أقيمت نهاية الأسبوع الفارط الدفعة الأولى من الجولة السادسة والعشرين، دفعة حملت في جرابها انتصارا جديدا للمتصدّر النادي البنزرتي عاد خلاله بثلاث نقاط هامة لباقي مشواره وجعلته ينفرد مؤقتا بصدارة الترتيب برصيد ستين نقطة في انتظار لقاء منافسه المباشر على هذا المركز الترجي الرياضي حين يلاقي نادي حمام الأنف يوم 11 سبتمبر الجاري. ترجي جرجيس انقاد الى هزيمة ثانية زادت من تعقيد وضعيته في أسفل الترتيب والأمر كذلك ينطبق على وضعية نجم بني خلاد بعد قبوله لهزيمة قاسية ضد الاتحاد المنستيري رغم محاولته فرض نسق لعبه منذ بداية المباراة. الأولمبي الباجي مستقبل المرسى (1 0) ضحية جديدة... الأولمبي الباجي قدم مباراة شبيهة بلقاء الترجي الرياضي من خلال اعتماده على النزعة الهجومية وعلى رأسي حربة وهذا دليل على إيمان المدرب العرفاوي بامكانيات لاعبيه وقدراتهم البدنية والفنية التي حاولوا تجسيدها على الميدان وكان لهم ذلك بعد تسجيلهم للهدف الوحيد في المباراة، هدف مكّنه من التحكم في المباراة خاصة في الشوط الثاني وهذا يعود الى الانتدابات الناجحة التي قام بها الفريق وتوصله الى معرفة الداء داخل الفريق ولعلّ المجازفة والاعتماد على مدرب هو ابن الفريق في المرحلة الأخيرة قد ساعد المسؤولين على العودة بالفريق الى مستواه الحقيقي بفضل رؤيتهم الواضحة لما ينقص الفريق. مستقبل المرسى حاول خلال المباراة التهديف وتقديم مردود طيب ولكن اصرار الأولمبي الباجي على الفوز كان أكبر. ولكن الهزيمة لن تنقص شيئا من «القناوية» التي قدمت خلال هذا الموسم مردودا متميزا بفضل الاستمرارية الموجودة داخل الفريق والأجواء الطيبة بين كل أطرافه وهو قادر على تحقيق الأفضل في الجولات القادمة. الترجي الجرجيسي النادي البنزرتي (0 1) لقاء القمة والقاع النادي البنزرتي تحول الى جرجيس من أجل العودة بنقاط المباراة كاملة حتى يتمكن من الانفراد بصدارة الترتيب وقد كان له ذلك بفضل الصلابة الدفاعية الكبيرة والنسق الهجومي الحذر الذي اعتمده طيلة اللقاء. فالنادي البنزرتي كان وفيا لمستواه بفضل حنكة المدرب ماهر الكنزاري العارف بكل كبيرة وصغيرة بمثل هذه المباريات فهو يدرك جيدا أن قبول الهدف سيزيد من صعوبة الموقف. وقد بان ذلك جلّيا في بدايةاللقاء، فالنادي البنزرتي ظل في مناطقه ينتظر خطأ المنافس وقد تحقق ذلك في الشوط الثاني وفي أول فرصة أتيحت إلى هدف حسم به المباراة. أما الترجي الجرجيسي الذي كان أمام خيار وحيد هو الفوز، فقد حاول في عدّة مرات ايجاد اضطراب في دفاع النادي البنزرتي ولكنه عجز عن اختراقه. هذه الوضعية ستجبره في المباريات القادمة على لعب كل أوراقه لضمان البقاء خاصة بعد هذه الهزيمة المحيّرة والوضعية الحرجة في الترتيب العام. مستقبل قابس أمل حمام سوسة (1 2) مستقبل قابس جنى على نفسه اللقاء كان هاما بالنسبة للفريقين فكلاهما معني بالنزول والهزيمة تعني إعادة توزيع الأوراق من جديد لذلك كانا ملزمين على المباراة التي شاهدناها أكثر في صفوف الفريق الضيف الذي فرض سيطرة كاملة على الميدان بفضل حسن انتشار لاعبيه وتمكن من تجسيد هذه السيطرة بتسجيله للهدف الأول، هدف جعله يلعب بأريحية ولكنه سلط في المقابل ضغطا كبيرا على مستقبل قابس الذي حاول تقديم كل ما لديه لتعديل النتيجة وقد توصل الى ذلك بعد استغلال هفوة في صفوف المنافس. ولكن حمام سوسة عرف كيف يعود في المباراة، وسجل هدف انتصاره الثاني على