أيام قليلة تفصلنا عن عودة الروح الى الملاعب الوطنية مع استئناف نشاط البطولة الوطنية في مرحلتها الثالثة والأخيرة والحاسمة. ست جولات مصيرية ستحدد دون شك صاحب بطولة هذا الموسم الشاق والطويل والسباق انحصر منطقيا بين الترجي الرياضي التونسي والنادي البنزرتي المفاجأة السارة للموسم الحالي. وستكشف كذلك عن هوية الفريقين اللذين سيودّعان السباق ليتركا مكانهما للملعب القابسي وأولمبيك الكاف اللذين نجحا في ضمان الصعود ولئن انحصر سباق التتويج بين فريقين اثنين فإن الوضعية في أسفل الجدول معقدة للغاية على اعتبار تقارب فارق النقاط بين أصحاب المراكز الست الأخيرة وهو ما ينبئ بنهاية موسم حماسية الى أبعد الحدود. «التونسية» استقرأت الرأي الفني للمدرب سمير الجويلي حول حظوظ فرق مؤخرة الترتيب في ضمان معقد في بطولة الرابطة المحترفة الأولى وذلك بالعودة الى المواجهات المتبقية لكل فريق وكذلك تحضيراته خلال فترة توقف نشاط البطولة فكانت القراءة التالية: النجم الخلادي: حظوظه ضئيلة في البقاء شخصيا أرجح أن يكون فريق النجم الخلادي من بين أكثر الفرق المهددة بمغادرة الرابطة المحترفة الأولى وذلك لأسباب عدة... أولها صعوبة المواجهات المتبقية للفريق حيث سيخوض الفريق 4 مواجهات مع منافيسين مباشرين على النزول (الملعب التونسي الاتحاد المنستيري ترجي جرجيس والأولمبي الباجي) ومواجهتين مع فريقين يلعبان من أجل المراتب المؤهلة للمشاركة في المسابقات القارية والعربية (النادي الصفاقسي والنجم الساحلي) وهو ما يزيد في تعقيد وضعية الخلادية إضافة الى أن النجم خسر فريقا بأكمله في فترة الانتقالات مع تأخير واضح في انطلاق التحضيرات حيث لم يخض الفريق الى حد اللحظة إلا لقاءات ودية محدودة وهو ما قد يعيق حدوث الانسجام وتطوير آليات اللعب وهو عامل لا يخدم مصلحة أبناء المدرب جلال القادري الذي قد يكون النقطة الايجابية الوحيدة التي تحسب لهيئة سعيد بوجبل التي نجحت في المحافظة على الاستمرارية الفنية. بعد أن كانت الهيئة قاب قوسين أو أدنى من المغادرة. عموما تبدو مهمة الخلادية صعبة للغاية وحظوظه ضئيلة في البقاء ولكن تبقى حقيقة الميدان هي الفيصل الوحيد ومن يدري فقد ينجح أبناء القادري في تحويل العوامل السلبية الى موجات إيجابية تمكّنهم من حجز مقعد في صف الكبار. أمل حمام سوسة: أمل البقاء كبير للأمل رغم صعوبة المواجهات التي تنتظر أبناء المدرب سفيان مرجان (حمام الأنف مستقبل قابس الملعب التونسي الاتحاد المنستيري الترجي الجرجيسي النادي الصفاقسي) فإني على يقين من أن الأمل سيكون أحد الأركان المؤثثة لفرق الرابطة المحترفة الأولى الموسم المقبل. فالفريق عرف كيف يستغل فترة توقف النشاط الرياضي وكان من بين الفرق التي انطلقت في التحضيرات لبقية المشوار بفضل وجود هيئة مديرة متماسكة قامت بانتدابات موجهة و«مزيانة برشة» مع مدرب محنك وابن الفريق لن يجد أية صعوبة في التأقلم مع الأجواء العامة للفريق خاصة في التربص الأخير الذي أجراه الفريق في حمام بورقيبة والذي زاد من تدعيم اللحمة الموجودة بين اللاعبين والإطار الفني خلاصة القول حظوظ الأمل وافرة في ضمان البقاء. مستقبل قابس: رحلة الى المجهولة حقيقة ودون تحامل أعتقد بأن مستقبل قابس سيكون أول المغادرين للرابطة المحترفة الأولى ومستقبل الفريق في حكم المجهول. مشاكل بالجملة، محاكم وانسحابات بداية متأخرة للتحضيرات، غياب المباريات الودية مع عدم تعزيز الفريق بانتدابات قيمة إضافة الى المواجهات القوية التي تنتظر الفريق في ما تبقى من عمر البطولة (شبيبة القيروان حمام سوسةحمام الأنف الترجي الرياضي التونسي الملعب التونسي والاتحاد المنستيري) وهو ما يجعل إمكانية ضمان البقاء أمرا صعبا