الخطر نتيجة عدم توفر الأمن في جهات عديدة داخل الجمهورية وهو ما جعله يترك لقمة عيشه في الليل رغم كثرة الحرفاء و الظروف الملحة للعمل . كما أشار أنه رغم تحدث البعض عن استتباب الأمن الى أن هناك عمليات سطو منظمة اذ قص على " التونسية " قصة سطو دبرتها احدى الفتيات لصديق له الذي فقد مورد رزقه الوحيد منذ ثلاثة أسابيع فقد قامت فتاة وثلاثة رجال بسلبه سيارته و مازال الى اليوم يعيش على أمل استرجاعها. ومن جانبه أكد التاكسي "سامي البالغ من العمر 25 سنة أنه لا يمارس عمله ليلا لفترة طويلة خاصة وأنه "صانع" وهو يخاف من تعرض السيارة إلى سرقة أو تكسير . كما أفادنا أن أغلب أصحاب التاكسيات يقومون بانتقاء حرفائهم تفاديا لمحاولات البعض ممن لديهم نوايا سيئة . وأضاف أن هناك عملية انتقاء للأماكن التي يتوفر فيها الأمن على غرار الأحياء الراقية لعدم حصول أي خطر يمكن أن يتسبب في حصول مأزق لصاحب التاكسي . وكان للمواطنين رأي في هذا الموضوع إذ انقسموا إلى شقيين الأول يتفهم تخوف أصحاب التاكسيات من أصحاب السوء الذين ينوون بهم الضرر والثاني يعتبره تخوفا مبالغا فيه. فالسيد" لطفي" صاحب متجر أفاد أن هذه المرحلة تعيش فيها تونس عدم توفر الأمن في عدة أماكن وعلى المواطنين أن يتقبلوا سلوك أصحاب التاكسيات الذي كان بدافع الخوف و الحذر ويجب تفهم وضعيتهم. وأضاف المواطن نبيل أن الخوف ليس حكرا على أصحاب التاكسيات وإنما الجميع من مواطنين و أصحاب مقاهي و متاجر و بالتالي ضرورة الصبر لتجاوز هذه الصعوبات و يبقى الدور الفعال للأمن هو المطلوب في هذه الفترة . أما الشّابان "سهيل " و"منير" فكان لهما رأي أخر إذ اعتبرا أن هذا الخوف هو نتيجة ضعف وخوف مبالغ فيه وأنّ ليس هناك من داع لعدم قيام بعض أصحاب التاكسيات بمباشرة أعمالهم خاصة و أن البلاد عرفت في الفترة الأخيرة نوعا من الاستقرار الواضح. وأكدا أنّهما يعيشان صعوبات تنقل كبرى نظرا لظروف عملهما التي تستوجب التنقّل ليلا . وأضافا أن المواطن في حاجة الى التاكسي يوميا ويجب على أصحاب التاكسيات مراعاة ظروف الناس و أكد ان هناك صعوبات في الحصول على تاكسي مشبها ذلك بمن يبحث عن إبرة فى كوم من القش . ومن جانبهما أفادتا الآنستان "منال عبيدي " و "هبة العبيدي " أنهما تعيشان صعوبات كبرى في الحصول على تاكسي خاصة وأن الحاجة إليها ملحة جدا في هذه الفترة. و يبقى هذا السلوك مفاده عدم استقرار الأمن و لذلك ما يجب على الهياكل المعنية هو توفير الأمن الذي يبقى من مشمولاتها الرئيسية ومطلب شعبي ملح.