أكد العميد بالجيش الوطني"مختار بن نصر" أن الوضع الأمني الداخلي شهد في الفترة الأخيرة اضطرابات وأعمال عنف و تخريب طالت بعض المؤسسات التونسية و قد تدخل الجيش الوطني في عدة جهات على غرار تاجروين و سيدي بوزيد و بنزرت ليتمكن في النهاية من السيطرة على الوضع وإعادة الأمن و الاستقرار للبلاد. و نظرا لما شهدته البلاد في الآونة الأخيرة من حرائق طالت الغابات و المحاصيل الزراعية أبرز السيد العميد أن الجيش الوطني ساهم بشكل كبير في مقاومة الحرائق من خلال تسخير وحدات عسكرية مثل قاذفات المياه و طائرات عسكرية و مروحيات وتم التحرك الجوي للجيش في حدود 342 مناسبة هذه السنة . كما أضاف من جهة أخرى أن الجيش كانت له مساهمة هامة في الحفاظ على مزارع الحبوب من خلال تكثيف المراقبة و متابعة مختلف مراحل جمع و خزن المحاصيل مؤكدا أن هناك تعاونا مع الحرس الوطني من أجل مراقبة الطرقات تفاديا لأية عملية من شأنها أن تتلف المنتوج. وفي سياق اخر تدفق أمس قرابة 7062 لاجئا على تونس من مختلف الجنسيات و أكد العميد أن وضعهم الصحي بخير و في ما يخص مصابي السيدا بين أنه يتم منعهم من التنقل اضافة الى الاسراع بترحيلهم و لكن تبقى ظروف العيش هناك قاسية نظرا لارتفاع درجات الحرارة مطالبا المنظمات الدولية بالتعاون مع تونس لترحيل هؤلاء اللاجئين الى بلدانهم. هذا و قد استطاع الجيش الوطني ايقاف 106 مهاجرين أجانب غير شرعيين في مياه جرجيس وذلك يوم 16 جويلية في اتجاه ايطاليا . و في تصريح خاص ب"التونسية" أوضح العميد "مختار بن نصر" أن حادثة الشاب ثامر بسيدي بوزيد كانت نتيجة هجوم مجموعة بعد منتصف الليل على وحدة عسكرية و الاعتداء عليها بواسطة الزجاجات الحارقة والرشق بالحجارة مطالبين اياها بإخلاء لجنة تنسيق قديمة للتجمع كانت تقوم بحمايتها مما اضطرها الى اطلاق النار في الفضاء فأصابته رصاصة مرتدة داعيا العائلات الى حث أبنائهم على الابتعاد عن مثل هذه الاضطرابات التي يمكن أن تودي بحياتهم . و صرح السيد "الحبيب عبيد" مدير ادارة المحافظة على الغابات بالإدارة العامة للغابات أن عدد الحرائق منذ 20 جوان المنقضي وصل الى 49 حريقا مما تسبب في اهدار 530 هكتارا مقابل حرق ما بين 300 و 1400 هكتار خلال العشر سنوات الأخيرة بمعدل 150 حريقا سنويا مشيرا الى حريق دار شيشو التي تعد من أهم المناطق الطبيعية للبلاد حيث أسفر في البداية عن اتلاف 17 هكتارا ثم في اليوم الثاني 87 هكتارا و في اليوم الثالث 200 هكتار و في اليوم الرابع والأخير وصلت الخسائر الى 400 هكتار مع العلم أن هذه المنطقة تمسح 12000 هكتار . كما قال ان الادارة العامة للغابات تسعى الى التصدي الى أي ضرر يمكن أن يلحق بالغابات في الوقت المناسب و السيطرة على الوضع داعيا الى ضرورة تضافر جهود المجتمع المدني و الجمعيات و المنظمات و الاعلام من أجل أن تبقى تونس خضراء على الدوام. و تساءلت "التونسية" عن بسبب استمرار حريق دار شيشو كل تلك المدة وهل هو بفعل فاعل خاصة وأن السيد "الحبيب عبيد"أكد أنه ستقع السيطرة على الحريق في اليوم الأول ولكن سرعان ما يفاجؤون بإعادة نشوبه و هل يوجد نقص في وسائل التصدي, فأكد لنا أن هناك تحقيقات ميدانية للكشف عن ملابسات هذا الحريق مضيفا أنه لا يوجد نقص مستوى الوسائل خاصة وأن جميع الجهود تتضافر من أجل التصدي الى أية عمليات حرق أو اتلاف . وبينت من جانبها السيدة "آمال النفطي" المديرة العامة للإنتاج الفلاحي أن صابة الحبوب في تونس تقدر هذه السنة ب 20 مليون قنطار أي ضعف محصول السنة الفارطة مؤكدة أن على جودة الحبوب متوسطة خاصة مع ظهور القمح اللين في عدة جهات على غرار باجة و زغوان وسليانة بسبب الظروف المناخية. و أشارت أن نسق التجميع يشهد تقدما خلافا للسنة الفارطة اذ بلغ 9 ملايين قنطار الى 324000 هكتار وأكدت في نفس السياق أن الادارة العامة للإنتاج الفلاحي تسعى الى توفير الظروف الملائمة من أجل حماية و خزن المنتوج و الحفاظ عليه من خلال تركيز 200 مركز لتجميع الحبوب.