القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    أخبار مستقبل قابس...عزم على ايقاف نزيف النقاط    صفاقس شاطئ الشفار بالمحرس..موسم صيفي ناجح بين التنظيم والخدمات والأمان!    نفذته عصابة في ولاية اريانة ... هجوم بأسلحة بيضاء على مكتب لصرف العملة    استراحة «الويكاند»    28 ألف طالب يستفيدوا من وجبات، منح وسكن: شوف كل ما يوفره ديوان الشمال!    ميناء جرجيس يختتم موسمه الصيفي بآخر رحلة نحو مرسيليا... التفاصيل    توقّف مؤقت للخدمات    محرز الغنوشي:''الليلة القادمة عنوانها النسمات الشرقية المنعشة''    مع الشروق : العربدة الصهيونية تحت جناح الحماية الأمريكية    رئيس "الفيفا" يستقبل وفدا من الجامعة التونسية لكرة القدم    عاجل/ عقوبة ثقيلة ضد ماهر الكنزاري    هذا ما قرره القضاء في حق رجل الأعمال رضا شرف الدين    الاتحاد الدولي للنقل الجوي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ مشاريعها ذات الصلة    بنزرت: مداهمة ورشة عشوائية لصنع "السلامي" وحجز كميات من اللحوم    عاجل/ المغرب تفرض التأشيرة على التونسيين.. وتكشف السبب    عفاف الهمامي: أكثر من 100 ألف شخص يعانون من الزهايمر بشكل مباشر في تونس    الترجي الجرجيسي ينتدب الظهير الأيمن جاسر العيفي والمدافع المحوري محمد سيسوكو    رابطة أبطال إفريقيا: الترجي يتجه إلى النيجر لمواجهة القوات المسلحة بغياب البلايلي    عاجل/ غزّة: جيش الاحتلال يهدّد باستخدام "قوة غير مسبوقة" ويدعو إلى إخلاء المدينة    قريبا: الأوكسجين المضغوط في سوسة ومدنين... كيف يساعد في حالات الاختناق والغوص والسكري؟ إليك ما يجب معرفته    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    عائدات زيت الزيتون المصدّر تتراجع ب29،5 بالمائة إلى موفى أوت 2025    أريانة: عملية سطو مسلح على مكتب لصرف العملة ببرج الوزير    سطو على فرع بنكي ببرج الوزير اريانة    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    عاجل: تونس تنجو من كارثة جراد كادت تلتهم 20 ألف هكتار!    دعوة للترشح لصالون "سي فود إكسبو 2026" المبرمج من 21 إلى 23 أفريل 2026 ببرشلونة    بعد 20 عاماً.. رجل يستعيد بصره بعملية "زرع سن في العين"    توزر: حملة جهوية للتحسيس وتقصي سرطان القولون في عدد من المؤسسات الصحية    10 أسرار غريبة على ''العطسة'' ما كنتش تعرفهم!    عاجل- قريبا : تركيز اختصاص العلاج بالأوكسيجين المضغوط بولايتي مدنين وسوسة    عاجل/ مقتل أكثر من 75 مدنيا في قصف لمسجد بهذه المنطقة..    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"محمد خوجة" رئيس أول حزب سلفي في تونس (جبهة الإصلاح) ل "التونسية": نحن و"النهضة" إخوة ...لن نفرض الحجاب أو النقاب، وشعارنا: "لا إكراه في الدين "
نشر في التونسية يوم 15 - 05 - 2012


- الديمقراطية المتعارضة مع الشريعة... مرفوضة
- الشريعة ليست قانون عقوبات لذلك نحن متمسّكون بها
من لا يعرف التاريخ النضالي لمحمد خوجة سيما وأنه تجرع مرارة التعذيب وسلطت عليه شتى أنواع الاعتداءات والانتهاكات المادية والمعنوية خلال سنوات الجمر؟ هو من مواليد 1950، متحصل على الدكتوراه في علوم التغذية من جامعة ريجون الفرنسية سنة 1981، متزوج وأب لثلاثة أبناء، تم ايقافه سنة 1990 في شهر جوان بتهمة رئاسة جمعية غير مرخص لها وسجن لأكثر من 10 سنوات...
