انعقد صبيحة اليوم بمدينة الحمامات لقاء استثنائي مع عدد كبير من المتدخلين في قطاع الدواجن من مربين و صناعيين و فلاحين أتوا من كافة أنحاء الجمهورية لتقييم و مناقشة مدى تقدم قطاع الدواجن في بلادنا و دراسة الإشكاليات المطروحة أمامه و التي أرقت القطاع بصفة عامة. عدد الحضور في اللقاء فاق 300 لكن الغائب الابرز كان السيد "شكيب التريكي" كاتب عام جامعة الدواجن الذي كان غالبا لا يفوت مثل هذه الفرص لكن يبدو أن حادثة المنستير يوم أمس الاثنين هي التي كانت وراء هذا الغياب القسري الذي فاجأ كل الملاحظين. و في المنستير و حسب عدد من الحاضرين فقد تم توجيه أصابع الاتهام للسيد "شكيب التريكي" حول سير منظومة الدواجن و أسباب تراجعها. و في اجتماع يوم أمس كان الجو طيبا في الجملة رغم ملاحظة تململ في صفوف المربين الذين ذاقوا ذرعا من تدهور الأسعار سواء تعلق الأمر بقطاع لحوم الدجاج أو البيض و أطلقوا صيحة فزع لتدخل الدولة لإنقاذ هذا القطاع من الإفلاس سيما و هو يشغل عددا كبيرا من المتدخلين بالإضافة إلى أنه أصبح حلقة لها وزنها الاقتصادي لما توفره من مساهمة في الأمن الغذائي و يذكر أنه يمثل حوالي 12% من قيمة الإنتاج الفلاحي و 32% من قيمة الإنتاج الحيواني و توصل القطاع إلى تغطية الحاجيات الاستهلاكية من اللحوم بنسبة تفوق 50% إضافة إلى توفير كل الحاجيات من بيض الاستهلاك فضلا عن استقطاب ما لا يقل عن 15 ألف موطن شغل قار و غير قار و اكتساح بعض الأسواق للتصدير و لو بصفة ظرفية. السيد وزير الفلاحة و البيئة أكد خلال افتتاحه هذا اللقاء على مراجعة و هيكلة كامل منظومات القطاع و الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل طرف فيها على حدة قصد تدعيم ما هو متوفر و تفادي النقائص و إيجاد الحلول الملائمة للإشكاليات القطاعية مبرزا أنه رغم وجود برمجة للإنتاج و آليات مختلفة لتعديل السوق في مرحلتي ما قبل و ما بعد الإنتاج يتولى مجمع الدواجن تجسيمها فقد لوحظ خلل في العديد من المستويات وجب الإسراع بمعالجته خاصة على مستوى الأسعار و الجودة و ذلك مع بروز صعوبات في التحكم في مستويات الاستهلاك و عدم التوازن بين المتدخلين بالإضافة إلى تعدد مطالب الانتصاب الجديدة. هذا وقد تخللت هذا اليوم نقاشات معمقة بين الحاضرين كانت صريحة و شفافة أكدت دون أدنى شك وجود صعوبات كبيرة تتطلب التدخل السريع لإنقاذ هذا القطاع قبل فوات الأوان.