يعتزم أقباط مصر عدم التصويت لصالح مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي الذي يتنافس في جولة الإعادة الثانية والأخيرة مع العسكري الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك وذلك بسبب مخاوف من فرض الجزية عليهم أو تهجيرهم. و أشار تقرير نشره موقع «إيلاف» الالكتروني أمس إلى أنه لم يعد أمام أقباط مصر من خيار غير التصويت لأحمد شفيق خوفا من وصول إسلامي للسلطة قد يطبق عليهم الشريعة الإسلامية مع أن محمد مرسي مرشح الإسلاميين في مصر سبق له وأن أكد أن للأقباط حقوقهم وواجباتهم تماما مثل سائر المصريين لكن تطمينات مرسي لم تبدد مخاوف الأقباط بحسب تقديرات عدد من المفكرين. ووفقا للمفكر المصري جمال أسعد فإن الأقباط عانوا طوال ال15 شهراً التي تلت الثورة من فتاوى التكفير التي أطلقها بعض الإسلاميين، تزامناً مع دعوات إقامة الخلافة الإسلامية، ودعوات تحثّهم على الهجرة للخارج، إذا كانت لا تروقهم إقامة دولة إسلامية في مصر، مشيراً إلى أن الأقباط صوّتوا في الجولة الأولى لعمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحي، وقليل منهم أعطى صوته للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. ولفت أسعد إلى أن اتهام الأقباط بخيانة الثورة، بسبب التصويت لمصلحة شفيق، إتهام باطل، ويصبّ في خانة الطائفية، كما أنه اتهام غير معقول، لأن هناك ملايين المسلمين الذين صوّتوا لمصلحته أيضاً. وأشار أسعد إلى أن الأقباط ليس أمامهم سوى التصويت لمصلحة أحمد شفيق في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، معتبراً أنه من النادر أن يصوّت قبطي لمصلحة مرشح «الإخوان» الدكتور محمد مرسي. و في السياق ذاته قال مايكل تمري، عضو إتحاد شباب ماسبيرو، وهي حركة شبابية قبطية تشكلت في أعقاب حادث كنيسة «أطفيع» في مارس 2011، ان 99.9 % من الأقباط سوف يصوّتون لمصلحة أحمد شفيق. مضيفا أنهم لن يختاروا مرشح الإخوان محمد مرسي، لاسيما أن التيار الإسلامي في مصر بعد الثورة يعتبرهم كفاراً، كما أن مرسي قال إنه لو صار رئيساً للجهورية سوف يجبرهم على دفع الجزية. و أكد عدد من النشطاء الأقباط رفضهم لأي مرشح إسلامي مطالبين بدولة مدنية تحفظ حقوق الجميع دون تمييز ديني أو عرقي.