التوالي، انتصار يقيم الدليل على الاستعدادات الطيبة التي قام بها الفريق في فترة توقف البطولة كذلك وعلى نجاح انتداباته، فالتحضيرات الجيدة والبرمجة الدقيقة هما مفتاح نجاح أي فريق وهذا ما ينقص مستقبل قابس الذي جنى على نفسه بانتداباته العشوائية وكذلك بانتدابه مدربا أجنبيا لا يعرف شيئا عن أجواء بطولتنا هذا علاوة على أنه عجز عن مجاراة نسق لاعبي حمام سوسة بسبب عدم جاهزية لاعبيه بدنيا. وقد استنجد الآن بمختار التليلي لانهاء باقي الجولات وقد يكون فعل الصواب الذي لا نتمنى أن يكون قد فات أوانه ويتمكن «الكابتن» من انقاذ الفريق من شبح النزول. الانتصار هام جدا ويؤكد أن الفريق على الطريق الصحيح. الملعب التونسي الشبيبة القيروانية (1 0) انتصار تحسين الترتيب الهزيمة لم تعد مسموحة للملعب التونسي خاصة بعد تغيير المدرب وقدوم غازي الغرايري الذي حاول العودة بالفريق الى مستواه وقد شاهدناه في هذه المباراة يعتمد على تشكيلة ذات نزعة هجومية بحتة حاول من خلالها الدخول بقوة في اللقاء وأخذ الأسبقية منذ البداية. وانتصار اليوم ساعده في تحقيقه اللاعب المتميز أسامة السلامي الذي عاد مؤخرا الى مستواه المعهود وهذه العودة ستمكنه من حلّ مشاكل الملعب التونسي. الطرف الثاني في هذه المباراة الشبيبة القيروانية، قدم شوطا أولا ممتاز أو حاول التسجيل ومغالطة المنافس ولكنه بالغ في الهجوم ورغم الهزيمة إلاّ أنه كسب فريقا شاب هو بطور البناء وسيكون مستقبل الفريق في الأيام القادمة. انتصار هذه الجولة مكن الملعب التونسي من تحسين ترتيبه في الجدول العام وأعاده إلى سكة الانتصارات ولكنه لا يقلّل من حظوظ الشبيبة الموجودة في مركز مطمئن. النادي الصفاقسي قوافل قفصة (3 0) انتصار مقنع ومستحق خلال هذا اللقاء حاول النادي الصفاقسي الدخول بقوة ولم يترك مجالا للمنافس لأخذ المبادرة بعد السيطرة الكلية التي فرضها طيلة المباراة والدليل على ذلك الأهداف التي جاءت في فترات متفرقة من زمن المباراة ولكن تلك السيطرة لم تربك القوافل التي ضمنت بقاءها وأصبحت تلعب بأريحية وفي حلّ من كل ضغط. النادي الصفاقسي قدم مباراة جيّدة، كسب خلالها انتصارا مستحقا ومقنعا على جميع المستويات مكنه من الصعود الى المركز الثالث والانفراد به. وما يُحسب للنادي الصفاقسي هو منحه الفرصة للاعبين الشبان لأخذ الخبرة والتعود على نسق المباريات الصعبة وهذا لمسناه مع نبيل الكوكي الذي آمن بقدراتهم ومنحهم الفرصة للمشاركة وهذا سيمكن النادي الصفاقسي من بناء فريق شاب سيكون مستقبل الفريق. الاتحاد المنستيري النجم الخلادي (5 0) نتيجة تغني عن كل تعليق النجم الخلادي حاول اللعب بحذر وتمكن من فرض التعادل على المنافس وحاول حماية مناطقه والاعتماد على الهجمات المرتدة ولكن الاتحاد المنستيري استغل أول خطأ وحوّله الى هدف. هذا الهدف أثر كثيرا على معنويات لاعبي بني خلاد الذين حاولوا في الشوط الثاني تعديل النتيجة والتدارك ولكن نقص اللياقة البدنية لديهم حال دون ذلك ومكّن أبناء الرباط من الضغط أكثر على دفاع «الخلادية» بفضل النزعة الهجومية التي مكنته من تسجيل خمسة أهداف كاملة ألحقت بالنجم الخلادي هزيمة تطرح أكثر من سؤال وواجب تداركها في الجولات القادمة. الاتحاد المنستيري بصدد الاستعداد للموسم القادم والاستمرارية الموجودة من المسؤولين واللاعبين ستمكنه من المواصلة في طريق ناجحة خاصة في ظل وجود مدرب طموح وشاب سنشاهده أكثر في الموسم القادم.