بين كرة الأقدام وكرة الإعلام أكثر من نقطة مشتركة... فهما من حيث الشكل على الوزن نفسه أما من حيث الجوهر فحدث ولا حرج ولا هرج. نقطة الالتقاء الأولى تتمثل في خضوع التكوير في المجالين الى الفنيات والتكتيكات الفردية والجماعية في التخطيطات الدفاعية والهجومية.. اما النقطة الثانية فتهم توحد أساليب التكوير والتكعوير والتنبير.. في حين يتقاسمان الجمهور وشعارات المدارج والتحركات في الداخل والخارج. لذلك فإن المرور من ميدان الأقدام الى ميدان الاعلام أيسر من الانتقال من طور الهواية الى مصاف الاحتراف.. ولأنه كذلك فقد استسهل البعض عملية التكوير.. بالاعلام.. فتخلى عن الاقدام وعوضها بلسان الكلام والأقلام .. فالإعلام بمختلف مفاصله مجال هش وحائط مبكى لكل من يشكو وجيعة.. يحس احدهم بألم في الرأس فلا يجد ملجأ غير صيدلية القرطاس.. ويصاب آخر بطفرة دموية فيقصد جريا «العيادة التلفزية».. كل المتوجعين يجدون الدواء الناجع في التوجه الفاجع الى الإعلام.. مداوي الآلام والأسقام. إنها بطولة من نوع آخر.. «شكل ثان» يريدها بعض الباحثين عن التكوير الشافي العافي.. لقد اصبح في متناول الجميع ان يقولوا ما يشاؤون في الإعلام للتخلص من أثقال أخرى بأسهل الطرق وأيسر السبل.. فالإعلام من قديم الزمان يشكّل الحمار القصير يركبه الكبير والصغير يحمّلونه ما لا يحتمل مادام قادرا على الوقوف وتحمل ضرب الكفوف.. لقد طالت المباراة أكثر من اللازم وطال انتظار الاعلاميين لصفارة الحكم عسى أن يوقف هذه المباراة غير المتكافئة بين من يسعى الى تقويم مساره ومن لا يودّ أن يقيل عثاره. إن الإعلام والإعلاميين جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وعلى الجميع المساعدة على النهوض بهذا القطاع حتى لا يكون مجرد شماعة يعلق عليها الجميع أثقالهم وأحمالهم وأفعالهم.. أتمنى ألا يعمد المتبارون الى استعمال المخالفات والضربات الجزائية في الحالات الدفاعية.. فاللاعبون والفاعلون بنو جلدة واحدة لذلك نرفض مواصلة «اللعب الخشن» الذي يدخل الاضطراب على سير المباراة الكبرى التي تخوضها البلاد لضمان ترشحها الى بطولة الربيع العربي!.. الربيع ربّع فلا تجعلوا «إعلامنا يضبّع»! ويبقى نصف الكلام .. ومني عليكم السلام..