في اطار مواكبة احتفالات غرة ماي أحيى أمس الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة اليوم العالمي للتنديد بالامبريالية وعيد العمال العالمي ويأتي هذا المزج بين اليومين كاحتفال بدار الاتحاد انطلق بمحاضرة ألقاها الأستاذ محمد الكحلاوي وتخلله معرض للصور وشريط وثائقي حول غرة ماي 1886 وما تبعها من احداث واختتمت التظاهرة بحفل موسيقي ملتزم لإحدى الفرق بالجهة. وأفادنا الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة السيد أحمد الشافعي أن الجهة تحيي ذكرى التنديد بالامبريالية وأبناؤها في السجون على خلفية محاكمات احداث 26 أفريل 2011 والعديد منهم أوضاعهم الصحية تسوء من يوم لآخر وعدد من النقابيين يتعرضون للهرسلة والمحاكمات والاعتداءات المتكررة في مراكز عملهم. وأشار إلى أن ولاية سليانة بقيت منسية وتعرضت خلال الفترة البورقيبية وطيلة حكم بن علي إلى محاولات التركيع وإخماد الروح النضالية ووأد الحس النضالي لدى الفئات الشعبية ومرد ذلك حسب رأيه «أن الجهة كانت معقلا للحركة اليوسفية". وأكد احمد الشافعي أن الاحتقان الذي عاشته الجهة أدى إلى انتفاضة عارمة سنة 1990 وما شهدته المنطقة من احداث في 26 أفريل 2011 هو مواصلة لحالة الاحتقان «الذي لا تكون معالجته بالمحاكمات وعن طريق الردع الفردي بل يجب البحث في الأسباب الحقيقية وراء ذلك» واعتبر أن ما شهدته منطقة الشرطة بسليانة من اعمال حرق وتصريحات الباجي قائد السبسي آنذاك كانت عن طريق تقارير البوليس السياسي وملف الأيادي الخفية. " النهضة" تضع يديها على النقابات وذكر أحمد الشافعي أنه يتعرض يوميا للهرسلة والتهديد والتشويه مثلما هو الشأن لمناضلي الاتحاد بالجهة لتحييدهم عن المسار الجماهيري العام على حد تعبيره وقال «هناك استنساخ وإعادة انتاج لأساليب النظام القديم و«النهضة» اليوم تعيد تجربة انتخابات 23 أكتوبر بمحاولتها وضع يدها على الاتحاد وهذا خطأ فادح ومحاولة للهيمنة على المنظمة مثلما حدث في فترة التسعينات حيث جعل بن علي اسماعيل السحباني عضده الأيمن إلا أنه لم يحل المشكل وإنما خلق احتقانا شعبيا وهذا التوجه الذي تعتمده «النهضة» حتى وان حقق السلم الاجتماعي فلن يعمر طويلا باعتباره بركانا اجتماعيا غير ظاهر ولكنه قابل للانفجار في اي لحظة". أما بخصوص ارتفاع الأسعار الذي نعيشه هذه الأيام فاعتبر محدثنا أن النظام القائم حاليا رغم حديثه عن الشرعية فإنه اعادة انتاج للآليات القديمة في مراقبة السوق والسماسرة الجدد، هم من يحكمون البلاد ويضعون أيديهم على الأسعار.