تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أحمد المغيربي " ل"التونسية": مكان السلفيين... أفغانستان.." شعبان عبد الرحيم "مرشح بارز لرئاسة "البقلاوة" و انقلبوا على "شيبوب " بعد الثورة بعدما كانوا يتمسّحون على عتبة مكتبه
نشر في التونسية يوم 18 - 06 - 2012


- بيني وبين الحداد... القضاء هو الفيصل
- الكرة التونسية أفلست
- ندمت على جلب "الكوكي" لمركب باردو

لم أكن أتصور أن حواري مع حمد المغيربي سيذهب بي في مزالق السياسة والتوقف عند الهموم الوطنية وشواغل المواطنين بعيدا عن مدارج الملاعب والتحاليل الرياضية. كنت وأنا اعد أسئلتي أستحضر المواقف الرياضية الجريئة للمغيربي وجمله التي أصبحت محل تندر وجواد رابح حتى في الفضاءات الإشهارية والمقاطع الهزلية في القنوات والإذاعات , لقد وجدت سيد أحمد مثقلا بألم تونس وحيرة أبنائها إزاء ما يعيشه الشارع السياسي والشواغل الاجتماعية بعيدا عن الرياضة.
أحمد المغيربي كان جريئا كعادته لكن جمله الطريفة كانت مشحونة بتهكم مؤلم حتى خلت نفسي أمام رجل آخر لا أعرفه. لقد فتح قلبه لنا لكنه كان قلبا حمالا لأوجاع شعب اختلطت عليه السبل وضلّ طريقه وتزايدت حيرته بعد أن صار العنف مشهدا مألوفا كنا نظن انه منحصر في الملاعب الرياضية.
بين الرياضة والسياسة تحدثنا مع ضيفنا هذه المرة في مراوحة بين رموز تحاورت في شخصيتهم الهواجس الرياضية والسياسية وتنقلوا بين الكرة والكراسي... اعترف سيد أحمد بصداقته لشيبوب وذهب بعيدا في تشخيص طوابير التونسيين التي ظلت واقفة وإن تغيرت الوجهة... تحدث سيد احمد عن التهافت الذي أصبح باديا في مختلف المجالات طلبا لصكوك البراءة أو مقامرة جديدة من أجل الحصول على مآرب مع أصحاب السلطان... تحدث عن كرة القدم كان صريحا في تشخيصه: نعم لم تعد لنا كرة قدم في تونس, نعم لقد أضاع الجميع البوصلة.
هكذا كان هذا الحوار وهذه تفاصيله:
أين أنت في خضم الأحداث التي نعيشها؟
في منزلي أتفرج في السرك سابقا كنا نتابع الأفلام على شاشة التلفزة الآن تحولت الأحداث إلى وقائع نعاينها بالعين المجردة ونعيشها يوميا ونتابعها باهتمام شديد ...
ومن هم الأبطال في اعتقادك؟
الشعوب العربية التي تمر بمراحل انتقالية في الفترة الأخيرة على غرار الشعب التونسي والمصري والليبي...
وما رأيك في كل ما يحدث؟
عشقي لبلدي لا يوصف وحبي لهذا الوطن العزيز لا يقاس بثمن ويؤسفني صراحة ما آل إليه الوضع... أتألم لحال تونس وما وصلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة وأرجو من الله ألا تتطور إلى ما لا يحمد عقباه... نحن لا نملك نفطا أسود يغري... نحن لا نملك ثروات طبيعية تستدعي الآخرين للتدخل وحتى العباقرة والجهابذة والعلماء مفقودون وبالتالي كفانا حديثا عن المؤامرة والاستهداف. إن الثورة صنعها التونسي وهو مطالب بالحفاظ عليها...
هل لك أن توضح لنا أكثر؟
مظاهر العنف المتواصلة في كل مكان وزمان... اعتصامات بالجملة وتعطيل لمصالح التونسيين... تراجع رهيب للمقدرة الشرائية... ارتفاع الأسعار بشكل لافت للانتباه... انعدام الأمن أحيانا... حالة من الرعب والفزع يعيشها البعض من المواطنين... تزايد عدد العاطلين عن العمل وانخفاض مؤشر النمو الاقتصادي كل هذا وتسألينني لماذا يؤلمني حال بلدي .
