من المرافق العمومية الهامّة التي تقدّم جليل الخدمات لعامّة المتساكنين بمعتمدية حاجب العيون نجد القباضة المالية التي أنجزت سنة 1992 بتكلفة جملية ناهزت 320 ألف دينار والتي كانت إلى وقت قريب تقدم مختلف الخدمات الإدارية ولكن أيادي العابثين طالتها أثناء الأيّام الأولى للثورة فعاثت فيها فسادا حيث أحرق الجزء الهامّ من بنايتها التي تعرضت كذلك للنهب وإتلاف وثائقها وأرشيفها الإداري الشيء الذي جعلها تدخل في إجازة مؤقتة قبل أن يقع إلحاقها بأحد المكاتب الضيقة أين واصل موظفوها بكل تفان مهمة إسداء مختلف الخدمات ( "الباتيندا" والدخل السنوي وتعمير المعرف الجبائي لجميع الأشخاص الطبيعيين والمعنويين وانجاز الحسابات الشهرية التي يقع توجيهها مباشرة الى الخزينة العامة للبلاد التونسية إضافة إلى استخلاص معاليم الكراءات والإستخلاصات البلدية والتسيير المالي لما عدده 5 معاهد ثانوية ومدارس إعدادية إلى جانب التصرف المالي للمستشفى المحلي بحاجب العيون ونظيره بمعتمدية الشبيكة ) . ولمزيد تسليط الأضواء حول سير عمل هذا المرفق الحيوي كان لنا اتصال بالسيد محمد الفالحي قابض المالية بحاجب العيون الذي أفادنا أنه بفضل العزيمة الصادقة والحماس الفياض للإطار العامل بهذه المؤسسة المالية تضافرت جميع الجهود لتتوّج بعودة الروح لمكتب القباضة المالية التي افتتحت شبابيكها مؤخرا من خلال تهيئة واجهة خلفية للقباضة ( مخزن التبغ والوقيد سابقا ) الذي وقع تهيئته كأحسن ما يكون ليستقبل جموع الحرفاء. وقد استعدّت للحدث بعد إتمام عملية تحيين الإعلامية فأصبحت بالتالي تقوم بجميع مشمولات القباضات المالية باستثناء " الرهنية " المتعلقة بالمصوغ مع توفير تجهيزات ومعدّات حديثة جاءت لتعزّز عمل مكتب مراقبة الآداءات الذي خصّص له هو الآخر قسم للمصلحة حيث وقع تدعيمه بأجهزة إعلامية متطوّرة جاءت جميعها نتيجة متابعة مستمرة من قبل عديد الأطراف الساهرة على إعادة تنشيط جميع هذه الفضاءات على غرار كل من السادة المدير الجهوي للمالية والمدير العام للمحاسبة العمومية والاستخلاص بتونس دون أن نغفل عن مساهمة المجلس البلدي بحاجب العيون في ذلك حيث تضافرت المجهودات من أجل تواصل العمل وديمومته في ظروف تكاثرت فيها تشكيات المواطنين من صعوبة التنقل بين حاجب العيون و حفوز لمسافة تزيد عن المائة كيلومتر ذهابا وإيابا من أجل انجاز أو استخراج وثيقة إدارية. هذا وقد أعلمنا السيد محمد الفالحي بان الأيام القليلة القادمة ستشهد كذلك عودة العمل لمخزن التبغ والوقيد بقباضة المكان الذي وقع إعادة ترميمه هو الآخر في انتظار استكمال اللمسات الأخيرة المتعلقة بتأمين فضاءه الخارجي وقد تعهدت الإدارة العامة للتبغ والوقيد ( مرجع النظر ) بذلك. هذا و رصدت في نفس السياق أموال محترمة وقع تنزيلها بحساب المجلس الجهوي بالقيروان بهدف الشروع قريبا في التهيئة الكلية للمقرّ الأصلي لقباضة المالية والتي قد تتحوّل إلى قباضة مستقلّة تهتمّ بقطاع المصاريف البلدية وهي حلم طالما راود أهل الاختصاص لما يوفّره من مردودية واستقلالية في العمل الجبائي.