لدى وصولنا الى مقر الحزب، لاحظنا أن ما يميز المكان هو ذلك الجو الذي يطغى عليه الطابع الروحاني، استقبلنا محمد خوجة رئيس أول حزب سلفي هو «حزب جبهة الاصلاح» وعضوان من مكتبه السياسي اللذان كانت لهما مشاركة في تأثيث هذا الحوار. كانت هيئة جميع الحاضرين «غريبة» بجلابيبهم البيض ولحيهم المطلقة، حيث يحدقون في الوجوه الحاضرة بعيون شاخصة وقد ساد في الأثناء وجوم وخيم على الأجواء، سكون وهدوء مزج بطقوس الرهبة و«التقوى» وما يتناقله الحضور من عبارات مشتقة من المعجم اللغوي الديني يوحي بورود أسئلة ملحة في الأذهان تحتاج الى أجوبة فورية.. تقدمنا بخطى حثيثة وأخذنا مجلسنا وبادرنا بالخوض في عدة مواضيع مع كل من محمد خوجة وعضوين بالمكتب التنفيذي للحزب، وأبرز المسائل المطروحة كانت متعلقة بالتاريخ النضالي لرئيس الحزب... وسألناه عن موقفه من أداء الحكومة وسير عمل المجلس الوطني التأسيسي وعن علاقته بحزب «النهضة» وموقفه من صعود التيارات السلفية في العالم الاسلامي... فكان الحوار التالي:
أكيد أنكم تعرضتهم لمضايقات عديدة خلال العهد السابق وعانيتم طويلا من سنوات الجمر والعذاب؟
فعلا، لقد عانينا طويلا في العهد السابق وتعرضنا لمضايقات عديدة وأود أن أشير الى أن العمل الاسلامي انطلق منذ أواخر الثمانينات وقمنا بتكوين تنظيم اسمه الجبهة الاسلامية وكان نشاطه سريا بحكم رفضنا للعمل السياسي في تلك الفترة.
تقصد الفترة البورقيبة أو فترة المخلوع؟
خلال الفترتين لم يكن يسمح لنا بالتعبير عن أرائنا وكان الدخول في غمار السياسية خلال تلك الفترة أمرا مرفوضا.
هل تعرض محيطكم العائلي الى نوع من الضغوطات والتضييقات بسبب نشاطكم؟
فعلا لقد تعرضنا لمضايقات عديدة سواء عائلية أو في العمل وكذلك تعرضنا للمراقبة الأمنية حيث وصلت المضايقة خاصة بالنسبة للاسلاميين الى الامضاء داخل المراكز كل ساعتين وشخصيا كنت أوقع 4 مرات في اليوم وفي أماكن مختلفة.
إذن تاريخ 14 جانفي هو تاريخ مفصلي ومثل منعرجا هاما بالنسبة اليكم؟
طبعا تاريخ 14 جانفي هو بتقدير من اللّه وهذه الثورة المجيدة هي بتسخير من الله عز وجل لطرد الطاغية والخائن بن علي الذي خان بلاده وخان دينه وخان شعبه وكل شخص على اطلاع ويقين بالماضي الأسود للرئيس السابق على غرار موقفه من التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الأطراف الأخرى التي لا تريد خيرا بالبلاد.
على ذكر الكيان الصهيوني هل أنتم ضد التطبيع سيما أنه يوجد لغط كبير حول موضوع التطبيع؟
بالطبع نحن نجرم من يريد التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ما هو موقفكم من الدول التي هي بصدد إجراء مساع حثيثة للتطبيع مع إسرائيل؟
لا مجال للتطبيع مع الكيان الصهيوني نحن لسنا ضد اليهود ولكننا ضد الكيان الصهيوني ولنا أن نقول في هذا الصدد أن فلسطين ليست فقط قضية فلسطينية وإنما هي قضية اسلامية خاصة بالأمة الاسلامية ككل وخاصة بكل العالم الاسلامي اذ لابد من تحريرها ولا مجال للنقاش والحوار مع الكيان الصهيوني الا بالندية أي بالتعايش السلمي بين جميع الأطياف.
