تنتظم الدورة 24 لأيام قرطاج السنيمائية من 16 الى 24 نوفمبر القادم وتسعى الدورة الحالية على غرار سابقاتها الى «الدفاع» عن السينما «البديلة» لدول الجنوب. ولئن تمكنت التظاهرة في اغلب الأحيان من استقطاب أسماء سينمائية من «الوزن الثقيل» سواء على المستوى العربي او الافريقي فضلا عن تقديم افضل الأفلام «الهادفة» فإنها في المقابل فشلت في تأمين مستوى جيد للصوت والصورة وكان الجانب التقني «نقطة سوداء» في تاريخ الأيام و «حجرة عثرة» في طريق ارتقاء المهرجان الى مرتبة المهرجانات السينمائية الكبرى على غرار مهرجان»كان» ومهرجان «تطوان» بالمغرب. الاستعانة بخبرات فرنسية من المفارقات ان تتناسى الهيئة المشرفة على تنظيم التظاهرة أهمية الجانب التقني في مثل هذه التظاهرات الدولية. فرغم توفر متسع من الوقت (انتظام الأيام كل سنتين) الا أنه وكالعادة تتم محاولات معالجة «الاشكالية» الصوت اسابيع قليلة فقط قبل انطلاق المهرجان، علما ان في تقييمها للنقائص التقنية تستعين الوزارة بخبرات فرنسية (تقنيين) نظرا لافتقار بلادنا لكفاءات تكوينية في هذا الجانب. ورغم تكرار «سيناريو» الاستعانة بأطراف تقنية خارجية في كل دورة سينمائية وما ينجر عنه من تكاليف اقامة وأجرة عمل فان الوزارة لم تفكر جديا في تكوين بعض التقنيين والاستفادة منهم في كافة التظاهرات الثقافية التي تشرف على تنظيمها. الدورة المرتقبة لا تواجه فقط مشكل النقائص التقنية وإنّما امامها تحديات جديدة ابرزها تقلص فضاءات العرض بعد «خسارة» سينما «أفريكا آر» واغلاق أبوابها امام رواد السينما بسبب ضعف المداخيل وهي صعوبة تعاني منها أغلب قاعات السينما في بلادنا. كاتب عام «الأيام» يوضح للحديث عن جملة هذه الصعوبات التي تواجه الدورة السينمائية المرتقبة اتصلنا بالسيد فتحي الخراط الكاتب العام لأيام قرطاج السينمائية حيث أفادنا ان الاستعانة بخبرات أجنبية سواء فرنسية او ايطالية تدخل في اطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي وبالتالي فإن تكاليف هذه «الاستعارة» لا تكون مشطة كما يذهب في اذهان البعض. وبخصوص عدم اخذ الوزارة على عاتقها تكوين تقنيين في المجال السينمائي قال الخراط: «قطاع الاستغلال (أي قاعات السينما) هو قطاع خاص والتظاهرة تشرف عليها الدولة وبالتالي فالوزارة لم تخصص اعتمادات مالية لتكوين تقنيين ليشتغلوا فقط في مناسبات محدودة في الدورة القادمة اختارت الوزارة التعاون مع خبرات تقنية اجنبية وستنطلق في عملها التقييمي غدا الاثنين وستقدم لنا تقريرا عن النقائص التي يجب تفاديها على مستوى الصوت والصورة لتنظيم دورة تستجيب للحدود الدنيا للشروط التقنية». وفي السياق نفسه أفادنا كاتب عام التظاهرة ان الوزارة خصصت اعتمادات مالية لتأهيل قاعات العرض بناء على كراس الشروط المنظمة لهذه الفضاءات فضلا عن سعي هيئة التنظيم الى تحسين ظروف الاستقبال وذلك بتوفير دورات مياه وأرضية نظيفة. وحول إعادة فتح قاعة السينما «أفريكا آر» قال السيد فتحي الخراط: «دخلنا في الفترة الأخيرة في مفاوضات مع صاحب القاعة وطلبنا منه اعادة فتحها بمناسبة المهرجان ومن المنتظر ان يتم قريبا تنظيم جلسة بين أطراف وزارية وصاحب القاعة لإقناعه بضرورة إعادة استغلال هذا الفضاء».