لن نعود إلى القرار الذي اتخذته جامعة الكرة أمس والقاضي بإلغاء النزول في جميع الأقسام ولن نخوض في تبعاته وفي تداعياته لكن منطق الثورة الذي استدل به أعضاء المكتب الجامعي يحيلنا على رؤية جديدة تلوح جد موضوعية وقابلة للنقاش طالما ان الثورة التونسية لم تقتصر على كرة القدم التونسية وطالما انها ضمت الجميع وعليه فان المتأمل حاليا لواقع الرياضية التونسية يتساءل بكل تجرد لماذا لا يشمل هذا "العطف الملكي" بقية الاختصاصات الأخرى؟ فهل كانت رياضة كرة القدم هي الوحيدة التي تضررت بأجواء الثورة..؟؟؟ قرار المكتب الجامعي جاء أمس لاعتبارات عدة أهمها ان الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد التونسية وما تزال عقب اندلاع الثورة أثرت سلبا على محيط الكرة وساهمت في تغيير مسار نتائج بعض المباريات وهو ما لا يخفى على احد وان كان أهل القرار لم يجهروا بالقول ، لذلك لم يكن من المعقول ان تحرم بعض الفرق من حقها في البقاء بما ان مصيرها حسم خارج الميدان ومن على مدارج كان من المفروض ان تكون فارغة ولان هذا الكلام ينطبق على بقية الاختصاصات على غرار كرة اليد وكرة السلة وكذلك كرة الطائرة فان المنطق يفترض ان يطال هذا القرار التاريخي بقية الاختصاصات لان الثورة التونسية وما أحلاها تضم الجميع وليس كرة القدم فقط... نور الأمل الذي قذفه أنور الحداد في قلوب جماهير الكرة قد يكون أفضل مسكن لأنين البعض لكنه حتما لن يكون الحل لان من اعتصم اليوم من أجل البقاء قد يعتصم غدا من أجل اللقب والأصابع الخفية التي باركت هذا القرار وساهمت في خروجه إلى النور قد لا يهدأ بالها طويلا فجماعة اليد والسلة والطائرة ممن غادروا مصاف النخبة قد ينسجون على نفس المنوال ويجددون عهد الإعتصامات لان رياح الثورة قذفت بهم كذلك إلى الدرك الأسفل ومن حقهم المطالبة بقرار مماثل طالما ان هذا الحق صار مشروعا و مبررا في نظر جماعة أنور الحداد... !