لكن هناك من يعتقد بأن كل من يجرم التطبيع هو ضد الأطياف اليهودية ما هو تعليقكم؟
نحن لا نرفض اليهود فهناك يهود تونسيون فنحن ضد المنهج الصهيوني.
لو تحدثوننا عن حزبكم ما هي مبادئه وأهدافه؟
الحزب ليس بجديد فقد كان تحت اسم الجبهة الاسلامية في الماضي وأصبح اليوم حزب جبهة الاصلاح ولقد تقدمنا في مناسبتين بمطلب ترخيص ومنحنا التأشيرة الا أنه وقع رفض مطلبنا خلال حكومة السبسي لأسباب سياسية واهية وليست لأسباب قانونية.
نفهم من كلامكم أن هناك خلفية سياسية كانت وراء رفض منحكم التأشيرة القانونية للنشاط الحزبي؟
فعلا لقد كانت هناك خلفية سياسية وراء ذلك الرفض حيث كانت التعلة آنذاك أن بعض المؤسسين والقياديين قد حوكموا في قضايا تتعلق بأمن الدولة وفعلا لقد وقع تشويه التيار السلفي من أطراف تريد ابعاد بعض الأشخاص عن هذا التيار ألا وهو تيار إصلاحي وتأصيلي.
نفهم من ذلك أن هناك محاولات لإبعادكم وإقصائكم من الساحة السياسية؟
نعم.
هناك أحزاب ذات توجه سلفي لم تتحصل بعد على التأشيرة نذكر مثال حزب «التحرير» سؤالي لماذا رفض منح التأشيرة لهذا الحزب وتمت الموافقة على طلبكم؟
حزب «التحرير» متواجد منذ الخمسينات وهو حزب ذو توجه اسلامي أما بخصوص الموافقة من عدمها فهذا ليس من مشمولاتي وليست من مجالات اهتمامي.
كيف تقيمون المشهد السياسي الحالي والوضع العام للبلاد؟
بحكم تعدد الأطراف السياسية والجمعياتية وكثرة الجدل حول جدوى وفاعلية هذه الحكومة فإني أعتقد أن كل من يريد مصلحة هذه البلاد عليه أن يقدم فرصة لهذه الحكومة فهذه الحكومة منبثقة من المجلس التأسيسي وبالتالي فهي حكومة شرعية لذلك لابد من اعطائها فرصة ولا نكتفي بتعطيل الحياة الاجتماعية والمسار الاقتصادي للبلاد فإن أخطأت هذه الحكومة يجب أن نكشف لها مواطن الخطإ وإن أصابت فيجب أن نشكرها كما يمكن القول إن حالة المخاض السياسي هي حالة طبيعية.
لماذا انتظرتم تاريخ 14 جانفي لاستئناف العمل ولكن هذه المرة دخول عالم السياسة الذي رفضتم خوض غماره في وقت سابق؟
نحن لم ننتظر هذا التاريخ لتقديم مطلبنا فلقد قمنا بمساع حثيثة وشاركنا ضمن قائمة مستقلة ورفضت حكومة السبسي منحنا تأشيرة العمل السياسي فمنذ فترة الانتخابات انطلق عملنا وبقي مستمرا.
عودتكم الى الساحة السياسية بلون مختلف وبثوب جديد هل هي مراجعة نقدية لفكركم؟
نحن لم نتراجع عن مبادئنا بل قمنا بمراجعة شاملة وذكرنا أنه لابد من الدخول في العمل السياسي ولدينا مشروع اسلامي يختلف عن بقية الأحزاب وربما يتفق مع بعض الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية.