أنا إنسان مستقل وليس لدي أي انتماء سياسي. إن حزب «النهضة» فاز بالأغلبية ولهم الشرعية الكاملة وعليه لابد من منحهم الفرصة لتنفيذ برامجهم ولابد أن ننتظر نهاية هذه المرحلة حتى يكون التقييم سليما عندها نستطيع تحديد مصيرنا بأنفسنا ونختار من نراه قادرا على تسيير شؤون البلاد والعباد... وأؤكد لكم أن العمل في هذه الظروف دون جدوى ولا فائدة ترجى منه ...
إن ما أعيبه على الحكومة هو صمتها الرهيب تجاه التجاوزات المتكررة من قبل البعض من المعتصمين فلا يجوز أن نعطل مصالح الأشخاص ونقطع الأرزاق والطرق ونتمرد على أرباب العمل وننال من مصالح الآخرين ونساهم بشكل أو بآخر في تدهور الحراك الاقتصادي ليصبح الفقير أكثر فقرا والمحتاج أكثر احتياجا إن كل ما أخشاه أن تتواصل حالات التمرد ليصبح التونسي مهددا في ذاته واستقراره ولا استغرب أن يتم منعي في يوم من الأيام من دخول منزلي.. هنا لابد أن يطبق القانون فهو يعلو ولا يعلى عليه وهو فوق الجميع ...
في اعتقادك ما هي الأسباب؟
لقد عاش التونسي حالة من الكبت طالت نسبيا وكانت الأفواه لسنوات مكممة والأغلبية صامتة والأيادي مكبلة ولكن عندما حاز التونسي هذا الهامش من الحرية تكسرت القيود وتبددت كل الحدود وتحطمت الأغلال وأصبح بارعا في التحليل السياسي ليرتفع عدد المحللين السياسيين في بلدنا إلى عشرة ملايين وبالتالي جادت علينا الثورة المجيدة بأقطاب وأسماء بحثت بدقة وامتياز في الاحتمالات الممكنة لمسارات التفاعلات بين القوى السياسية في المجتمع وفسرت بطريقة علمية وواضحة لأنواع العلاقات بين مختلف القوى السياسية الداخلية والخارجية، إن ما نعيشه الآن عشناه سابقا في فترة ما قبل الرابع عشر من جانفي في التنظير أو التحليل الرياضي ورأيتم ما وصلت إليه الأمور لقد سئمت الجلوس أمام الشاشة ومللت من التحليل السياسي وأصبحت لا أشاهد البرامج التلفزية ...
لقد قاطعت هذه البرامج لأن مؤثثيها يبحثون عن الكراسي والمناصب وما توفره من امتيازات «تبدل الهوى» على العديدين فتناسوا الماضي وما يحمله في طياته من حقائق لا تمحى مهما ارتقى الإنسان في وظيفته أو مركزه... إن النفوس الكريمة لا تتغير بتغير الأحوال والأزمان حتى وإن وصلت إلى أعلى المراتب أما الزائف من النفوس فما إن يتبوأ صاحبها منصبا حتى يتعالى على الخلق ويتكبر عليهم «تضربو الدعوة»... إنني لست ضد هؤلاء لكن ما أرفضه هو مغالطة الرأي العام فلابد من احترام الناس وتونس ليست ملك أحد إما أن نخدمها بضمير وأمانة ودون حسابات ضيقة وإما سنعيش ما تعيشه سوريا في الفترة الأخيرة...
لقد ساءت الأوضاع الأمنية في الفترة الأخيرة إلى حد فرض حظر التجول ما تعليقك على هذا؟
الديمقراطية فعل وممارسة وهي أسلوب حياة يتجذر في سلوكيات المواطن ويكتسب بمرور الوقت... إن الله عز وجل لم يفوض من ينوبه في الأرض، إن من حق المرأة أو الرجل ارتداء ما يتماشى وعقيدته الدينية وميولاته الشخصية ولا يجوز فرض الآراء السمجة بالقوة أو بالإكراه، إن التونسي متدين بطبعه لقد اعتمرنا وأدينا الشعائر الدينية وتربينا على ذكر الله ومن يريد فرض أفكاره وآرائه وقناعته باستعمال الأساليب القمعية فأنصحه باقتطاع تذكرة سفر والذهاب إلى أفغانستان ليمرر هناك ما يراه صالحا...
