لأنّ مدينة حاجب العيون تشهد نموّا ديمغرافيا ملحوظا من يوم الى آخر ,حيث قارب تعداد سكانها الخمسين ألف نسمة, فانّ الضرورة تقتضي من الجهات الأمنية المختصّة, التفكير في مزيد إيلاء العناية بالجانب الأمني. فالمدينة تعيش على ايقاع العديد من الثغرات الإدارية, التي لم نعهدها في السّابق الشيء الذي دفع بالعديد من المواطنين الى اطلاق صيحة فزع تجاه الراهن الأمني بالجهة. وحيث تفيد المعطيات المتوفرة حول جهاز مركز الأمن الوطني بحاجب العيون أنه يوجد على ذمّته ما عدده 18 عون أمن لحفظ النظام من بينهم 2 عناصر نسائية, الى جانب رئيس المركز وجميعهم مجندون لخدمة المجموعة بما توفّر من امكانيات مادية محدودة, وفي هذا السّياق وللأمانة يجب التنويه بإنّ أعوان مركز الأمن بحاجب العيون وبامكانياتهم الذاتية المحدودة قد نجحوا في فك لغز عديد قضايا ذات الصبغة الأخلاقية وسرقات محلات سكنية وإيقاف العشرات من مستعملي مادة الزطلة الذين وقع إحالتهم على النيابة العمومية لكن هذه التدخلات الإيجابية لم تحجب العديد من السلبيات أبرزها الواجهة الخارجية لمركز الأمن, الذي يفتقر لباب خارجي بعد أن تعطلت لفترة طويلة أشغال المقاول المكلّف بتهيئة الفضاء الإداري للمركز. كما يحتاج أعوانه الى سيارة إدارية بعد أن دخلت السيارة التابعة للمركز الى ورشة الإصلاح منذ ما يزيد عن الشهرين، وهي التي يعوّل عليها كثيرا في التدخلات السريعة والتنقل بين الأحياء في محاولة لإعطاء المواطن شحنة من الشعور بالأمن والأمان, وعليه فان الضرورة الملحّة تقتضي اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى العمل على توفير سيارة للجهاز الأمني، تساعد تجهيزاتها على التدخل العاجل, هذا الى جانب غياب مختلف معدات التدخل لدى الأعوان الذين يفتقرون الى الخوذات والعصيّ والدروع وكذلك الغاز المشّل للحركة, في الوقت الذي يوجد فيه هذا الغاز لدى العديد من المواطنين الذين اختاروا مخالفة القانون حيث تحمل بين طياتها «الشوك اليكتريك» وهو غير المرخّص فيه للإستعمال لدى عامّة المواطنين, لأعتبار صبغته الخطيرة على العباد وما يفرزه من مخاطر صحيّة, ان الوضع الأمني الراهن بمدينة حاجب العيون يتطلب من الأجهزة الإدارية المختصة العمل على مضاعفة عدد الأعوان حتى يتسنى فتح المركز الأمني على امتداد ساعات العمل, وخاصّة منها الفترة الليلية بهدف تأمين الخدمات والتدخّل عند الحاجة, مع تعيين رئيس مركز قارّ حتى يتسنّى تدخله في كل الأوقات عند الاقتضاء, هذا الى جانب تأمين مجموعة من الخدمات الأخرى لعلّ أبرزها تدخلات منطقة الأمن الوطني بالقيروان في برمجة حملات مدعّمة لقمع ظاهرة بيع الخمر خلسة واحداث الهرج والتشويش والسّكر على قارعة الطريق, ولن يكون ذلك مجديا سوى بالتعاون مع عناصر فرقة النجدة والشرطة العدلية وخاصّة لمراقبة العديد من الأماكن المشبوهة لعلّ أبرزها الجهة التي يعبّر عنها ب« الجزيرة» وهي للأسف الشديد منطقة عمرانية آهلة بالسكان, توجد وسط المدينة ومحاذية لمؤسسة تعليمية عريقة .. فهل تشهد الأيام القادمة نقلة نوعية في الخدمات الأمنية بمدينة حاجب العيون؟ يبقى ذلك أحد المطامح التي ينشدها عامة المواطنين والذين يبقى مطمحهم الكبير بعث منطقة للأمن الوطني بحاجب العيون , على غرار تواجد فرقة للحرس الوطني بمدينة حفوز ,حتى تكتمل المنظومة الأمنية في اطار اللامركزية في بعث الأجهزة الأمنية بالجهة , وحتى يعود الشعور بالأمن بالتصدّي لكلّ المارقين والخارجين عن القانون .