صرحت في إحدى وسائل الاعلام بأن اقتناعكم بدخول عالم السياسة مرده أنكم تعتقدون أن السياسة من بين المهام الموكولة للمسلمين وأنها من بين العبادات فهل نفهم من ذلك أن المسلمين فقط لهم الحق في إدارة الشؤون العامة للبلاد؟
ليس المسلمون فقط، وهذه وجهة نظرنا فنحن لا نفرق بين الدين والدولة، لا نفرق بين الحياة الاجتماعية والسياسية فكل شخص يقوم بعمل هو عبادة بالنسبة الينا فالسياسة هي في نهاية الأمر عمل وحزبنا هو منفتح لجميع شرائح المجتمع التي تؤمن بمبادئنا ومقتنعة بعملنا.
هل ترون أن تنازل حركة «النهضة» عن مبدأ الشريعة هو لأسباب انتخابية؟ وما هو موقفكم من عدم ادراج الشريعة وتنصيصها في الدستور وكيف تقبلتم ذلك؟
إن حركة «النهضة» رأت من الأجدر أن تتراجع عن فكرة إدراج الشريعة في صياغة الدستور والاكتفاء بالفصل الأول من الدستور فإننا نرى عكس ذلك ونحن متمسكون الى اليوم بهذا المبدأ وبقطع النظر عن موقف «النهضة» فنحن نعتقد أنه من أهم برامج حزبنا أن يقع ادراج الشريعة في الدستور وهو مطلب جماهيري في تقديرنا ولنا أن نسوق مثال آلاف الجماهير التي خرجت مطالبة بادراج الشريعة، فالشريعة الاسلامية ليست بشيء منبت عن المجتمع الاسلامي ولا وجود لمبرر للتخوف من الشريعة الاسلامية فهي شريعة سمحاء تنظم حياة الأمة ولا يجب أن تفهم على كونها قانون العقوبات، وحسب اعتقادي فإن ادراج الشريعة في الدستور هو حماية وضمان للمسلمين وللمجتمع التونسي.
ما هو موقفكم من التطرف؟
ما يجري في كل بلدان العالم هو توظيف لبعض المصطلحات على غرار مصطلح التطرف فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية تشن حربا ضد التطرف والارهاب لكنها لم تعرّف التطرف فهذه المصطلحات التي وقع توظيفها هي مصطلحات مبهمة والهدف الوحيد هو امتصاص خيرات الشعوب وتشويه صورة الاسلام والاسلاميين.
ما هو مفهومكم للديمقراطية؟
الديمقراطية يجب ألا تتعارض مع الشريعة الاسلامية وإن تعارضت مع الشريعة الاسلامية فنحن نرفصها.
ما هي نظرتكم للمرأة وهل تعتقدون أن مشاركتها في القرار السياسي أمر جائز؟ وهل ترون أن حقوق المرأة من أوكد الأولويات سيما وأن بعض البلدان العربية والاسلامية لازالت تحتقر المرأة وتنتهك حقوقها؟ ماهو مقام المرأة في فكركم؟
أريد في البداية أن أذكر بمسألة مهمة ففي القرن الثامن عشر كانت المرأة في البلدان التي تزعم الديمقراطية والبلدان الأوروبية ينظر اليها على أنها ليست بكيان بشري وهي شيطان في صورة آدم وهنا ولابد من القول بأن الاسلام هو من أعطى حقوق المرأة ومكنها من حقوقها كاملة وغير منقوصة وهنا يطرح السؤال التالي: أين الغرب من الاسلام؟ فالغرب الى حدود مطلع القرن التاسع عشر كان ينظر للمرأة على أنها شيطان في صورة آدم.