السلفيون لهم الحرية التامة في اتباع ما يرونه صالحا ولكن لا يجوز اعتبار من يخالفهم في آرائهم واعتقاداتهم كافرا أو ضالا . إن سيادة القانون من المبادئ الأساسية والهامة لقيام أية دولة أو مجتمع منظم ولابد من الانصياع للقانون من قبل الحاكم والمحكوم بشكل متساو وعادل... لقد أصبح التونسي يعيش في حالة ذعر متواصلة بسبب أحداث العنف التي تكررت بشكل لافت للانتباه، إن التنقل داخل الجمهورية أصبح يتطلب الحصول على تأشيرة أو استعمال جهاز «الجي بي س» داخل السيارات تفاديا لكل ما من شأنه أن يعطل مصالح المواطن..
هذه الظروف التي نعيشها هل بإمكانها أن تجعلك تعدل عن فكرة الترشح لرئاسة تونس؟
هي مجرد فذلكة ولا انوي كما صرحت سابقا خوض هذه التجربة لكن شاءت الظروف أن التقيت سياسيين وجمعتني صداقات بالبعض منهم وكنت أوجه لهم دائما اللوم على شيئين «القفة» وأيضا عدم التحرك للتعجيل بإيجاد الحلول لبعض المسائل العالقة... إن العمل السياسي يتطلب المراوغة والكذب ودروبه صعبة ووعرة ولابد من الكثير من اللين وأحيانا النفاق وهذا ما اعجز عن القيام به وعليه لا أصلح لغير الرياضة.
لقد صاحب بث فيلم بيرسبوليس على قناة «نسمة» ضجة كبرى وصلت إلى حد الاعتداء على البعض من العاملين داخل هذه القناة ماهو نصيبك من هذه الاعتداءات؟
لم أشاهد الفيلم إلى الآن ولم أتعرض إلى أي شكل من أشكال المضايقات فأنا أحظى باحترام الجميع على حد السواء وألاقي الترحيب والتبجيل أينما حللت حتى من قبل السلفيين ممن اعترضوا على بث الشريط...
ولكن سيد احمد وقفتك كانت بطولية أثناء الأزمة إلى حد التنازل على جزء من مستحقاتك لفائدة القناة؟
إن الوضع الاقتصادي في تونس مترد وساءت أوضاع المؤسسات في مختلف القطاعات في ظل غياب الاستشهار وليس الأمر حكرا على قناة نسمة دون سواها... إني أكنّ كل الحب لهذه القناة وتربطني علاقات متينة بالعاملين فيها وأعتقد انه شعور متبادل بيننا فنحن أسرة واحدة نجتهد من أجل تقديم مادة إعلامية جيدة تستجيب للذوق العام... أحمد المغيربي «كيوفي» و«ولد خير» ولا تهم الأموال فهي ذاهبة...
هذا بالنسبة للشأن السياسي وكيف هي أحوال الرياضة؟
أنا إنسان واقعي واعلم جيدا أن كلامي هذا سيغضب البعض من المشرفين على الكرة في تونس لقد ساء الوضع إلى درجة أصبح فيها الحل صعب المنال وقد توقعت منذ فترة طويلة وصولنا إلى هذه المرحلة العصيبة على المستوى الرياضي. إن الكرة التونسية، «دخلت في حيط» بالنسبة لي و«الويكلو» لن تتراجع عنه السلط المسؤولة وسيأتي يوم نقوم فيه بمناقصة حتى نجد من يتحمل المسؤوليات داخل النوادي... إنها حقيقة لا ترقى إلى الشك ولا يمكن حجبها...
ألهذا الحد أنت متشائم؟
إن الكثير من المسؤولين الحاليين ومن الذين سبقوهم في تولي المسؤولية يتهافتون على اقتحام عالم الرياضة لقضاء حاجياتهم وتحقيق مآرب شخصية دون التفكير في المصلحة العامة او العمل على النهوض بهذا القطاع .لقد عجزنا عن استعادة امجاد القمودي والحصول على المعدن الثمين في الألعاب الأولمبية واكتفينا بما حصدناه في الستينات في فترة كان خلالها الرياضي يفتقد إلى أبسط التجهيزات الضرورية. إن انجاز الملولي فلتة من فلتات الدهر ولا يمكن ان يحسب للتونسيين ولولا الحظوة التي وجدها في الولايات المتحدة الأمريكية في بداياته لما حقق ما حققه على المستوى القاري والإقليمي...
