رغم عودة الاستقرار وتجاوز حالة الانفلات الأمني والرسائل التي تبعثها الدوائر المسؤولة لطمأنة المواطنين... مازالت حالة الخوف والشعور بالقلق تسيطر على تفكيرنا وتجعلنا غير قادرين على ممارسة أنشطتنا وحياتنا اليومية. تونس «الشروق»: المقاهي والفضاءات الترفيهية بمجرّد حلول الليل تكون شبه فارغة وتفقد نسبة كبيرة من الحرفاء الى حدّ أن دفعت أصحابها والمسؤولين عنها إلى اطلاق صيحة فزع بسبب هجرة الحرفاء وتراجع المداخيل. كما قلص بعض أصحاب سيارات الأجرة «التاكسي» عملهم ليلا بسبب «البراكاجات»وكثرة عمليات السطو، وهو ما أثر سلبا على حركة النقل إذ يصعب العثور عن سيارة تاكسي خاصة في بعض المدن الداخلية. وحسب تفسير أحد الأخصائيين في علم النفس فإن الخوف ردّة فعل طبيعية إزاء ما عرفته البلاد من أحداث نهب وسرقة وإتلاف للأملاك العمومية وجسم الانسان يقوم عند الشعور بالخوف بسلسلة من التغييرات الفيزيولوجية الداخلية التي من شأنها التعامل مع الخطر الوشيك (بالهرب مثلا). ويكشف أنّ خلّو الشارع من المواطنين خاصة في الليل ونقص الحركة وهجر الحرفاء للمقاهي والفضاءات العامة والخاصة تتفاوت حسب مدى الاستقرار الأمني من مدينة الى أخرى وحتى داخل المدينة الواحدة، إذ قد نجد اختلافا في حدّة تأثير الخوف على المواطنين بين هذا الحيّ أو ذاك وتأثيره السلبي على أنشطتهم وحياتهم اليومية. ويحذّر الأخصائي في علم النفس من خطورة استغلال بعض الأطراف لهذه الوضعية لبث مزيد من الخوف والهلع والوقوف حجر عثرة أمام عودة النشاط الاقتصادي ولمزيد تكريس الفوضى. ولكن بدأ المواطن التونسي شيئا فشيئا يستعيد الشعور بالطمأنينة ويتجاوز حالة القلق والخوف خاصة بعد اعتقال العديد من الشبان الذين تورّطوا في أعمال العنف والشغب والسرقة. ومن المتوقع أن تستعيد المدن التونسية أمنها وأنشطتها بصفة اعتيادية.