بين الفينة والأخرى تختطف السياسة نجمًا فنيًا من أمثال رونالد ريغان وآرنولد شوارزينيغر. وقد اختارت هذه المرة السينيغالي يوسو نْدور، الذي وصفته أكبر مجلة موسيقية أمريكية بأنه «صاحب الصوت الأعذب والأشهر في العالم». فقد أعلن عن نيته خوض انتخابات الرئاسة في بلاده في الشهر المقبل... ومن يدري؟. بعدما اشتهر على نطاق الدنيا كأحد أعذب الأصوات القادمة من القارة السمراء، أعلن المغني السينيغالي يوسو نْدور أنه بصدد خوض المعترك السياسي سعيًا إلى المنصب الأعلى، بعد الانتخابات الرئاسية في بلاده في الشهر المقبل. وسينازل ندور السياسي المخضرم عبد الله واد، زعيم "الحزب السنغالي الديمقراطي"، الذي يتولى الرئاسة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ أفريل 2000. وبهذا ينضم المغني الشهير إلى أكثر من عشرة مرشحين، يسعون جميعًا إلى إزاحة واد بعد 11 عامًا في السلطة. ونقلت الصحافة البريطانية أمس الثلاثاء قول ندور في بيان إعلانه عن نيته عبر راديو وتلفزيون «تي إف إم» (تلفزيون فوتور ميديا) المملوك له في بلاده: "حان الوقت لاستعادة السلطة من واد، الذي ينفرد بخيرات البلاد، بينما يعاني شعبها البطالة، ولا يزيد دخل الفرد فيها عن ثلاثة دولارات في اليوم". ويتمتع ندور بشعبية هائلة في بلاده، بسبب مواهبه الموسيقية والغنائية، التي قذفت به إلى سماء الشهرة العالمية. وكان هو صاحب الفضل في تعرف العالم إلى ما طوّره من أسلوب الغناء وقرع الطبول السينيغالية التقليديين المعروفين باسم «مبالاكس». ولكن، بالطبع، فمن غير المعروف ما إن كان بوسعه ترجمة شعبيته الفنيّة الكاسحة إلى أصوات في صناديق الاقتراع. لكن ندور نفسه يقول إن قراره السعي إلى المنصب السياسي الأعلى يأتي استجابة للأصوات الشعبية، التي ظلت تلحّ عليه من أجل خوض انتخابات فيفري المقبل. وقال، وهو يستبق أية إشارات إلى أنه لا يتمتع بالتعليم العالي: "صحيح أنني لم أحظ بدخول الجامعة. لكنني على قناعة تامة بأن التأهّل للرئاسة لا يشترط حمل شهادة أكاديمية عليا أو أن هذه الشهادة نفسها تضمن لأي شخص أن يصبح ذلك الرئيس القادر على تحقيق أحلام شعبه في العدالة والرخاء". يذكر أن ندور مولود في أكتوبر 1959 في داكار لأب من شعب "السرير"، المعتبر من أكبر الكتل العرقية في غرب أفريقيا. وبدأ مشوار حياته الفنية وهو في الثانية عشرة من العمر، ووجد الشهرة المحلية سريعًا، بعدما التقطته فرقة "ستار باند" الأشهر في العاصمة السينيغالية. وفي 1979 أسّس فرقته الخاصة "إيتوال دو داكار"، التي صارت في الثمانينات "سوبر إيتوال دو داكار" وكانت - مع أسلوبه الفريد في الغناء وقرع الطبول - بمثابة بوابته إلى العالمية. واشتهر ندور بشكل خاص عندما اكتسحت أغنيته 7 Seconds "سبع ثوان" - في ديو مع المغنية نينه شيري - مبيعات الأغاني الفردية في أوروبا وأمريكا، ومن ثم العالم في 1994 .وفي 2004 وصفته مجلة "رولينغ ستون" الأمريكية المعروفة بأنه "صاحب الصوت الأعذب والأشهر في العالم". ومنذ ذلك الوقت أنتجت السينما العالمية فيلمين عن حياته ومشواره الفني.