إن المسؤول الذي لديه ذرة كرامة لا يقبل أن يعرض نفسه إلى المهانة وإلى السب والشتم والثلب وان يدخل معترك التسيير الرياضي ليكون عرضة للعنف بكل أشكاله.
لقد خلت الساحة من المسيرين الأفذاذ والنزهاء الذين بإمكانهم تقديم الإضافة لكرة القدم التونسية بسبب تجاوزات الجماهير المتكررة في حين بقي عدد قليل يصارع مشاكل لا حدود لها على أمل أن يتحسن الوضع العام في قادم الأيام إلا أن الأمور تسير نحو الاسوا وأؤكد لكم أننا على أبواب المناقصة Appel d'offre التي ذكرتها سابقا لإيجاد من يقبل برئاسة النوادي في تونس...
تعتقد أن المشاكل تكمن في غياب المسؤول؟
في اعتقادي أن «الملاعبي» بدوره أصبح الحلقة الضعيفة ليس كل لاعب يرتدي قميصا هو لاعب كرة قدم لقد افتقدنا «ملاعبي الكرة» في تونس وتراجع المستوى الفني للاعبين أكثر بسبب غياب الجماهير. إن المشكلة الكبرى تكمن في ثقافة اللاعبين وعقليتهم والفهم الخاطئ لماهية الاحتراف لدى الكثيرين منهم الذين وللأسف الشديد اعتادوا على ارتياد المقاهي بعد التمارين والإقبال على الشيشة والسهرات إلى ساعات متأخرة ونسوا أو تناسوا أن المهنة الأجمل والأفضل هي مهنة «الكوارجي». إن للكرة مزايا كبيرة فبالإضافة الى ممارسة الرياضة والقيام بالسياحة تهدي للكوارجي المكانة الاجتماعية وتمنحه الشهرة التي تخول له تحقيق ما عجز عن تحقيقه في السابق .ان اكبر مهندس في «النازا» لا يتمتع بهذه الامتيازات الكبيرة...
لقد تعززت بطولتنا بلاعبين أجانب لا اشك في القيمة الفنية للبعض منهم ولكن من أدراني أنهم سينجحون داخل المجموعة وسيعطون الإضافة على ملعب جرجيس «المطبع» وماذا سيقدمون في بني خلاد ... إنهم يضعون المليارات أحيانا لانتداب اللاعبين واستقدام المدربين الأجانب وفي نهاية المشوار يحسم أمر البطولة والنزول «بعجلتين محروقين في الطريق» ألم اقل لك انه سرك إنها بداية النهاية بطولة «تضحّك»... تمنيت أن أجد رئيسا له من الإمكانيات المادية الكثير لأضعه على رأس الملعب التونسي إني لم أجد سوى «الفقري وخوه»..
لكن البقلاوة لها رئيس؟
أتحدث عن الرئيس القادم شعبان عبد الرحيم.
من تقصد؟ هذا فنان مصري أعتقد؟
صحيح لكن هناك من يشبهه في الشكل يسعى منذ سنوات إلى الصعود إلى دفة التسيير ورئاسة النادي، أيعقل أن ينزل الملعب التونسي إلى هذا المستوى بعد سنوات المجد والعطاء مع المرحوم الهادي النيفر.
سيد احمد هناك خلافات كبيرة بينك وبين أبناء البقلاوة على غرار الصالحي والحداد ما أسباب ذلك؟
لا أريد الخوض في التفاصيل ولكن في المقابل أريد أن أوجه إلى حمد الصالحي سؤالا وحيدا ما سر وجوده في حمام الأنف في لقاء الهمهاما وأولمبيك الكاف في حين أن الملعب التونسي في تلك الفترة تحديدا في 2004 يواجه الشبيبة في القيروان وإذا أجابني بصراحة حينها اقر بالسرقة ونهب أموال الملعب التونسي كما ادعى في احد البرامج التلفزية.
وماذا عن خلافك مع أنور الحداد؟
أنور الحداد تعمد مهاجمتي بصفة مجانية وبعبارات نابية عندما تمت دعوته لتأثيث برنامج «حمد الرياضي» حينها كنت ضيفا في قناة الجزيرة ورفض حضور الحصة ولم اغفر له ما بدر عنه من تهجم لفظي لا يسع المجال ولا يسمح بذكره وقد اثبت له انه لن يواصل رئاسة الجامعة إلى غاية 2014 رغم حماية بلاتر له كما يدعي..
