علمت «التونسية» أن المفاوضات الجارية بين «حزب الأمان» والتيار الإصلاحي ل«الديمقراطي التقدمي» و«حركة وفاء» المنشقة عن «المؤتمر» وبعض المنشقين عن «التكتل» (الخيار الثالث) و«حزب الإصلاح» والتنمية لتكوين ائتلاف حزبي وسطي بلغت مراحل متقدمة ولا تزال قنوات الحوار مفتوحة لتوحيد الصفوف بين القوى السياسية التي تعتبر نفسها أحزابا إصلاحية لمسار الثورة. وأكّد اسكندر الرقيق رئيس «حزب الأمان» أن جل الأحزاب التي دخلت في المفاوضات متفقة من حيث المبدإ وأن التشاور متواصل حول عدد من التفاصيل والأمور التنظيمية وضبط الآليات التي سيتم وفقها الاندماج. كما أشار الرقيق إلى أنه في صورة التوصل إلى نتيجة إيجابية سيكون الإنصهار كليا على أساس مبادئ واضحة في العمل السياسي وليس لأغراض إنتخابية فقط ، لأنه من المبكّر نسبيا الحديث عن ائتلافات إنتخابية وقواعد اللعبة لم ترسم بعد لا من حيث ضبط التواريخ ولا من حيث الإعداد المادي للاستحقاقات المقبلة . كما سبق أن أكد عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة «وفاء» ل«التونسية» إن مشاورات حزبه مع بعض الأحزاب وصلت إلى مراحل متقدمة ومنها حزب «العدالة والتنمية» وحزب «الأمان» وقال: «نتفق كثيرا مع «حزب الأمان» ونعتبره الأقرب إلينا. وقد بدأت خارطة التحالفات القادمة تتضح أكثر وهي قائمة على حزب حركة «النهضة» وحركة «نداء تونس» وما يعرف بالقوى الثالثة التي تضم تشكيلات مختلفة من الأحزاب التي لا تتفق مع الحزبين المذكورين. ويرى مراقبو الساحة السياسية أنه من جملة أكثر من 140 حزبا يوجد نحو 15 حزبا قادرا على خوض غمار الانتخابات وذلك في صورة التكتّل في ائتلافات أو جبهات حزبية تبتعد فيها النخبة عن الزّعاماتية . كما يرى الملاحظون السياسيون أن الحراك السياسي الحالي سيؤدي إلى خارطة سياسية تتكون من 4 ائتلافات واضحة ، الإئتلاف الأول يضم الترويكا الحاكمة ومن سيلتف حولها، مع التأكيد على أن «الترويكا» ستحافظ على تماسكها حتى وإن مرت باضطرابات لأن من مصلحتها أن تبقى متماسكة. الائتلاف الثاني سيكون بين «نداء تونس» ومعه «الجمهوري» و«المسار» وبعض الأحزاب الوسطية الأخرى وسيكون لهذا الإئتلاف دوره وفعله في المشهد المرتقب. الائتلاف الثالث سيتكون من اليسار الراديكالي الذي يجب أن يتوحد لأنه إذا واصل في التشتّت لن يكون له صوت. أما الائتلاف الرابع فسيضم حركة وفاء وحزب الأمان والتيار الإصلاحي ل«الديمقراطي التقدمي» والمنشقين عن «التكتل» وهو ائتلاف قابل لمزيد التوسع ويمكن أن يشكل خيارا وسطيا جديدا لمن لا يؤمن بالخيار الوسطي الذي يقدمه الائتلاف الذي يقوده «نداء تونس».