تحتضن مدينة الحمامات من12 إلى 14 جانفي الجاري ورشة دولية حول تطوير المشاهد الثقافية على ضفتي المتوسط و البحث في دعم الإطار المؤسساتي و التشريع في مجال التراث الأوروبي المتوسطي الرابع بالاتحاد الأوروبي بالشراكة مع المعهد الوطني للتراث التابع لوزارة الثقافة في تونس و دعم المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم. وقد انطلقت أشغال هذه الورشة الثقافة العلمية صباح يوم الخميس12 جانفي بحفل افتتاح تضمن كلمات السادة ممثلي الجهات المشاركة في تنظيمها بإشراف السيد احمد الفرجاوي نيابة عن معالي الدكتور المهدي المبروك وزير الثقافة التونسية وحضور معالي الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للالكسو و سعادة الأستاذ ادرياتوس كوتسنروتر سفير مندوبية الاتحاد الأوروبي المتوسطي و الدكتور جون لوي لوكسن المكلف بوحدة المتابعة في هذا البرنامج. والقى الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للالكسو في افتتاح هذه التظاهرة الدولية كلمة أشاد فيها بالبرنامج الأوروبي المتوسطي الرابع في مجال التراث مؤكدا على أهمية المحافظة على التراث كعنصر أساسي من عناصر التنمية الثقافية باعتبارها فاعلة في التنمية الشاملة المستدامة. واستعرض المدير العام للمنظمة جهود الالكسو في مجال العناية بالتراث وحمايته في الوطن العربي مشيرا الى تجربته الشخصية باعتباره مؤرخا و باحثا عمل السنوات الطويلة في المحافظة على التراث كما انه كان وزيرا للثقافة و المحافظة على التراث في الحكومة التونسية و بذل جهودا جبارة في الاهتمام بالتراث بكل جوانبه في تونس مع التركيز على حسن إدارته وجعله مساهما في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من خلال استغلاله في السياحة الثقافية . وأكد المدير العام انه أولى المسائل المؤسساتية و التشريعية في التراث اهتماما كبيرا بصفته مديرا للالكسو لترشيد الممارسات في التراث وحمايته. وفي تقديمها للبرنامج الأوروبي المتوسطي الذي تم بعثه عام 1995 ذكرت الدكتورة كريستين دبدوب ناصر المسؤولة عنه أن البرنامج هو الآن في طوره الرابع يسعى إلى العناية بالأرشيف و الوسائل السمعية البصرية و المخطوطات وعلم الآثار و الترميم و السياحة الثقافية و التشريعات بعد أن اعتنى في أطواره الثلاثة السابقة بوضع قوائم للتراث في ضفتي المتوسط و تسهيل عملية التشبيك بين المتاحف و المؤسسات الثقافية الأخرى و العمل على تطوير قدرات البلدان المتوسطية في إدارة وتطوير تراثها الثقافي بإبداء اهتمام خاص للتراث غير المادي. وتدخل ورشة الحمامات في الطور الرابع من البرنامج الذي يهتم في احد جوانبه بالمسائل المؤسساتية و التشريعات للتراث الثقافي بين السلطات المتوسطية و من خلال هذا البرنامج يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مادية و فنية هامة لتعزيز التراث في المتوسط و دعم التعاون في مجالات متعددة التخصصات. ويشارك في ورشة الحمامات عدد من المسؤولين و الخبراء الذين يمثلون عديد المنظمات و الهيئات الدولية في مقدمتها اليونسكو فضلا عن المسؤولين في الوزارات و المؤسسات ذات العلاقة على ضفتي المتوسط منها مصر و تونس و الجزائر و المغرب وفلسطين وفرنسا و ايطاليا و غيرها. كما يحضر الورشة ممثل عن البنك العالمي بصفته داعما لبعض المشاريع التراثية في هذه الدول.