تحدثتم عن واقع المرأة في العالم الغربي والعالم الاسلامي. سؤالي تحديدا ما هو موقع المرأة في فكركم الاسلامي؟
المرأة هي نصف المجتمع بل هي المجتمع كله ولا بد من المساواة بينها وبين الرجل ولكن من حيث الحقوق والواجبات فلا بد من الاشارة إلى أن الاسلام أعطى للمرأة كل حقوقها وواجباتها والاسلام هو الذي كرّم المرأة وحفظ حقوقها في جميع المجالات وفي حدود احترامها لشريعة الاسلام فهي تعمل ولها الحق في أن تشارك في جميع المجالات طالما احترمت دينها ولا بد من الاشارة إلى أن حزبنا ينادي بتفعيل دور المرأة سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا وثقافيا فنحن لا نقصي المرأة شرعا وتجدر الإشارة الى أن هذه الحرب في قضية المرأة والرجل هي حرب ايديولوجية تشنها بعض الأطراف التي تخشى الإسلام والمسلمين.
هناك من يعتبر أن صعود التيار السلفي وبروزه على الساحة السياسية سيهدد مكاسب عديدة أولها مكاسب المرأة فكيف تردون؟
لن نفرض الحجاب أو النقاب فالاقتناع هو أساس كل شيء كما أن دورنا ليس فرض الصلاة على المرأة او الرجل بل النصح والإرشاد «لا اكراه في الدين».
لكن هناك بعض التسميات والمصطلحات تمثل فزاعة لدى البعض، كيف ذلك؟
فعلا هناك العديد من المصطلحات التي يقع توظيفها على غرار مصطلح «الخوانجية ، الخمينيين، الرجعيين، السلفيين وغيره» من المصطلحات وهنا ندعو الى فتح باب الحوار والنقاش وعلى ضوئهما تحدد التسميات والمصطلحات لذلك نحن نطالب بإعلام نزيه يكف عن تشويه صورة الاسلاميين.
كيف تقيمون صعود التيار السلفي في العالم الإسلامي؟
هو صعود طبيعي لتتصالح الأمة مع هويتها فوجود أحزاب اسلامية ذات مرجعية تأصيلية هو امر طبيعي لأن المجتمعات لابد أن تتصالح مع هويتها ومرجعيتها الحقيقية ألا وهي انتماؤها الاسلامي ويمكن الاشارة الى أن الأحزاب الإسلامية أرادت ان تنشط في وقت سابق لكن تعرضها للقمع حال دون وصولها فالحكام الظالمون يريدون سحب البساط من تحتد أقدام الاسلاميين قصد اقصائهم وتهميشهم وأنا أتحدى كل حزب ليست له مرجعية اسلامية سواء كان حزبا اشتراكيا، شيوعيا أو إلحاديا أو لائكيا.
سؤال يردده آلاف التونسيين أين كنتم قبل تاريخ 14 جانفي؟
لقد كنّا في سنوات الجمر والتغييب القسري، لقد سجنا سواء في عهد بورقيبة او في عهد بن علي.
كيف تقرؤون تصريحات حمادي الجبالي التي أعلن فيها بأن السلفيين لم ينزلوا من المريخ ولن نزج بهم في السجون؟
فعلا نحن لم ننزل من المريخ فنحن مسلمون ولسنا من الصومال أو من كوكب آخر.
هناك من يعتبر أن النظام البرلماني نظام غير إسلامي ويجب أن يختار الشعب رئيسه سؤالي أيهما أفضل للبلاد نظام رئاسي أو برلماني؟
كل حزب سياسي في اطار التشكل فإن هدفه ادارة الشأن العام للبلاد وهو مطلب طبيعي أما مسألة النظام الأنسب فإنه يمكن القول أن كل الأنظمة لها ايجابياتها ولها سلبياتها ومساوئها وهي مسألة خاضعة للاجتهاد والشورى وتقريبا فقد مل الشعب التونسي من النظام الأحادي أي التشبث بالسلطة لعقود طويلة مثلها هو الشأن بالنسبة للعهد السابق.
ما هو تقييمكم لأداء الحكومة وهل تفكرون في المشاركة في المحطة الانتخابية المقبلة؟
لا بد من اعطاء الوقت لهذه الحكومة فإن أخطأت لا بد من نصحها وإن أصابت فلا بد من حثها على المواصلة وعدم عرقلة سير عملها وجعل مشروعية هذه الحكومة تحظى بالفعلية والابتعاد عن النقد غير البناء وكذلك تجنب الحديث في الجزئيات فالنقد لا بد ان يؤسس للبناء والشعب هو الضامن الوحيد لهذه الثورة والمهم هو الانشغال بمشاغل الشعب أما بخصوص مشاركتنا في المحطة الانتخابية القادمة فيمكن القول ان كل حزب سياسي مهمته ادارة الشأن العام للبلاد والمجتمع ولا بد من المشاركة في الحياة السياسية وفي المحطة الانتخابية.
