تتمركز مدينة حاجب العيون التي تعتلي ربوة وادي زرود بنقطة الوسط من تراب الجمهورية التونسية، وقد جعلها موقعها الجغرافي عرضة للظلم اذ بقيت طريقا جانبية يمرّ عبرها أحيانا مستعملو الطريق الوطنية عدد 3، رغم أنها تربط بين شمال البلاد ووسطها. وضعية زادها سوء المعاملة التي يعتمدها سوّاق الحافلات التابعة للشركة الوطنية للنقل بين المدن حيث كثيرا ما يعمدون إلى إجبار المسافر إلى حاجب العيون إلى النزول في «محطة عجيل»، وهي نقطة تبعد عن مركز المعتمدية قرابة الثلاث كيلومترات، فيجد المواطن البسيط نفسه مجبرا على السّير على القدمين على امتداد هذه المسافة الفاصلة ولك أن تتخيّل المشهد عندما يكون المسافر شيخا مسنا أو عائلة ترافقها مجموعة من الأطفال الصغار، ويحدث ذلك في جميع الفصول وفي كل المناخات بردا وحرارة، والحال أنّ المسافر يحمل بين يديه تذكرة سفر مقتطعة بعنوان الوصول إلى حاجب العيون، وليس الإلقاء به على مشارف المدينة. وعندما سألت «التونسية» بعض سائقي هذه الحافلات، وقع إشعارها أنّ ذلك يتمّ بتعليمات من الإدارة العامة التي تحذرهم من مغبّة التوقف في محطة حاجب العيون، وذلك بدعوى أن بلور إحدى الحافلات قد تعرّض ذات مرة إلى التهشيم عند مرورهم بالمدينة. وباستفسارنا حول ذلك لدى الجهات الأمنية المختصة تأكد لدينا عدم حصول ذلك إطلاقا بل وقع إشعارنا أن سائقي حافلات الشركة الوطنية للنقل بين المدن، عادة ما يرفضون المرور عبر حاجب العيون وذلك بدعوى أنهم كثيرا ما يكونون على عجلة من أمرهم والحال أنه وقع منذ قرابة العشر سنوات إحداث مسلك معبّد جديد يسمح لهذه الحافلات بالدخول عبر محطة «عجيل» والخروج عبر طريق المنار، وفي ذلك ربح للوقت وأيضا عدم الرجوع إلى الوراء. ويأمل متساكنو حاجب العيون اليوم من الشركة الوطنية للنقل بين المدن وضع حدّ لهذه التصرفات الفردية التي لا يشكّون لحظة واحدة أن الإدارة العامة للشركة الوطنية للنقل بين المدن بريئة منها يسلكها «البعض» من السوّاق الذين يتعجّلون الوصول إلى مقاصدهم على حساب مصالح آخرين تضرّروا من مثل هذه التصرّفات اللاأخلاقية والتي جعلتهم عديد المرات يلقون بالركّاب على مشارف المدينة، وخاصة أثناء السفرات الليلية التي يجد خلالها المسافر نفسه بين كمّاشتي مواصلة السير على الأقدام وغضب سائقي هذه الحافلات التي تحمل اسم الوطنية والتي جعلت خصّيصا لخدمة المجموعة الوطنية دون تمييز ودون فوارق اجتماعية، فهل ستستمع إدارة الشركة إلى مثل هذا النداء وتعود الحافلات لتسلك خط سيرها العادي، بين مدينة حاجب العيون ومختلف المدن التونسية...!؟