لم تسلم المباريات المتأخرة التي دارت وسط ونهاية الأسبوع الفارط من التشكيات والاستياء من مردود الحكام، كما هو الحال مع كلّ جولة، ولتسليط الضوء على نجاح «صاحب الصفارة» من عدمه في إدارة المباريات، استأنسنا برأي الخبير التحكيمي والحكم الدولي السابق «عادل زهمول» فكان ما يلي: ياسين حروش: وزن ثقيل إذا واصل على هذا النمط فقد نجده مع نهاية الموسم من حكّام الوزن الثقيل ! حروش الذي أدار مباراة وسط الأسبوع بين مستقبل قابس والنادي الإفريقي التي تندرج ضمن مباراة مؤجلة لحساب الجولة السادسة من مرحلة الذهاب، اندهشت لما لاحظته من ارتفاع في وزن هذا الحكم، فمن خلال متابعتي لجلّ المباريات لاحظت أن «ميزان» هذا الحكم في تصاعد لافت للانتباه ومثير للاستغراب أين التحضيرات التي يجب أن يقوم بها الحكم لتجنب السقوط في مثل هذه السلبيات والتي تؤثر مباشرة على أدائه وإذا ما واصل على هذا النحو فقد نجده في نهاية الموسم من الحكام ذوي الوزن الثقيل. إحدى السلبيات التي رافقت أداء «حروش» تمركزه الخاطئ والدليل أنه كان طرفا فاعلا في الهدف الذي قبلته شباك مستقبل قابس بعد أن ارتطمت به كرة «عبد الكريم النفطي» ويستغلها كأحسن ما يكون ويحوّلها إلى هدف لفريقه والفضل كان لهذا الحكم. وغياب الانسجام بينه وبين مساعده أثر أيضا إلى جانب لياقته البدنية التي فقدها بفعل «تخمة الوزن» ومع ذلك يمكننا إهداؤه ثمانية من عشرة كمعدل على أدائه. هشام برك الله: لم يكن في المستوى هذا الحكم فشل في إدارته لمباراة القوافل الرياضية بقفصة والأولمبي الباجي وما يحسب له أن قراره عدم الإعلان عن ضربة جزاء للأولمبي الباجي كان في محله، أما خلاف ذلك فقد كان دون المستوى المطلوب منه وفشل فشلا ذريعا في التمركز وكيفية التنقل على أرضية الميدان والاحتكاك أكثر من مرة باللاعبين ولا يستحق إلاّ ستة ونصفا من عشرة. يسري سعد الله:"كثّرلها" بتصفير ركلات الجزاء أدار مباراة هامة، تجمع بين الشبيبة والنجم نجح في جانب منها وأخفق في جوانب عديدة أخرى، خاصة تلك المتعلّقة ب«إهداء» ضربات جزاء وهمية مثلما هو الحال في لقطة ضربة الجزاء الأولى التي تحصلت عليها شبيبة القيروان وهو قرار خاطئ ولا وجود لمخالفة إطلاقا، كذلك نفس الكلام ينطبق على ضربة الجزاء الثانية لنفس الفريق، وللأمانة «دخل المباراة بقوّة وصرامة غير مبرّرة، بانت عواقبها في الختام»، إلى جانب تراجع لياقته البدنية ويستحق سبعة ونصفا من عشرة. عصام الرّحموني: حرم الترجي من ركلة جزاء واضحة وأستغرب من عدم التطرق إليها في الأحد الرياضي الرحموني دخل المباراة بشكل جيّد لكنه تغافل عن الإعلان على ركلة جزاء لفائدة الترجي تحديدا في الدقيقة 47 وكان عليه التفطن إلى هذه العملية وألاّ يجامل أحدا على حساب الآخر، بالنسبة لعرقلة كريم العوّاضي موجودة وقراره صائب وحتى البطاقة الحمراء في محلّها باعتبار أن المدافع، الذي قام بالخطأ، متحصل على إنذار وكان على «عصام الرحموني» أن يشهر الإنذار الثاني في وجه اللاعب، ثم الورقة الحمراء حتى نكون على بيّنة من قراره لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحصل اللاعب على بطاقة حمراء مباشرة لأنه لم يكن آخر مدافع، يستحق سبعة من عشرة. ومادمت أتحدث عن هذه المباراة أودّ فقط أن أعرّج على ما ورد ببرنامج الأحد الرياضي الذي غض الطرف عن ركلة جزاء لصالح الترجي موجودة في الدقيقة 47، كما أن محلّل «الموفيولا» يونس السلمي أخطأ في تقديره لركلة الجزاء التي تحصل عليها العوّاضي حين نفى وجودها وأعتقد أن اجتهاده في هذه اللقطة لم يكن صائبا بالمرّة، فاللقطة واضحة ولا تستحق اجتهادا. غازي بن غزيل: جنى على نفسه وعلى النادي البنزرتي للأمانة، «بن غزيل» الذي أدار قمة لقاءات الجولة المتأخرة بين النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي، قدّم مباراة ممتازة للغاية من جميع النواحي بدنيا وذهنيا وحسن انتشار فوق الميدان، لكنه قام بخطإ فادح حوّل تألقه إلى فشل ذريع وساهم بشكل أو بآخر في هزيمة النادي البنزرتي حين لم يعلن عن ركلة جزاء واضحة للبنزرتي في الشوط الأول تتمثل في جذب من القميص واضح ولا تحتمل النقاش رغم قربه من العملية إلا أنه لم يعلن عنها ولا أدري لماذا؟ كان بإمكانه أن يكون بطل هذه الجولة بامتياز، لكنه جرّد نفسه من هذه الصفة بعد أن كان قريبا من معدل تسعة من عشرة إلاّ أن اللقطة أجبرتنا على منحه ستة ونصفا فقط.