تعج بهم كل الأحياء ...الشعبية منها والراقية ...وسائلهم مضخم صوت وسيارة من نوع" الاوسوزو"ومنتوج الموسم من خضر وغلال...الظاهرة ليست جديدة ولكنها تكثفت في المرحلة الأخيرة وتحديدا بعد الارتفاع المشط لهذه البضائع فمن هم الباعة المتجولون داخل الأحياء هل غايتهم الربح من خلال توفير عروض تجارية من المنتج إلى المستهلك ؟وهل يمكن اعتبارهم دخلاء يساهمون في ظاهرة الانفلات من الرقابة الاقتصادية وإرباك الأسواق والأسعار؟ما هو رأي المواطن في هذه الظاهرة وكيف يتعامل معها؟ وقال مصدر مسؤول بوزارة التجارة أن عملية مراقبة هؤلاء الباعة صعبة لأنهم يتنقلون بين الأحياء ويغيرون يوميا الفضاءات التي ينتصبون فيها ويضيف أن الوزارة تعول دوما على وعي المواطن في اقتناء لوازمه من الأسواق المرخصة لها وتعتبر الوزارة أن هؤلاء الباعة خارجون عن القانون لأنهم لا يخضعون لمراقبة المنتوج والأسعار المعمول بها مما يدخلون اضطرابا لكن من جهتها عبرت لنا الحاجة "زهرة"القاطنة بنهج الساحل بتونس العاصمة أنها تفضل اقتناء منتوجها من "الفلاح" الذي تعود التجول بالحي منذ أكثر من سنتين ويوفر نفس المنتوج بالأسواق وبسعر اقل وتضيف أن هذا البائع تعود على أهل الحي في توفير الخضر والغلال في آخر الموسم من اجل تخزينها في الثلاجة والخالة زهرة تصرح لنا برأيها وهي بصدد اقتناء 5كلغ من "الجلبانة" و 10 أرباع من "القنارية"وهي توصي هذا "الفلاح"بان يوفر لها مادة الفراولو من اجل تخزينه أيضا بعد أن "يربخ" في السوق حسب تعبيرها . أما الشاب "علي" وهو الذي تعود على بيع الخضر والغلال بنهج الساحل في شاحنته البيضاء فقد ذكر انه فلاح من جهة جندوبة و انه فضل هذه الطريقة في بيع منتوجه لان التعامل مع المستهلك بصفة مباشرة يوفر ربح مادي أكثر ولكنه يوفر راحة البال أيضا و "دعاء الخير"من الأهالي الذين يقتنون المنتوج من المنتج إلى المستهلك وأضاف أن الوسطاء و" القشارة" هم الذين ساهموا في ارتفاع الأسعار وقد تضاعف عدد هذه "الطبقة" بحيث في كل مرحلة تنضاف نسبة من سعر إلى المنتوج ليكون الفلاح والمستهلك الضحايا بالدرجة الأولى من غلاء الأسعار السيدة الهام وهي موظفة بإحدى الشركات الخاصة فقد صرحت ل"التونسية" أنها تفضل اقتناء لوازمها من خضر وغلال من المساحات الكبرى نضرا لجودة المنتوج بها وإمكانية اختيار المستهلك للبضاعة بنفسة و بالكمية التي تتماشى وقدرته الشرائية وتضيف أنها تعرضت لعديد عمليات الغش من التجار في الأسواق حيث تفاجئ بالجودة المتدنية للسلع عند العودة إلى المنزل وهو ما يبرر خيارها لجعل المساحات الكبرى ملاذها رغم بعض الارتفاع في الأسعار ولكن تضيف انه بعملية حسابية صغيرة أدركت أنها المنتفعة بهذا الخيار لان "الغالي سومو فيع". الحاج عمر أصيل جهة باب الجديد فقد ذكر انه لا يحبذ شراء الخضر والغلال من الباعة المتجولين الذي يقول أنهم "قشارة"ودخلاء متنكرون في جبة الفلاح وانه لايثق بهم وبكلامهم المنمق فقد اختاروا عدم الخضوع لمنطق الرقابة التي تحمي المواطن سواء بالنسبة لجودة المنتوج او آلات الوزن التي يستعملونها يغشون بها المواطن وأضاف محدثنا مؤكدا أن "الي يسرق يغلب اللي يحاحي" ولكن المهم هو تضافر جهود كل الأطراف من الوزارة المسؤولة والفلاح والمواطن . وعموما ولئن اختلفت الآراء حول هذه الظاهرة فان المهم هو مقاومة الغش وعدم الإضرار بقوانين العرض والطلب واضطراب الأسواق والأسعار وهو مسائل تؤثر على القدرة الشرائية للمواطن وعلى قفته التي تبقى خاوية او تبحث عن مخرج آخر لعله الباعة المتجولون.