اعتبر الاعلامي والحقوقي "صلاح الدين الجورشي" أن صعود تيار السلفية بعد إسقاط نظام "بن علي" مطلع العام الحالي كان نتيجة فراغ وتصحر ديني وثقافي، وهو ما يعد تحديا حقيقيا خصوصا وأن قاعدة شعبية كبيرة قابلة للتأثر بأفكار هذا التيار. وأشار "الجورشي" حسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا" خلال محاضرة في المنتدى العالمي للوسطية الملتئم بالأردن بعنوان "التحولات السياسية في تونس بعد الثورة" إلى مجموعة من التحديات أمام الحكومة الجديدة أبرزها التحدي الاقتصادي في وضع نمو في مستوى الصفر وزيادة البطالة إضافة إلى التحدي الأمني وقدرة الحركة الإسلامية على تطوير أطروحاتها والانتقال من الخطاب الديني إلى السياسي بالإضافة إلى عودة الاستقطاب الثنائي والصراع بين الإسلاميين والعلمانيين وحماية الوحدة الوطنية خاصة في غياب قدرة الائتلاف الحكومي غير المتجانس على الصمود. كما لفت الجورشي خلال محاضرته الانتباه إلى صعود قوائم في الانتخابات تحت عنوان "العريضة الشعبية" التي كانت ملتفة حول شباب الثورة في حين أفرزت الانتخابات تراجع الأحزاب الليبرالية وانهيار اليسار ليجدا أنفسهما خارج اللعبة السياسية في حين فشل المستقلون. و قد أكد "الجورشي" أن حصول حزب النهضة على نسبة 41% لم يمكنها من تشكيل حكومة مما دفعها للتحالف مع حزبي الاتحاد من اجل الجمهورية بقيادة المنصف المرزوقي، و التكتل من أجل الحريات بقيادة "مصطفى بن جعفر" لينبثق ائتلاف يمثل غالبية واسعة ، معربا عن اعتقاده بان يتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة التونسية خلال الأسبوع المقبل.