الترشح الى نهائيات كأس افريقيا يعتبر انجازا رياضيا مهما في مسيرة المنتخب رغم اننا تعودنا المشاركة في تلك اللمة الافريقية منذ سنوات عديدة. لذلك شكّل مرور «النسور» الى نهائيات 2013 مبعث فرح للمجموعة لأن خلاف ذلك يعتبر نكسة وخيبة كبيرتين.. ورغم ذلك فإن انجاز المنتخب الوطني في المنستير يعتبر نصف عثرة خلفت بعض المرارة في الحلوق. فالتعادل السلبي الذي تحقق ضد فريق متوسط الامكانيات الفردية والجماعية ولعب طيلة ثمانين دقيقة تقريبا منقوصا من أحد لاعبيه، يعتبر بميزان الفنيين والمتابعين فشلا ذريعا ومؤشرا سلبيا على محدودية امكانيات المجموعة الوطنية لعبا وتخطيطا وتنفيذا. لقد استبشرنا بالتعادل الذي تحقق في ملعب المنافس بالنظر الى الهدفين المسجلين في الذهاب وعشنا على امل ان يكون لقاء الاياب عرسا بأتم معنى الكلمة أي يجمع بين تحقيق الترشح والتعاقد مع شباك المنافس في زفة تاريخية.. ولكن «العرسان» خذلوا «العراسة» الذين هبوا بالأعلام والأهازيج بشاهية مفتوحة إلا أن الزغاريد كانت اكثر من كسكسي الطرابلسي وطاقم الطبخ المرافق له. لقد جاءت الطبخة بلا رائحة ولا نكهة بل كدنا نشمّ «الشياط» في بعض اللحظات التي تحرك فيلق الضيوف بغاية افساد العرس المحلي. لقد كاد العرس يتحول الى ..نكبة حقيقية لأن الانسحاب الذي كان ممكن الوقوع والصورة تلك يعتبر ضربة قاصمة لكرتنا ولجيل كامل من الكوارجية الذين يحملون آمالنا واحلامنا! سامي الطرابلسي لعب بالنار وفشل في الاختيار..اختيار التركيبة المثالية التي كانت اجدر بمواجهة السيراليونيين وكذلك اختيار الخطة والأسلوب الأنجع.. يبدو انه فضل تخطي عقبة وسط الميدان الواقع تحت السيطرة العددية للمنافس عبر الامدادات الطويلة من الدفاع الى الهجوم باتجاه الحرباوي أو جمعة او خليفة.. فكم مرة شاهدنا المدافعين يتبادلون كرات عرضية قبل ان يتولى احدهم توجيهها الى منطقة المنافس بطريقة عشوائية سهلت على المدافعين التقاطها بكل اليسر والراحة التامين.. وظل هذا السيناريو يتكرر من البداية الى النهاية ولم نر على مدى التسعين دقيقة فرصا حقيقية للتهديف! ولعل المدرب يؤكد فشل هذه الخطة باعترافه ان المنتخب لعب اسوأ مباراة له بعد مباراة الأردن. لقد لعبنا بالنار وكل الامل ان يتفادى المدرب واللاعبون الفخ الذي أوقعهم فيه تعادل الذهاب.. فكدنا في الاياب نخرج من اصغر باب.. والحديث موجه الى اولي الألباب .. فهل نسمع الجواب؟ ..وبالصدق ألاقيكم وأشدّ على أياديكم..