أكد نوري العبار رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية اكتمال الاستعدادات لإجراء انتخابات المؤتمر الوطني (المجلس التأسيسي) التي يفترض أن تبدأ يوم السبت المقبل. ونفى العبار أن يكون لحادث الاعتداء على مقر المفوضية في مدينة بنغازي أو دعوات المقاطعة تأثير على سير العملية الانتخابية. وقال: «كل الأمور تحت السيطرة والمظاهرات التي خرجت ببنغازي للتضامن وتأييد إجراء الانتخابات بموعدها هي أفضل رسالة للرد على المطالبين بالمقاطعة». وعلى عكس المخاوف من أن تقوم مليشيات مسلحة بترهيب الناخبين لمنعهم من التصويت أوتغيير النتائج بقوة السلاح، قال العبار: «كل الثوار بالداخل تحت مظلة الجهات الأمنية ويقومون بحماية العملية الانتخابية وفقا للخطة الأمنية التي وضعتها وزارة الداخلية مسبقا».لكن تطمينات العبار لم تخمد هواجس الليبيين ومخاوفهم من تدخل الميليشيات المسلحة في العملية الانتخابية ومحاولة تسييرها وفقا للمزاج السياسي لكل فصيل مسلح. ويخشى الليبيون الذين ينتظرون هذه اللحظة التاريخية من حدوث ما لا يحمد عقباه في مكاتب الاقتراع من هجمات أو تفجيرات محتملة من شأنها أن تقلب العملية السياسية رأسا على عقب وتعيد الوضع الى مربع العنف لاعتبارات سياسية أو قبلية أو ايديولوجية وهو أمر غير مستبعد في ظل انفلات أمنية خارجة عن سيطرة السلطة الانتقالية. ويرى مراقبون لتطورات الوضع في ليبيا أن الهدوء شبه التام الذي تعيشه غالبية المدن الليبية قد يكون بمثابة «الهدوء الذي يسبق العاصفة» وأن انفجار الاقتتال وارد في كل لحظة خاصة مع فشل جهود الحكومة الانتقالية في إقناع الثوار السابقين الذين شاركوا في الإطاحة بنظام العقيد الليبي (الراحل ) معمر القذافي بإلقاء السلاح والاندماج في العملية السياسية أوفي التشكيلات النظامية الأمنية والعسكرية. وسبق وأن ظهر قائد جماعة «أنصار الشريعة»، وهي ميليشيا إسلامية صغيرة متشددة على شاشة التلفزة، ليندد بالانتخابات، وهو ما يمكن أن يثبط الناخبين ويثير مخاوف من احتمال استهداف الانتخابات.