للغاية وهنا يجب التأكيد على أن «القوابسية» مطالبون بأن يعاقبوا أنفسهم إن خسر فريقهم مكانه في الرابطة المحترفة الأولى فالتجاذبات الحاصلة بين الأحباء والهيئة والتي أدت في النهاية الى سحب البساط من الهيئة وتعيين هيئة وقتية لتسيير الأعمال لا يخدم بالمرة مصلحة الفريق لا سيما وأنها تزامنت مع فترة الإعداد لاستئناف النشاط. كما قلت «المستقبل» سيكون من أوفر الفرق حظا للمغادرة إلا إذا ما لعبت العوامل الخارجية دورها وتبقى للساحرة المستديرة أحكامها التي يصعب التكهن بها. الأولمبي الباجي: خبرته مع مثل هذه المواقف قد تشفع له صحيح أن الأولمبي الباجي يعيش بدوره وضعية صعبة لا يحسد عليها وهي نتيجة تراكمات سابقة من استقالات للهيئة المديرة وتغيير متواصل للمدربين وآخرها الانسحاب المحيّر وغير مبرّر للمدرب كمال الزواغي ولكن هذا لن يمنع فريق عاصمة السكر من أن يكون من بين الفرق الأوفر حظا للبقاء رغم صعوبة المواجهات المتبقية حيث سيخوض الفريق 4 مواجهات مع فرق معنية بالتتويج والمراكز الثلاثة الأولى المؤهلة للمسابقات الافريقية (الترجي الرياضي التونسي النادي البنزرتي مستقبل المرسى والنادي الافريقي) وفريقين يصارعان من أجل البقاء (قوافلة قفصة ونجم بني خلاد) فخبرة الأولمبي في التعامل مع مثل هذه الوضعيات قد تشفع له لحجز بطاقة البقاء فالفريق سبق له أن عاش الوضعية نفسها في مواسم سابقة وعرف كيف يخرج منها بأخف الأضرار وهو يملك فريقا شابا له مهارات فردية كبيرة تم تدعيمها بعناصر خبرة قادرة على الإضافة مع مدرب محنك وابن النادي مختار العرفاوي الذي مكّنته المواجهات الودية من إصلاح عديد النواقص وبالتالي فالفريق قادر وبصفة مبكرة على ضمان بقائه. الترجي الجرجيسي: لا خوف على «العكارة» أبناء ترجي الجنوب سينجحون في حسم مسألة البقاء مبكرا فهم يمتلكون كل المقومات لذلك هيئة مديرة مميزة تعمل في صمت وبعيدا عن الضوضاء مجموعة متكاملة مع مدرب أجنبي جديد مشهود له بالكفاءة. استقرار كبير يعرفه الفريق عودة مبكرة للتمارين، كلها عوامل ستجعل الترجي الجرجيسي يفوز بورقة البقاء ومنذ الجولات الأولى المتبقية على الرغم من أنه سيواجه خمس فرق تقاسمه الوضعية نفسها قوافل قفصة النجم الخلادي شبيبة القيروان حمام سوسةوحمام الأنف) وفريق معني بصفة مباشرة بالتتويج (النادي البنزرتي). الترجي الجرجيسي اكتسب ثقافة اللعب في المحترفة الأولى ولا خوف على «العكارة». الملعب التونسي: لا يمكن تصور بطولة دون «البقلاوة» حقيقة أحمل عاطفة خاصة تجاه هذا الفريق الكبير الذي لا يستحقّ هذه الوضعية الصعبة التي يعيشها والملعب التونسي ينطبق عليه المثل القائم «ارحموا عزيز قوم ذلّ» والرسالة موجهة هنا الى مسؤوليه وأحبائه لترك الفرقة والالتفاف حول فريقهم لكي يخرج من هذه الوضعية الصعبة وأنا متأكد من أنه سينجح في تحقيق ذلك فنحن نلمس في الفترة الأخيرة وقفة حازمة من الهيئة المديرة التي قامت بانتدابات موجهة وذكية مع مدرب جديد يعرف جيدا هذه الوضعية وبالتالي فإن الملعب التونسي سينجح في نيل بطاقة البقاء وشخصيا لا أريد الحديث عن الملعب التونسي وهو في هذه الوضعية ولا يمكنني تخيل بطولة لا يكون الملعب التونسي أحد أركانها. المهمة لن تكون سهلة حيث سيواجه الفريق النجم الخلادي وحمام سوسة ومستقبل قابس والترجي الرياضي التونسي وشبيبة القيروانوحمام الأنف ولكن هذا لن يعيق «البقلاوة» عن اقتطاع ورقة البقاء. كانت هذه قراءة سمير الجويلي لحظوظ الفرق المتنافسة من أجل البقاء والتي اعتمد فيها أساسا على استعدادات هذه الفرق وطبيعة المواجهات المتبقية لها. ولكن تبقى حقيقة الميدان هي الفيصل فمبروك مسبقا لمن سينجح في البقاء وحظّا أوفر للفرق المغادرة.