إن الحداد تعمد ثلبي على أعمدة الصحف معتبرني «بوسطاجي» سليم شيبوب والقضاء سيكون فيصلا بيننا في قادم الأيام تحديدا يوم 18 جوان الجاري موعد الجلسة للنظر في فحوى الدعوى والبت فيها.
وماهي إذا طبيعة علاقتك بسليم شيبوب؟
حتى وإن لم يعد هناك ما يربطني بالشخص فما استطيع قوله في هذا الظرف هو أني صديق له أكثر من أي وقت مضى أنا «راجل» والقاصي والداني يعلم هذا .لتعلمي انه عندما دخل شيبوب الكرة حمد المغيربي ليس دخيلا على هذا العالم فهو شخصية رياضية له من الشعبية الكثير ويحظى باحترام الجميع ولم أتقرب يوما منه أو استجديت عطفه أو طلبت منه خدمة في حين كانت الطوابير بالآلاف ممن يتمسحون على عتبة مكتبه ومنزله يتقربون منه في حين تغيرت الأمور الآن بتغير وضع الرجل وأصبحوا يتهجمون عليه على أعمدة الصحف نافين ما جمعهم به في السابق في حين أن التاريخ لا يرحم فعيب والله عيب فهذا ليس من شيم الرجال ... ما استطيع أن أقوله «إلي عمل يخلص» و«ربي يفرج عليه».
ما رأيك في الوضع الذي وصله الملعب التونسي في الفترة الأخيرة بعد تردي النتائج؟
«قلبي يوجع» على وضع البقلاوة وأتألم من داخلي على واقع جمعيتي لقد توقعت كل هذا منذ فترة، إن المشاكل الداخلية تنخر الفريق لقد فر كل الشرفاء من المسؤولين السابقين بسبب التجاوزات والاعتداءات اللفظية التي طالت حتى عائلاتهم وأعراضهم لقد بقي الملعب التونسي معزولا وانتفض الجميع من حوله وفي صورة نزوله إلى الرابطة الثانية فلن يستطيع مجددا العودة إلى قسم النخبة.
ما رأيك في لجنة الإنقاذ التي تم إحداثها مؤخرا لمساعدة الفريق على تجاوز الفترة الحرجة التي يمر بها؟
الملعب التونسي ليس في حاجة إلى صانعي أفكار وإنما بحاجة إلى أشخاص تضخ الأموال هل هذه اللجنة قادرة على القيام بهذا الدور؟ اكتفي بهذا وأمر ...
لماذا لا تساعد بدورك على غرار البقية في تجاوز الأزمة؟
أرفض «القعباجي»و أنا ابتعدت منذ فترة و«فاهم قدري»...
أنت فضلت الابتعاد وشقيقك لسعد أخذ مكانك.
لسعد شقيقي الأصغر وهو متيم بحب البقلاوة على غرار الوالد وبقية أشقائي ومنذ ما يزيد عن 6 أشهر لم نلتق وهو ليس معصوما من الخطإ أو أفضل من المسؤولين الحاليين ولكن لا اشك لحظة في مدى حبه للفريق و«يخدم بقلب ورب»...
حسب رأيك تنحصر مشاكل البقلاوة في مسؤوليه وعزوف الشرفاء عن تولي المسؤولية؟
الرصيد البشري أيضا للفريق لا يساعد على تحقيق نتائج أفضل من النتائج الحاصلة لقد تابعت مؤخرا لقاء البقلاوة والإفريقي وتألمت كثيرا لمستوى البعض من اللاعبين الذين لا يصلحون حتى للعب في بطولة الرابطة المحترفة الثانية ورغم ذلك تم منحهم الفرصة لارتداء زي الفريق ليصبحوا «يبنبيوا» ولو سنحت لي الفرصة للعودة مجددا للتسيير لن أتوانى لحظة عن طردهم وأواصل ما تبقى من الموسم الرياضي بفريق الأواسط حتى لو كلفني ذلك النزول.
إني أتساءل من أمضى لدينيزيو وأعاد العكروت وغيرهم... أسئلة ملحة تنتظر إجابة واضحة لإماطة اللثام عن البعض من الغموض الذي يرافق البعض من الملفات...
