"على إثر التصريحات التي صدرت عن وزارة الشؤون الدينية بتاريخ الجمعة 09 مارس 2012 والتي مثلت خطابا عنصريا طائفيا يقصي فئة من فئات الشعب التونسي ويصنفهم ليس بوصفهم مواطنين كاملي الحقوق التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدساتير والقيم الإنسانية التي تكفل حرية المعتقد والعبادة . ويزعم ان تونس مالكية المذهب متجاهلا تراثها الإسلامي المتسامح والمتنوع وأن تونس احتضنت ولا زالت مختلف المذاهب الإسلامية بله الديانات . وشهدت ولا زالت تعايشا سلميا بين مختلف فئاته من يهود ومسيحيين ومسلمين سنة كانوا أو شيعة أباضية كانوا أو صوفية مما جعلها منبرا للإنفتاح والتسامح وأكسبها خصوصية ميزتها عن باقي الأقطار الإسلامية التي عانت ولا زالت ويلات الصراع الطائفي والمذهبي البغيض . ومن منطلق حرصنا على الحفاظ على خصوصية هذا المواطن العزيز وتماسك نسيجه الاجتماعي والحفاظ على السلم الاهلية نرى ضرورة توضيح جملة من المسائل للرأي العام لما يمليه عليها واجبنا الوطني والأخلاقي والديني . 1- أن حرية المعتقد من دعائم الدولة الديمقراطية لذلك يطالب حزب الوحدة بضرورة التنصيص والتأكيد على مبدأ حرية المعتقد ومماسة الشعائر الدينية وفق ما تمليه الآية الكريمة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" . 2- إن الإسلام لا يمكن أن يختزل في مذهب أو رأي فقهي بعينه وقد أثبت التاريخ أنه كلما تم اختزال الإسلام في مذهب أو رأي بعينه إلا وسادت الصراعات والنزاعات والفتن بين أبناء الأمة الواحدة . 3- ضرورة حياد المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة في وزارة الشؤون الدينية ووقوفها على بعد واحد من جميع المذاهب والآراء الإسلامية وأن يتم التنصيص على ذلك في الدستور . إن الإجتهاد واجب شرعي في الإسلام وضرورة عقلية وأصل من أصول التشريع الذي يعني بالضرورة الإختلاف وبناء على هذا الأصل صيغت عدة قواعد من أشهرها "في اختلاف الأئمة رحمة" لذا فإن إحتزال الإسلام في مذهب أو رأي يعد جريمة في حق هذا الدين العظيم . 4- إن إذكاء الفتنة الطائفية مخطط استعماري صهيوني يراد من ورائه إيقاع أبناء الأمة في صراعات دموية عكس ما أمر به الرسول الأكرم –صلى الله عليه وسلم - بقوله "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" فاعتبروا يا أولي الأبصار. لذلك يطالب حزب الوحدة بضرورة تجريم تكفير كل من يشهد أن لا غله إلا الله محمد رسول الله . ختاما يدعو حزب الوحدة كل الأحزاب والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ذات المرجعية الاسلامية إلى حوار إسلامي في هذه المسألة بالذات . والحمد لله رب العالمين "