هل تتوقعون تعبئة جماهيرية سيما على ضوء الحملة التي تشنها وسائل الإعلام على السلفيين وأحداث كثيرة نسبت للسلفيين على غرار حادثة بئر علي بن خليفة وأحداث منوبة؟
لا بد ان نقيم أنفسنا قبل كل شيء وننظر في امكانيات مستوى تحقيق النجاح وعلى ضوئها نبني هياكلنا وأنفسنا ونحن في هذا الطور بصدد بناء هياكلنا ومؤسساتنا وسنقوم بتقييم وضعنا خلال الأيام القادمة ولا بد من الاشارة إلى أن العمل السياسي لا يجب أن يرتبط بمحطات انتخابية وليس من الحكمة أن نقدم إجابة جاهزة (نشارك أو لا نشارك).
ماهي علاقتكم بحركة «النهضة»؟
علاقة أخوة وعلاقة حزب بحزب له مرجعية اسلامية وما عسانا نقول لحركة «النهضة» «اذا أصابوا أصبتم وإذا أخطأوا أخطأتم» فلا وجود لتنافس أو عداوة مع حركة «النهضة» سوى منافسة سياسية لا غير.
هناك ظاهرة اجتاحت العديد من المساجد وهي ظاهرة تسييس المساجد ماهو موقفكم من الخطب التي أصبحت مسيّسة في الآونة الأخيرة؟
الإسلام شامل لجميع ميادين الحياة بما فيها السياسة، نحن نرفض التحزب داخل المساجد فهو أمر مرفوض وممنوع ولا بد من القول ان الدين والسياسة لا ينفصلان.
صرحتم في إحدى وسائل الإعلام بأنكم سائرون في مسار التغيير لكي تعبروا عن مطالب الشعب. هل نفهم من ذلك أنكم ستسيرون كذلك في اتجاه تغيير النظرة للتيارات السلفية وما هي مسؤولية الحزب في هذا المسار؟
فعلا نحن سنسعى الى تغيير نظرة الشعب للسلفيين اي النظرة السلبية للسلفيين فهناك أطراف تتعمد تخويف الناس وترهيبهم باستعمال فزاعة السلفيين وكثيرا ما نستمع الى ألفاظ من قبيل «رد بالك هذاك سلفي» وكأن السلفي أصبح غولا. فالإعلام الغربي هو من يوظف هذه التسميات قصد تخويف الشعب من التيارات السلفية مثلما حصل الأمر مع الشريعة، نحن سنسعى الى تغيير هذه المفاهيم ونتصل بالشارع فنحن منبثقون من الشعب وعانينا من سنوات الجمر والعذاب كما أننا سنعمل على إزالة هذا اللبس والاهتمام بمشاغل هذا الشعب.
لكن هناك من يعتبر أن وصول حركة «النهضة» الإسلامية للحكم ساهم في تعديل بعض التيارات السلفية لمواقفها تجاه العمل السياسي، هل هذا صحيح؟
لا توجد أية علاقة بين حركة «النهضة» ومسألة تعديل التيارات السلفية لمواقفها، ما جعلنا نغير مواقفنا هي الثورة وليس «النهضة» فالضغط لا يولد سوى الانفجار ورغم التشويه للحقائق (على غرار إمارة سجنان وغيرها من الأحداث) فإن الواقع يثبت يوميا أن المسلمين لم يكن لهم ضلع في تلك الأحداث.
