رغم غياب التشجيعات والحوافز للحكام على الأقل حتى الآن إلا أن هناك تغييرات إيجابية للغاية وتكفي الاشارة إلى ظهور حكام جدد في المرحلة الماضية على حساب بعض الأسماء الشهيرة والمعروفة بمجاملاتها للنوادي (حتى لا نقول أكثر). إذا كان ياسين حروش قد أدار مباراة الترجي والنجم ونصر اللّه الجوادي قد قاد لقاء الافريقي والترجي ومحمد بن حسانة قد صفر مباراة الافريقي والنجم فهذا يعني ان هناك تغييرات جوهرية. الأقربون أولى بالمعروف غاب الحكام الأجانب عن الجولات العشر الأولى ولو ان وجود الجنسيات الأجنبية كان يفرض نفسه في بعض المقابلات لكن هذا غير مهم.. الأهم ان الجرايات الشهرية للمسؤولين في الادارة الوطنية للتحكيم تقدر ب (12) مليونا في كل شهر وهي نفس القيمة المالية التي كانت تذهب للحكام الأجانب كلما حضروا. ويذكر أن الحكام مازالوا ينتظرون منحهم رغم ان العاملين في الادارة الوطنية للتحكيم قد تحصلواعلى جراياتهم في الثلاثة أشهر الأخيرة. جيل جديد على العكس تماما من المواسم الأخيرة فإنه لا توجد شروط من الأندية واختيارات بعض الحكام لبعض المباريات ولأندية معينة وهذه ظاهرة ايجابية نتمنى أن تتواصل مستقبلا كما ان اللجنة الحالية عرفت بذكاء وخبرة كيف تبعد بعض الحكام الذين كثر عنهم الحديث ورافق مبارياتهم الجدل بعد أن غيروا النتائج ولم ينقص إلا أن يظهروا بأزياء بعض الفرق والأكيد أن ظهور جيل جديد من الحكام جعل الاحتجاجات تكاد تختفي تماما. بلا مقابل !!! رغم ان الموسم انطلق في نهاية شهر جويلية الماضي وتواصل حتى بداية ديسمبر الحالي إلا أن كل الحكام مازالوا في انتظار المنحة أو الامتيازات المالية التي ستعرفها الجامعة ولا يعرف من يتحمل هذه المسؤولية لأن كل طرف يرمي الكرة للجانب الآخر.. لكن هناك سؤال يفرض نفسه كيف نطلب من الحكام أن يكونوا جاهزين وفي المستوى ولا ينالون مستحقاتهم.. انه شيء عجيب فعلا!! استفادة إذا كان الحكام الدوليين سليم الجديدي قاسم بالناصر ويسر سعد اللّه قد تمتعوا بالامتيازات المادية الهامة من قيادة المباريات الخارجية (رسمية أو ودية) خلال الفترة الماضية فإن الفرصة كانت مواتية للحكام الجدد وغير الدوليين للظهور على الساحة وأخذ الفرصة الكاملة وهذا ما يعني ان الاستفادة حصلت للدوليين من خلال الاستفادة المادية وللحكام غير الدوليين للاستفادة الفنية والمنافسة مستقبلا على قيادة اللقاءات الهامة والكبيرة في بطولتنا ستكون على أشدها. حكم شجاع محمد سعيد الكردي يظل حكما مميزا وعادلا وصارما في نفس الوقت.. حكم لا يخلف خلفه ضجيجا كلما ظهر في أي مباراة لأنه حكم يطبق القانون دون حسابات أو خوف وقد أطرد حتى الآن خمسة لاعبين هم: الرواتبي من الشبيبة والعياري من الملعب التونسي والفالحي من النجم الساحلي بالإضافة إلى اقصائه لكل من عباس وبن صالح في لقاء الكأس بين المنستيروالصفاقسي والكردي أطرد أيضا المدرب فوزي البنزرتي في مباراة الترجي وباجة. مراجعة النفس نصر الله الجوادي حكم نزيه ما في ذلك شك لكن مشكلته الكبيرة لياقته البدنية غير المكتملة لأسباب يعرفها هو. الجوادي مطالب بمراجعة نفسه والتمركز السليم لتكون قراراته صائبة عند الاعلان عن الأخطاء وخاصة ضربات الجزاء لأن الحكم المشار إليه أعلن عن ضربة جزاء خيالية فاز بها مستقبل قابس ضد مستقبل المرسى وصفر ضربة جزاء غير موجودة للترجي ضد الافريقي وحرم الملعب التونسي من ركلة جزاء لا جدال فيها ضد مستقبل المرسى كل هذه الأخطاء تجعل الحكم المذكور مطالبا بمراجعة نفسه وخاصة مواد القانون. توزيع عادل لم تعد المقدمة حكرا على حكام القائمة الدولية مثلما كان الحال سابقا.. الأرقام التي لا تجامل تقول مثلا ان أصحاب الشارة الدولية (عواز والجديدي والمدب وبالناصر وسعد الله) أداروا حتى الآن (11) مباراة.. فيما قاد يوسف السرايري وسليم بالخواص (13) مباراة هذا بالإضافة إلى حكام آخرين كان وجودهم مدويا في بداية هذا الموسم مثل محمد بن حسانة ونصر اللّه الجوادي وهذا دليل قاطع على ان اللجنة ساعية الى منح الثقة لمن يستحقها. حكم قادم بقوة يوسف السرايري كان المفاجأة السارة هذا الموسم لأن الحكم المذكور قاد ثمانية لقاءات بين أندية الرابطة الأولى وكان تقريبا موفقا وناجحا حيث امتاز بالهدوء اللازم والحضور المميز والعدالة بين كل الفرق والسرايري هو الحكم الوحيد الذي تواجد في اللقاءات التي كان فيها الترجي النجم الافريقي والصفاقسي أي انه وعلى عكس زملائه قاد مباريات الأندية الكبيرة وهكذا فإن السرايري بدأ يطرق أبواب القائمة الدولية بكل اقتدار واستحقاق. ضحية النجم النجم انهزم هذا الموسم مرتين في الجولة الرابعة ضد الأولمبي الباجي بملعب سوسة الأولمبي بهدفين لهدف وفي الجولة السابعة ضد النادي الافريقي وفي الجولتين كانت هناك ضربة جزاء ضد النجم وبعد المقابلتين احتج النجم على الحكمين الأول رياض المسعي والثاني عواز الطرابلسي.. والأول صدرت في شأنه عقوبة واختفى تماما أما عواز فقد ابتعد منذ تلك الهزيمة للنجم والطريف ان كلاهما من رابطة الشمال ببنزرت. لا لحكام العاصمة المتأمل في حكام مباريات النجم الساحلي يلفت انتباهه دون شك ان هناك تركيزا على حكام داخل الجمهورية وبالأخص حكام صفاقس. عواز الطرابلسي رياض المسعي وسعيد الكردي كل منهم أدار مباراة للنجم هذا بالاضافة إلى حكام رابطة الجنوب بصفاقس حيث أدار فؤاد البحري وياسين حروش ومحمد بن حسانة مقابلتين لفريق جوهرة الساحل فهل هي الصدف أن يكون التركيز على حكام داخل الجمهورية وابتعاد شبه كلي لحكام رابطة تونس والوطن القبلي على غرار سعد الله الجديدي وبعض الآخرين.