هم فئة منسية بأتم معنى الكلمة لكنهم موجودون في حياتنا اليومية من خلف جدران المذابح ولا يمكن لأي شخص أن ينكر دورهم المهم بالرغم من المخاطر التي يواجهونها في هذه المهنة التي يتجاهلها بعض الناس . "التونسية" اقتربت من"الذباحة" هؤلاء المنسيين وحاولت رصد انطباعاتهم حول طبيعة عملهم فكان التحقيق التالي . قبل بلوغنا أحد المذابح بضواحي العاصمة وجدنا مجموعة لا يتجاوز عددها 10 أشخاص بفناء المقهى المجاور للمذبح كانت تنبعث من ثيابهم رائحة الدم والمواشي غير أن لا أحد منهم يبالي بذلك . * مهنة المتاعب لكن "الخبزة حكمت " ! هذا ما أخبرنا به السيد صلاح بن حامد (49عاما) بابتسامة عريضة تخفي معاناته من مهنة "الذباح" حيث يقول انه قد ترك عائلته في ولاية القصرين ويريد أن يقضي معهم فترة عيد الأضحى لكن بحكم عمله في هذه المهنة فقد استعصى عليه الامر وقد تعلم صلاح هذه المهنة منذ صغره بعد أن كان راعيا للغنم في مسقط رأسه وقد عبر عن حبه لها رغم مخاطرها باعتبارها تمثل مصدر رزقه الوحيد . واكد السيد كمال الشرفي (37 سنة ) أن ما يجنيه "الذباح" من هذه المهنة محترم إلا أنها تبقى مرهقة جدا و"محفوفة بالكثير من المخاطر ولا أنصح أولادي بتعلمها وما أجنيه من أموال إنما يرتبط بعدد الذبائح فكلما زاد عددها كان المدخول أوفر" . * عملية الذبح والسلخ لا تتطلب مني سوى دقيقتين لكن ... يذكر السيد جيلاني النفزي أن أول عملية ذبح كانت تاريخية بالنسبة إليه حيث أنه لم يحسن ذبح خروف صغير في أول تجربة له حيث فوجئ بنهوضه بعد ذبحه أما الآن وقد أصبح محترفا فعملية الذبح والسلخ لا تتطلب منه سوى دقيقتين . أما السيد سيف الدين (29 سنة) فيتحدث عن تجربته في مجال الذبح ولكن بصفة متقطعة بعد إصابته ب"الفتق" أثناء قيامه بتعليق " لكباش" لسلخها حيث يقول إنّه تعلم "الذبح" في سن مبكرة ورغم ما سببته له هذه المهنة فان ذلك لا يمنعه من ممارستها و حبها أكثر فأكثر . وهكذا اجمع "الذباحون" أن مهنتهم تمثل مصدر رزقهم ولم يخفوا حبهم لها رغم العديد من المخاطر التي يمكن أن تكلفهم الكثير صحيا خصوصا خلال موسم عيد الأضحى لما تقتضيه الحاجة في ظل جهل العديد ذبح الخرفان .