هناك من يعتبر أن السلفية عبارة يستعملها العلمانيون لتشويه صورة الإسلاميين. كيف ترون العلاقة اليوم بين الإسلاميين والعلمانيين؟
دور العلمانيين هو تشويه صورة الإسلاميين وليس تشويه صورة السلفيين بحكم عدم اتصالهم المباشر بعامة الشعب، فكل الأطياف بما فيها علمانيون ويساريون تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
في كل تصريح تدلون به تستعملون عبارة «النفاق» هل لاحظتهم نفاقا على بعض الوجوه السياسية البارزة على الساحة السياسية؟
نحن ضدّ سياسة النفاق والكذب وكل من سيكذب على الشعب وينافقه سيجدنا بالمرصاد، وفي نهاية الأمر فإن السياسة هي أخلاق فنحن لا نتهم أشخاصا بالنفاق وما نطلبه سوى الوضوح والصدق مع الناس.
هل تتوقعون فوز حركة «النهضة» من جديد؟ خاصة على ضوء حملات التشويه التي تستهدف الإسلاميين ؟
لم لا، فهذا التشويه والتشويش سيخدمان حركة «النهضة» في المستقبل وذلك لأن المواطن التونسي أصبح على وعي تام وبينة بما يجري على الساحة السياسية وبالتالي «قد ينقلب السحر على الساحر».
رسالتك لكل من المرزوقي ومصطفى بن جعفر والجبالي؟
إعطاء كل ذي حق حقه والعدل بين الناس وفي التعامل مع شباب الصحوة. أحذّر من إعادة انتاج الأزمة القديمة المتجددة في مواجهة الصحوة الإسلامية ونخشى أن يقع انتاج الأزمة من جديد باسم السلفية وكل ما أقوله «لابد أن تحذروا من هذا الأمر، فالسلفيون لم يأتوا من المريخ وإنما هم تونسيون فيهم المصيب وفيهم المخطئ وهذا أمر أكيد وهم في حاجة الى التواصل والحوار معهم وترشيدهم والأخذ منهم وإعطاء ما يفقدونه، لا أن يوضعوا في زاوية وأن يحاربوا ولنا أن نقول «لا ظلم بعد اليوم».
هناك بعض الأمور تشغل النساء والرجال على حدّ السواء بالنسبة للنساء هو الخوف من فرض النقاب والرجال هو الخوف من تحريم الخمر وفرض الصلاة ما هو تعليقكم؟
نحن لا نتبنى رأيا فقهيا لأننا حزب سياسي، فعلماء الأمة والزيتونة هم الذين يحدّدون ذلك ولا نتبنى رأيا فقهيا محددا فحزب جبهة الإصلاح لا يتبنى النقاب بل يضع في طياته جميع الشرائح الإسلامية. أما بالنسبة للرجال الذين يخافون من مسألة الخمر فإن مسألة الخمر تتعارض مع هوية البلاد ونحن لن نفرض شيئا بالقوة على الناس لأن أداتنا وأسلبونا هو الاقناع والمحاورة مع جميع شرائح المجتمع ولابد من إعادة المصالحة مع الهوية بالحوار والنقاش ونحن لن نستعمل القوة والعنف لمنع شرب الخمر ولن نفرض على من ترغب في ارتداء لباس البحر «المايوه» بالقوة بل سنتبع سياسة الإقناع والنصح والارشاد وإن أعطينا الحرية للمرأة في أن تخرج متبرجة أو ترتدي «بيكيني» في البحر فلنا أن نعطي كذلك الحرية للمرأة التي تخرج منقبة.
هل أنتم متفائلون بالمستقبل السياسي للبلاد التونسية على ضوء التجاذبات الحاصلة؟
نحن نبشر هذه الأمة بالخير لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بشرّنا بذلك ونحن نبشر بزمن الوفرة والرفاهية وهذه الثورة هي بإرادة من الله.
لكن هناك من يعتبر أن الثورات العربية مخطط أمريكي لا غير؟
من يقول هذا الكلام هو من ينظر للنصف الفارغ من الكأس، فهل أمريكا هي التي خططت لثورة تونس ؟ إنها ثورة عفوية وبإرادة من الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.