ألا تعتقد أن هذه الأسباب هي التي عجلت بخروج الكوكي؟
نبيل الكوكي خذلني وأخطأ في حق الملعب التونسي ولو لا حمد المغيربي لما دخل مركب باردو وتحصل على فرصة تدريب النادي وبعد هروبه المفاجئ بلغتني أخبار ساءتني كثيرا ولو علمت بها مسبقا لما أقدمت على ذلك ولما منحته هذه الفرصة...
السيد علي بعبورة في تصريح ل«التونسية» عبر عن استيائه من كلامك في «ناس سبور» ما تعليقك على ذلك؟
أنا لم اتطاول عليه فقط تساءلت عن سر وجوده في الجلسة العامة الانتخابية للجامعة التونسية لكرة القدم وهذا سؤال منطقي ومشروع فمن هو علي بعبورة ليتحدث عن حاضر ومستقبل الكرة ويدعم قائمة على حساب قائمة أخرى ويعزل وينصب من يريد لقد خاض تجربة التسيير الرياضي لفترة قصيرة وهذا في اعتقادي غير كاف ولا يبرر حضوره في تلك المناسبة فقد تداولت أسماء عديدة على المسؤوليات صلب النوادي التونسية ورغم ذلك لم نسجل حضورها في الجلسة العامة فإذا سولت له نفسه الحديث عن مستقبل الكرة وحاضرها ما الجدوى من وجودنا نحن إذا على الساحة الرياضية ...
لقد قدمت لنا منذ قليل صورة قاتمة عن واقع الكرة في تونس في اعتقادك ما هي الحلول؟
أعتقد أن القادم لن يكون أفضل وأن المستوى الفني للاعب التونسي سيتراجع أكثر وسنعيش حالة من الفوضى خلال الموسم المقبل في ظل الترفيع في عدد نوادي الرابطة الأولى إلى 16. إن عبد المجيد الشتالي ذكر سابقا بأن حال الكرة لا يستقيم إلا بتقليص عدد الفرق المكونة لقسم النخبة إلى عشرة فرق على أقصى تقدير حتى نستطيع بذلك أن نخلق التكافؤ بين كل الأندية المتراهنة على الألقاب وتكون بالتالي المواجهات أكثر توازنا وتلتقي الفرق الكبرى في ما بينها خلال الموسم الرياضي في أكثر من مناسبتين وبالإضافة إلى تحسين الأداء والمستوى الفني لفرق الرابطة الأولى نساهم أيضا في خلق موارد جديدة للترفيع في المداخيل في ظل غياب الجماهير والمستشهرين وإعانة البلديات...
أما الرابطة الثانية فهي ليست أفضل حالا من الأولى وسنتابع سركا باتم ما في الكلمة من معان خلال الموسم القادم إن الرهان سيحتد ليبلغ أقصاه وستصبح كل المقابلات في شكل دربيات وستحيد عن المنحى الصحيح وسنتابع مع نهاية كل أسبوع «اطراح بونية وخنيفري».
إن الكرة التونسية «فلست» وهذا ليس صدفة إنما هي نتيجة تراكمات وأخطاء ارتكبت على امتداد السنوات الفارطة ولا يجب أن نغتر بالنتائج الحاصلة ضد الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية إنها منتخبات مغمورة وليس لها تقاليد في عالم الكرة ولم نكن نسمع عنها بالمرة «حوم يا رسول الله»..ان هذه المشاكل تقتضي التدخل العاجل ولابد من التحرك السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتشريك أهل الذكر من خلال استشارة وطنية موسعة علنا نستطيع إيجاد الحلول التي من شأنها أن تعيد هيبة الكرة التونسية.
إن البلد الذي ملاعبه مغلقة في وجه جماهيره يسير نحو المجهول , «الويكلو» يؤثر بشكل كبير ومباشر على حركة السياحة في تونس ولا بد من قرارات صارمة وردعية تجاه المخالفين للقانون بعيدا عن كل أشكال المحاباة ودون تفرقة أو تمييز حتى نتجنب بذلك عواقب هذا القرار ونقضي تماما على كل مظاهر العنف التي اجتاحت ملاعبنا بشكل رهيب .
كلمة الختام
أتمنى لبلدي كل الخير «ربي يبقي الستر» ويحفظ هذا الوطن العزيز وخوفي كبير على مستقبل الكرة في تونس على «الملاعبي الصغير» لأنه من هناك نبني لغد أفضل...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.