علمت "التونسية" أن معتصما في مناجم المظيلة أقدم اليوم الجمعة على حرق نفسه وهو الآن في حالة خطيرة . وأفادنا السيد مصدق وناس الكاتب العام للنقابة الأساسية لمصالح الخارجية للمناجم بالمظيلة أن العملية وقعت اليوم الجمعة إثر إعتقال الحرس الوطني لمعتصمين اثنين لدى عودتهما من جلسة تفاوضية مع وزير الشؤون الاجتماعية في إطار محاولة الاتحاد العام التونسي للشغل تهدئة الوضع الاجتماعي بالجهة . وأوضح محدثنا أن النقابة الأساسية نسقت اللقاء مع الاتحاد المحلي للشغل بالمظيلة و قيادة اتحاد الشغل في شخص السيد أنور بن قدور وهو ما تم بالفعل حيث تم الجلوس مع السيد خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية الذي وعد بالنظر في مطالب المعتصمين الذين يطالبون بالتشغيل وبالكرامة لا سيما أنهم كانوا من سجناء الحوض المنجمي وقد كان من المنتظر أن تتوج هذه الجلسة بفتح مواقع الانتاج داخل مناجم المظيلة تعبيرا من المعتصمين عن حسن نواياهم من موقف وزير الشؤون الاجتماعية لكن تم إيقاف ممثلي المعتصمين من قبل الحرس الوطني لدى دخولهم مدينة قفصة بتهمة السرقة وأكد لنا الكاتب العام للنقابة الأساسية أن التهمة كيدية والدليل أنه تم اليوم إطلاق سراحهما ولكن بعد فوات الأوان حيث أفرز توترا جديدا تمثل في إقدام السيد هارون قوادر على حرق نفسه وقد فاقت نسبة الأضرار البدنية 50 % . و في اتصالنا بالسيد أنور بن قدور الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل اكد لنا أن المنظمة الشغيلة تسعى دائماً إلى فض الإشكاليات الاجتماعية المطروحة على الساحة وتعمل على تهدئة المناخ الاجتماعي كما أن من مهامها التدخل لفائدة العاطلين عن العمل وهي بصدد التفكير في منوال تنموي جديد يحد من الفوارق الاجتماعية لدى الفئات والجهات وفي هذا الإطار تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل لدى السيد وزير الشؤون الاجتماعية للتفاوض مع وفد من المعتصمين وهو ما تم بالفعل حيث استقبل السيد خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية هذا الوفد وتقرر النظر في وضعيات المعتصمين واعدا بإيجاد الحلول لكن ما يبعث على الاستغراب موقف وزارة الداخلية التي كانت وراء إيقاف ممثلي المعتصمين وهو ما يتناقض مع التوجه الذي تم اعتماده في الملف بين وزير الشؤون الاجتماعية وقيادة اتحاد الشغل وفي هذا الصدد يحمل انور بن قدور مسؤولية تدهور الوضع الاجتماعي بالمظيلة لوزير الداخلية باعتبار هذا الإيقاف تسبب في عودة التوتر و أقدام احد المعتصمين على حرق نفسه وهو الآن في حالة خطيرة بمستشفى الحروق البليغة ببن عروس ويتساءل الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل عن دور الحكومة وكيفية تسيير دواليبها مشيرا أن الاتحاد يريد التهدئة لكن يبدو أن وزارة الداخلية تشعل الفتيل .