في تصريح خصّ به إذاعة موزاييك «آف آم» أمس أكّد السيّد راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» أن قرار الإبقاء على الفصل الأول من دستور 1959 جاء بعد دراسة أعضاء الهيئة التأسيسية لحركة «النهضة» لموضوع الشريعة ومدى توفّر الشروط الضرورية لإدراجها في الدستور وقد انتهى بالمحافظة عليه خاصة وانّه حدّد بوضوح هوية الدولة التونسية المبنية على الحرية والاستقلال واللغة العربية والدين الإسلامي ورأى انّ ذلك كاف لتقديم الأساس القانوني لأي تعديل. واستغرب السيد الغنوشي أسئلة البعض عن إنشاء دولة إسلامية والحال أنها موجودة قائلا «نحن لا نفتح الأبواب المفتوحة» ولكنّه استدرك القول انّ الإسلام شهد مخالفات طيلة 50 سنة حيث أقدم بورقيبة على تمزيق الحجاب والافطار في رمضان واشتدّت التجاوزات في عهد بن علي لتكون انتهاكا للحريات العامة والخاصة والتعذيب ونهبا للأموال. وعن موضوع الشريعة قال الغنوشي إنّه موضوع ملتبس يحمل مفاهيم مغلوطة لدى الأغلبية نتيجة التخوفات رغم أنها عدل ورحمة وأنهم عالجوا موضوع الاختلافات مع بعض أعضاء الحركة ك«الحبيب اللوز» و«الصادق شورو» بالرجوع إلى برنامج «النهضة» الانتخابي الذي لم يتطرّق إلى موضوع الشريعة وأضاف أن شعارات الثورة لم تطالب بتطبيق الشريعة وإنّما طالبت بالتشغيل والحرية والكرامة. وأشار إلى أن الجميع يسعى إلى إنشاء دستور توافقي متأسّس على المبادئ العامة المشتركة التي لا يتناقش فيها التونسيون وتقطع مع ما من شأنه أن يفرّق بين التونسيين. واستشهد الغنوشي ببعض الأمثلة لبعض الدول التي لم تمنع الشريعة فيها الظلم والفساد ونهب الأموال رغم اعتمادها على الشريعة كمصدر أساسي للتشريع على غرار مصر واليمن. ورأى في استياء زعيم تيار «العريضة الشعبية» وخيبة أمله من عدم إقرار «النهضة» الشريعة في الدستور وتسمية الحركة ب«إسلام لايت» نوعا من التكفير معدّدا ما لاقاه أفراد الحركة من تعذيب في السجون. امّا عن التهديد السياسي ل«النهضة» من قبل الحزب الدستوري فأشار الغنوشي إلى انّ حركة «النهضة» تواجدت والحزب الدستوري يحكم البلاد وانه لا داعي للانزعاج من ذلك بل يبعث على السرور وتمنّى الغنوشي قيام 3 أو 4 أحزاب كبرى يختار فيها الشعب بقناعته نظرا لصعوبة التفاوض مع الأحزاب الكثيرة التي أوجدتها الساحة السياسية في تونس. وعن مؤتمر حركة «النهضة» الذي سيتمّ في جويلية القادم والذي سيعلن فيه الغنوشي عن انسحابه من الحركة أفاد انّه رغب في الانسحاب منذ مؤتمر 1995 لكن أعضاء الحركة فرضوا عليه البقاء بسبب ظروف الحركة واعتبروا وجوده عامل تجميع لأبناء الحركة المتواجدين بالخارج وأكّد انّه متمسّك اليوم بموقف الانسحاب لكن مصلحة الحركة هي التي سيكون بيدها قرار بقائه أم لا. أمّا بخصوص اعتباره رئيس الحكومة الخفي في تونس فرأى الغنوشي أنّه تخمين مبني على الأوهام وفيه إهانة واحتقار لرؤساء الحكومات الثلاث وبرّر استقباله لبعض الشخصيات الأجنبية بالعلاقة الطيبة التي تربطه بهم. وعبّر الغنوشي بصريح العبارة عن رغبة حركة «النهضة» في تأسيس نظام برلماني أمّا عن الهجوم الذي لحق بالفنانين أول أمس فقد قال انّ الثورة قامت من اجل حرية التعبير ولا داعي لإحجامها. واضاف أنّه يستنكر ملء الساحات برايات غير راية تونس واكّد انّ الراية السوداء ما ينبغي لها أن تزاحم الراية التونسية غير الكافرة والتي ترمز إلى نضال تونس وهي من تراث الخلافة الإسلامية شأنها شأن العلم التركي واستغرب رفع المنادين بالخلافة لعلم غير علم الخلافة.