لئن تميزت منطقة حامة الجريد بتعدد منابع مياهها الاستشفائية فإن غلق أغلبها لاستعمال البعض منها في عمليات الريّ أدى إلى شحها وخلق انتكاسة اقتصادية باعتبارها كانت قبلة لعديد الزوار من تونس وخارجها. فقد شكلت حامة الجريد محطة استشفائية تقليدية هامة ومثلت بذلك نقطة جاذبة للزائرين يغطسون في مياهها الحارة ويتمتعون بهوائها النقي وكانت الحمامات الاستشفائية التي كانت متوفرة بها بأعداد هامة تساهم في توفير عديد مصادر الرزق لكن منذ استعمال المياه الخاصة بها في ري الواحات نقصت المياه وتسبب ذلك في إغلاق الحمامات وبالتالي توقف النشاط الاقتصادي بالسوق الذي كانت الحمامات هي المحرك الأساسي له. ويطالب متساكنو حامة الجريد برد الاعتبار للحمامات الاستشفائية والاهتمام بها لتركيز ثوابت للسياحة الاستشفائية وجلب المستثمرين في هذا المجال باعتبارها قطاعا واعدا سيما وأن هذه المنطقة تلقت العديد من نوايا الاستثمار في مجال المياه الحارة الاستشفائية لبعث محطات استشفائية عصرية. وقد كانت حامة الجريد تتوفر على أكثر من 4 حمامات تقليدية ومنها حمام سيدي حركات وحمام سيدي ابراهيم وحمام البرمة وحمام سيدي عبد القادر. أما بالنسبة للوضع الحالي وأمام تقلص منسوب المياه الجوفية الحارة واستعمالات هذه المياه بصفة موازية لري الواحات فقد أغلقت هذه الحمامات وتداعى بعضها للسقوط وقد أثر ذلك الوضع الاجتماعي لاسيما الاقتصادي على السواد الأعظم من متساكني حامة الجريد بسبب تقلص عدد المستحمين. ويقترح المتساكنون صيانة الحمامات وتوفير المياه الجوفية الحارة لها من خلال توفير بئر خاصة بهذه الحمامات.