تحصلت الباحثة التونسية منيرة هماني الأستاذة المحاضرة بكلية العلوم بصفاقس والباحثة في مركز البيوتكنولوجيا بصفاقس على جائزة «لوريال اليونسكو» للبحث العلمي العالمية وهو تتويج جديد في سجل البحث العلمي التونسي وتأكيد أن تونس منجم لا ينضب من الطاقات في مختلف المجالات. الدكتورة منيرة هماني نزلت ضيفة على «التونسية» فكان معها الحوار التالي: دكتورة، مبروك لتونس بهذا الإنجاز؟ يبارك فيك. لو تقدمين هذه الجائزة؟ في سنة 2002 تم اختياري ضمن 10 باحثين للفوز بجائزة «لوريال يونسكو للنساء الباحثات على خطى ماري كوري» حيث قدم كل باحث مشروعه ويتم اختيار أحسن بحث بناءا على النتائج المحققة فيه على امتداد 10 سنوات، وفي سنة 2012 تم تقييم النتائج التي وصل إليها كل باحث وتم اختيار بحثي كأحسن بحث علمي وحصل على جائزة اليونسكو خلال أسبوع النساء الباحثات الذي انعقد في باريس من 24 إلى 30 مارس الماضي في دار اليونسكو، ملف البحث الذي قدمته يحتوي على عدّة نشريات تهم نتائج البحوث التي قمت بها في مرحلة ما بعد الدكتوراه التي قضيتها بالسويد. ما هي أهمّ الأبحاث التي قمت بها؟ قدمت 3 نشريات علمية حول العوامل الوراثية المسؤولة عن مرض الربو وحول مرض الصمم الوراثي الذي كان محور الدكتوراه التي تحصلت عليها وفي هذا الشأن اكتشفت مرضا جديدا يصيب العين «microthtalnie posterien» وتقلص حجمها الخلفي وقد اكتشفت «الجين» المسؤول عن هذا المرض، كما اكتشفت الجين المسؤول عن إصابة الحيوانات بمرض الماء الأزرق وأنا بصدد دراسة مدى مسؤولية هذا الجين عن مرض الماء الأزرق لدى الإنسان خاصة وهو أهم ثاني سبب لإصابة الإنسان بمرض فقدان البصر في العالم. كيف تقيّمين وضعية البحث العلمي في تونس؟ هذا القطاع في تونس يحتاج معالجة وعناية أكثر، ويجب إحداث لجنة وطنية تهتم بمشاكل القطاع خاصة على مستوى الميزانية المخصصة للبحث والتقليل من الروتين الإداري الذي يصعب حصولنا على المواد التي نستحقها في بحوثنا، وإذا أردنا للبحث العلمي في تونس أن يتقدم فعلينا أن نضع استراتيجيا حقيقية، ونعرف ماذا نريد تحديدا، ويجب إشراك كل الأطراف المتداخلة في هذا المجال من باحثين وصناعيين. ما الذي ينقصنا بالتحديد لنصل إلى مستوى العالم المتقدم في هذا المجال؟ على مستوى الطاقات البشرية «ما ناقصنا حتى شي» فتونس بها طاقات شابة ممتازة تستطيع بلوغ أقصى الدرجات العلمية، لقد قمنا بثورة سياسية ألهمت العالم وجعلته يصفق لتونس احتراما وإجلالا، وبإمكاننا إحداث ثورة علمية أيضا، يجب أن نعيد للعلم قيمته ونشجع الصغار على العلم خاصة بوجود نماذج يقتدى بهم، وفي هذا السياق يجب مراجعة البرامج الدراسية وإعادة القيمة للباكالوريا التونسية. باختصار ما ينقصنا في تونس يلخص في كلمة واحدة، الإتقان لو أن كل من يعمل عملا يتقنه فسنبلغ أعلى الدرجات، المعلم يتقن عمله والإداري يتقن عمله، يجب أن نتفق على أن تونس بلدنا وملكنا «ماناش كارينها» ويجب أن يرفرف علمها عاليا في كل المحافل الدولية، وفي نفس الوقت يجب على الجهات المسؤولة أن تعطي ميزانية أكبر للبحث العلمي وأن تؤمن بأن الأولوية للعلم. في الختام دكتورة... أريد أن أشكر جريدة «التونسية» على هذا الاهتمام ولو أنه جاء متأخرا لأني وددت لو كان هذا اللقاء متزامنا مع حصولي على الجائزة ليعلم العالم أن تونس فيها علماء. ومن جهة أخرى أريد أن أقول إنه لا يجب التركيز على الخلافات بين التونسيين لأن هذه المرحلة هي مرحلة تأسيسية حساسة وحرجة يجب أن تقوم على الاتفاق ونبذ الفرقة لأن مستقبل تونس أمانة بين أيدينا.