ساعات قليلة تفصلنا على انطلاق شهر رمضان وقد اعدت العائلات كل ما تحتاجه طيلة شهر الصيام فيما قامت المصالح الجهوية بالاجراءات والاحتياطات لتوفير مايطلبه الصائمون. انطلقت الاستعدادات منذ اكثر من شهر لاعداد العولة وإنجاح التظاهرات الدينية والاجتماعية والثقافية التي عرفت بها الجهة حيث تم تخصيص اعتمادات مالية للعناية بالمساجد وصيانتها إلى جانب برمجة دروس في الدين ومحاضرات دينية علاوة على المسابقات القرآنية. كما جرت العادة اقتنت العائلات كل ما تحتاجه من الحبوب لإعداد الشربة «العربي» أي ما يسمى بالدشيشة والكسكسي المسفوف الذي يستهلك خلال السحور.. وبما أن شهر رمضان الكريم ينطلق على غرار السنة الفارطة قبل أن تنضج التمور خاصة دقلة النور، فإن العائلات استعدت لتوفير التمور على مائدة الإفطار حيث بادرت منذ فصل الخريف بتخزين الدقلة في «الخوابي والبطاين» كما لجأ البعض إلى حفظ الدقلة داخل الثلاجة في انتظار حلول الشهر الكريم. و قد استعدت بعض العائلات لتنظيف الأغطية والمفروشات وتحضير أواني الحليب أو «الرايب» بما أن «الافطار» يكون «بالدقلة والحليب» أو صنف اخر من التمور. ونظرا لطول وقت الصيام فإن الأهالي وقبل موعد الإفطار يمضون الوقت بعد العودة من العمل إما في التجول بالواحات أو بالتجول في الأسواق واقتناء ما يلزمهم من بضائع كما يمضي البعض الوقت في ممارسة بعض الألعاب الشعبية مثل «الخربقة» اللعبة المفضلة لدى أهالي الجريد حتى موعد الإفطار. بعدها تشهد مدن الجريد حركية كبيرة داخل المقاهي حيث لا تفارق النكتة الجريدية الجلسات. كما تعد «اللمة» العائلية من المقدسات حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة الموسعة في بيت كبير العائلية لقضاء سهرات رمضانية مميزة إلى جانب إقامة الحفلات كالخطوبة والختان وبعض الطقوس التي تضفي نكهة خاصة وطابعا مميزا عن بقية ليالي شهر السنة. الاحتفاظ بالتمور في الخوابي بعد تاخر نضجها في رمضان يحرص أهالي الجريد على حضور التمور على مائدة الإفطار مثل كل الجهات خاصة تلك التي اشتهرت بإنتاج التمور فالإفطار على حبات من التمر مع القليل من الحليب أو اللبن يعتبر من العادات الغذائية الأساسية التي توارثها الناس جيلا بعد آخر، بل أن مائدة رمضان بكل ما يمكن أن تحوى من أطباق مختلفة واكلات لذيذة قد لا تطفئ جوع الصائم وعطشه إذا ما افتقدت إلى التمور وخاصة دڤلة نور. رغم التباعد بين شهر الصيام وموسم نضج دڤلة النور بالجهة وتأخر نضج التمور البيضاء مثل العماري واللاقو والغرس والقندي والشكان والخلط والتي عادة ما يتم جمعها في النصف الثاني من فصل الصيف هذا التباعد بين شهر الصيام وموسم نضج التمور جعل أهالي الجريد يعمدون إلى الاحتفاظ بكميات هامة من منتوج الموسم الفارط من دڤلة نور في مخازن التبريد العصرية أو حتى في الثلاجات المنزلية. إلا أن العديد من العائلات عادت إلى طرق تقليدية كان يستعملها الأجداد في خزن التمور في حلهم وترحالهم خاصة وأنها