شهدت مدينة سيدي بوزيد أمس مظاهرة حاشدة شاركت فيها منظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية ونقابيون وحقوقيون وهيئة حماية ثورة 17 ديسمبر ومستقلون وعائلات الجرحى والموقوفين احتجاجا على مواصلة الحكومة تهميش الجهة واستفحال البطالة وتكرر انقطاع التزويد بالمياه الصالحة للشرب والمطالبة بإطلاق سراح عدد من الموقوفين من أبناء الجهة. وأصيب 4 أشخاص بالرصاص المطاطي أثناء تفريق قوات الأمن للمظاهرة التي تحولت لاحقا إلى المطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة وحل المجلس الوطني التأسيسي. وقال الناشط الحقوقي والسياسي مهدي الحرشاني ل«التونسية»، إن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بكثافة موضحا أن أكثر من ألفي شخص تجمعوا أمس حول النصب التذكاري لعربة البوعزيزي في ساحة الشهداء في وقفة احتجاجية سلمية، مضيفا أن «قوات الأمن بدأت بإطلاق النار في الهواء حين حاول المتظاهرون اقتحام مقر الولاية وسادت بعد ذلك حالة من الفوضى والعنف مما أسفر عن إصابة 4 أشخاص على الأقل تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، الى جانب اصابة العديد من المتظاهرين بحالات اختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع». وهذه المرة الأولى التي تلجأ فيها قوات الأمن إلى استخدام الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين في تصعيد غير مسبوق. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بأداء الحكومة، منها «دمرتم الفلاحين، وسكتم عن الفاسدين»، و«لا للتهميش ولا للتعطيش»، كما رفعوا لافتات كُتب عليها «كلنا يد واحدة لكنس الثالوث الفاسد»، (الوالي، وكيل الجمهورية ورئيس منطقة الحرس)، «أهالي سيدي بوزيد ينتفضون على مشروع حكومة الالتفاف على الثورة الرامي لضرب الحريات العامة والفردية» و«شباب سيدي بوزيد أحق بالتشغيل لا بالإيقافات» و«انجازات الحكومة: قمع وتفقير وتهميش وتعطيش» كما رددوا شعارات طالبوا فيها بترحيل الوالي والمتحالفين معه وأخرى مناهضة للحكومة على غرار «الشعب يريد إسقاط النظام» و«الشوارع والصدام حتى يسقط النظام» و«وكلاء الاستعمار : نهضاوي ورجعي وسمسار» و«استقالة يا حكومة العمالة» و«شادين شادين في سراح الموقوفين» و«الشعب يريد إكرام الشهيد» و«بن علي في السعودية والحكومة هي هي». يُشار إلى أن المظاهرة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة سيدي بوزيد تأتي تلبية لدعوة كانت جبهة 17 ديسمبر قد دعت إليها تحت شعار «تحرير سيدي بوزيد من قبضة الحكومة» وللتأكيد على رفض الأهالي لسياسة «الترويكا» الحاكمة في البلاد تجاه مدينتهم، خاصة بعد الاعتقالات التي شملت العديد من شبان المنطقة على خلفية مشاركتهم في مظاهرات احتجاجات على انقطاع الماء والكهرباء. في المقابل، دعا مكتب حركة «النهضة» بسيدي بوزيد أمس في بيان له كافة أهالي سيدي بوزيد لحماية مدينتهم ومؤسساتها وإداراتها من «التحركات غير الشرعية وألا يكونوا جسرا تعبر عليه الثورة المضادة». وأكد البيان أن حركة «النهضة» لن تخيفها هذه التحركات ولن تربكها ولن تعطل مشروعها بل ستزيدها إصرارا على ملاحقة ما أسمته «فلول الردة» بالأسماء والعناوين «حتى تتطهر سيدي بوزيد منهم خاصة وهم من كانوا ولا زالوا يسعون جاهدين منذ مدة إلى تعطيل مشاريع التنمية بتعلات شتى وصلت حد ترهيب وطرد المستثمرين القادمين إلى الولاية» . واتهم البيان بعض الشخصيات بالضلوع في أحداث بسيدي بوزيد مشيرا الى أنه « ثبت وجود تحركات لبعض الوجوه والأسماء المعروفة في الجهة بالتنسيق مع «نداء تونس» ذراع التجمع الأول وتحالفها مع من وصفتهم باللصوص والمخربين وتجار الخمر والمخدرات من أجل بث الفوضى في مدينة سيدي بوزيد والضغط على الحكومة حتى تفرج عمن اعتقلتهم سابقا بتهمة الحرق والتخريب وبث الفوضى في المدينة».