انطلقت مؤخرا بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف السيد المنصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أعمال اللجنة الوطنية المكلفة بالنظر في إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي. وتولى الوزير في مستهل هذا اللقاء تقديم بسطة حول مهام اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي المتمثلة أساسا في عملية تنسيق أعمال اللجان الفرعية المتكوّنة على مستوى مؤسسات التعليم العالي وعلى مستوى الجامعات، كما ستسهر هذه اللجنة أيضا على تنظيم الملتقيات والأيام الدراسية حول موضوع إصلاح المنظومة الجامعية بحضور ومشاركة مختصين تونسيين وأجانب، ثمّ ستعمل اللجنة الوطنية على مدّ هذه اللجان الفرعية بالأبحاث والدراسات والورقات البيضاء التي ستقوم بإعدادها في اختتام كل ملتقى وذلك بهدف إثراء أعمالها وتقديم الدعم المعرفي لها. كما ستتولى هذه اللجنة الوطنية تنظيم زيارات ميدانية لمختلف المؤسسات الجامعية والجامعات بهدف الارتقاء بأعمال اللجان الفرعية ومتابعة سير أعمالها. وقد أكّد الوزير، خلال هذا الاجتماع، حرص الوزارة على توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح أعمال اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي. وقد كان هذا اللقاء، الذي تواصل لأكثر من ثلاث ساعات، مناسبة لتدارس أهم الإشكاليات المطروحة في جوّ جامعي حماسي ومتفائل بإنجاح أعمال هذه اللجنة الوطنية، وقد تمّ خلاله التطرّق لعدّة نقاط لعل أهمّها رزنامة العمل وتقسيم المشاكل التي ستتعرض لها اللجنة حسب رزنامة أولويات منها ما هو مستعجل يرتبط بالسنة الجامعة القادمة 2013 2014 ومنها ما يتعلق بالسنوات الجامعية المستقبلية الأخرى. كما تم خلال هذا الاجتماع الأول تشكيل 4 لجان في صلب اللجنة الوطنية وذلك لدراسة محاور منظومة التكوين المتعلقة بالدراسات والمناهج والتكوين والبحث العلمي وهياكله والخارطة الجامعية والانفتاح على المحيط والحوكمة على مستوى الجامعات والمؤسسات. كما وقع خلال هذا اللقاء تعيين منسق للجنة القارة وقبول ترشح المتطوعين صلب هذه اللجنة التي ستتولى مهمّة تتبّع أعمال اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي. هذا وتمت أيضا مناقشة ضرورة تشريك كل الأطراف الوطنية في عملية إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي من مجتمع مدني ومؤسسات وذلك من خلال دعوتهم وتشريكهم في اللقاءات والورشات التي سيتم تنظيمها. وتم خلال هذا الاجتماع كذلك الاتفاق على أن تكون اجتماعات هذه اللجنة الوطنية دورية في مفتتح كل شهر، كما سيتم تخصيص يوم عمل حول إصلاح منظومة التعليم في إطار انعقاد ندوة العمداء والمديرين بحضور وتنشيط أعضاء عن هذه اللجنة وذلك مرة كل ثلاثة أشهر. ويُذكر أن اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي قد قامت، بمشاركة طلبة متطوعين، بتجميع معطيات حول منشورات وأبحاث أُجريت في دول أجنبية هي بصدد إصلاح منظوماتها التعليمية، وستوضع هذه المنشورات على ذمّة اللجان الفرعية لتوظيفها والاستفادة منها. كما يذكر أن اللجان الفرعية على مستوى المؤسسات تضمّ ممثلين عن كل من الأساتذة والإدارة والأطراف النقابية، و أما على مستوى الجامعات فتتكون هذه اللجان من رئيس الجامعة أو من ينوبه وعضو عن مجلس الجامعة وعضو من النقابة. ويعدّ منهج عملية إصلاح منظومة التعليم العالي مميزا وذا نجاعة اكبر باعتبار أن الإصلاح سينطلق من القاعدة حيث أنّ أعمال اللجنة الفرعية بكل مؤسسات جامعية ستُرفع للجامعة التي تقوم بدورها إعداد تقرير حول أعمال اللجان بالمؤسسات التابعة لها كما تقوم كذلك برفع التقرير الخاص بها إلى اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مع العلم أن أعمال اللجان الفرعية في اغلب المؤسسات والجامعات قد انطلقت منذ شهر مارس الفارط.