كانت تمثل زادهم الأساسي طيلة أيام السنة. ولإعداد هذه العملية تعمد النسوة إلى نزع النواة من الثمرة وجمعها في أواني بلاستيكية أو زجاجية أحيانا أخرى في شكل طبقات ويتم ضغطها لعدم تسرب الهواء حتى تصبح كتلة واحدة ثم يتم غلق الآنية بإحكام. وقديما كان الأجداد يستعملون لهذا الغرض أواني من الفخار مثل «الخابية» أو «الزير» أو يقومون بجمع التمور في أكياس تتم خياطتها من جلود الماعز وتعرف أكثر عند متساكني الواحات ب«القرب». ويقوم البعض بإضافة القليل من الزيت والزعتر أو الزيتون والزعتر إلى هذه التمور فتضفي عليها طعما لا مثيل له. كذلك، اعتمد الناس سابقا طريقة تجفيف التمور وخاصة دڤلة نور لاستهلاكها على امتداد السنة، ثم تعليقها في المنازل وهو ما يتيح الاحتفاظ بها لشهور. استعدادات واحتياطات الادارة الجهوية للتجارة استعدادا لشهر رمضان المعظم شرعت الإدارة الجهوية للتجارة بتوزر بصفة مبكرة في اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لضمان تزويد الجهة لمختلف المواد الحساسة وكثيرة الاستهلاك وذلك في إطار تكثيف الجهود للتحكم في الأسعار والحد من ارتفاعها للحفاظ على القدرة الشرائية لاسيما وأن البلاد مقدمة في الفترة القادمة على عدة مواسم استهلاكية كبرى يخشى أن تعرف خلالها حركة البيع والشراء في جميع المسالك اختلالا قد يؤثر على المنحى التصاعدي لحركة الأسعار ومع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم ارتفعت درجة اليقظة والحذر لتترجم إلى ضبط الإدارة برنامج عمل يرتكز على ترفيع وتيرة مراقبة الأسواق والفضاءات التجارية وتشديد المراقبة أساسا على أسواق التفصيل والمساحات التجارية لتشمل المراقبة الخضر والغلال والبيض واللحوم البيضاء واللحوم الحمراء والمياه المعدنية والمصبرات الغذائية ومنها بالخصوص التن والمقاهي وفضاءات الترفيه والمخابر والملابس الجاهزة وأحذية الأطفال والفواكه الجافة والمرطبات كما ستشمل عمليات المراقبة نقاط قارة على الطرقات تؤمنها فرق مشتركة. تزويد عادي ومنتظم وأشار السيد محمد جابر حريز المدير الجهوي للتجارة بتوزر إلى أن حاجيات ولاية توزر من الخضر تقدر بحوالي 650 طن وينتظر تزويد السوق بصفة عادية ومنتظمة مع استقرار في الأسعار حيث تتزامن الفترة القادمة مع فترة دورة الإنتاج الفصلي للخضر كالفلفل والطماطم والخضر الورقية وغيرها من المواد الأخرى وكذلك البطاطا المعدة للاستهلاك وأضاف المدير الجهوي للتجارة أن حاجيات الجهة من الغلال خلال شهر رمضان تقدر بحوالي 350 طن من الغلال الصيفية يؤمنها تجار الجملة ووكلاء البيع بالجهة انطلاقا من الانتاج الفصلي الوافر والمتنوع في حين تتوفر مخزونات تقدر بحوالي 9 آلاف طن من التمور لدى وحدات التكييف وبمخازن التبريد بالجهة ستخصص منها كميات لتزويد السوق الداخلية خلال شهر الصيام. ارتفاع بنسبة 38% في حاجيات اللحوم الحمراء وعرج السيد محمد جابر حريز على الحاجيات الاستهلاكية للجهة من اللحوم الحمراء خلال شهر الصيام والمقدرة ب82طن مسجلة ارتفاعا بنسبة 38% ويتم تأمينها من الانتاج المحلي أو المناطق المجاورة في حين من المنتظر أن يكون التزويد بلحم الدجاج عاديا وأن تكون الكميات المتأتية من المذابح المراقبة متوفرة وتلبي حاجيات الجهة المقدرة بحوالي 116 طن خلال شهر الصيام مع تسجيل نسبة ارتفاع قدرها 38% أيضا وتؤمن هذه الحاجيات عدة شركات تقوم بتزويد أكثر من 240 نقطة بيع بالتفصيل بمختلف مناطق الجهة بصفة دورية ومنتظمة وأشار المدير الجهوي للتجارة إلى أنه تم إنجاز مخزون تعديلي من لحم الدجاج ب755 طن من جملة برنامج بألفي طن أما بالنسبة للبيض قد تم تكوين مخزون ب27 مليون بيضة من جملة 55 مليون بيضة مبرمجة مع ضبط برنامج انتاج ب140 مليون بيضة خلال شهر جويلية تزامنا مع شهر رمضان وتقدر حاجيات الجهة من مادة البيض خلال شهر الصيام بحوالي 2.3 مليون بيضة ومن المنتظر عدم تسجيل أي نقص في هذه المادة. أما حاجيات الجهة من الأسماك فتقدر ب28طن وسيكون العرض محتشما لتزامن شهر رمضان مع فترة الراحة البيولوجية وفي جانب آخر تقدر حاجيات ولاية توزر من حليب الشراب ب525 ألف لتر بنسبة ارتفاع قدرها 23% هذا إضافة إلى 665 ألف علبة ياغورت وينتظر تزويد السوق بالحليب ومشتقاته بصفة عادية ومنتظمة باعتبار تزامن الفترة القادمة مع تواصل ذروة إنتاج الألبان. برنامج خاص للمراقبة الاقتصادية يأخذ البرنامج التنفيذي للمراقبة الاقتصادية خلال شهر رمضان بعين الاعتبار أهم المجالات الرامية إلى حماية المقدرة الشرائية للمواطن والحفاظ على صحة المستهلك وسلامته وضمان شفافية المعاملات التجارية ونزاهتها وتأمين انتظامية تزويد السوق بما يكفل سيرها العادي ويضمن الوقاية من الاخلالات والمخابرات والاحتكارات المحتملة وتتولى الإدارة الجهوية للتجارة بالتنسيق مع الهياكل المعنية ربط الصلة بالمزودين والمهنيين وتحسيسهم بجملة التراتيب المتخذة في القطاعات المعنية من ناحية ودعوتهم إلى لعب دورهم بكل فاعلية لتأمين انتظامية تزويد السوق قبل وخلال شهر رمضان في إطار احترام مجمل القوانين والتراتيب سارية المفعول والإشعار بكل المعطيات حول مسار السوق في إبانها خاصة في ما يتعلق بالمنتوجات الاستهلاكية الحساسة ليتم تعديل العرض بما يقارب الحاجيات الاستهلاكية في الإبان. وتجدر الاشارة انه تم تركيز خلية قارة بسوق الجملة للخضر والغلال بتوزر لمتابعة واستشراف وضع التزويد ومسار الأسعار ومراقبة سلامة المنتوجات والتثبت من وجهتها ومراقبة شفافية عمليات البيع والشراء وبالإضافة إلى ذلك سيتم تخصيص فرقتي مراقبة اقتصادية عامة تؤمن العمل الرقابي إلى ما قبل آذان المغرب إلى جانب فرق مشتركة لمراقبة الأسواق البلدية والأسبوعية بمختلف ربوع الجريد وخريف مشترك يتمركز بنقاط قارة بالطرقات وفريق آخر مشترك لمراقبة جودة المنتجات ومقاومة الغش وهذه الإجراءات وغيرها تهدف بالأساس إلى حسن تزويد الأسواق والمحافظة على المقدرة الشرائية للمواطن سيما خلال شهر رمضان المعظم.