يبقى المدرّب السابق للنادي الإفريقي عبد الحق بن شيخة علامة فارقة في تاريخ النادي بحكم صعوده بالفريق الى صدارة الأحداث بعد سنوات ضياع طالت أكثر من اللزوم... بن شيخة أو «الجنرال» كما يحلو لمحبيه مناداته لا يزال اسما قريبا من قلوب العائلة الرياضية في تونس بشتى انتماءاتها و ميولاتها لذلك نستغل دائما الفرصة لاستضافته بيننا كلّما سنحت الفرصة... عن قرعة «الكان» وعن نهائي الأبطال حدّثنا «الجنرال» فكان هذا الحوار التالي: لنبدأ بالقرعة الخاصة بكأس أمم افريقيا 2013 والدربي المرتقب بين المنتخب التونسي ونظيره الجزائري, كيف تراءت لك هذه القرعة وكيف تقيّم حظوظ المنتخبين...؟ أوّلا أعتقد ان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ارتكب خطأ كبيرا خلال تصنيفه لمنتخبات المجموعة الرابعة تحديدا... كيف ذلك..؟ المنتخب التونسي والمنتخب الجزائري يمثلان بلدا واحدا وبالنسبة لنا نحن الشعب الجزائري نعتبر أنفسنا وشعب تونس شعبا واحدا وبلدا واحدا لذلك لا يعقل ان تضعنا القرعة في منافسة مباشرة لكن للاسف تلك أحكام الكرة والقرعة كانت ظالمة وقاسية وما علينا سوى تقبّل الامر كما هو واحترام ميثاق اللعبة...الأمر يتعلّق بكرة القدم لكن سواء ترشحت تونس أو ترشح منتخب الجزائر فالأمر سيّان بالنسبة لي رغم أنّي أمنّي النفس بأن يحقّق المنتخبان الترشح سويّة الى الدور القادم... لنترك أمور العاطفة جانبا...الدربي العربي سيكون المباراة الاولى في المجموعة بالنسبة للمنتخبين وهذا ما يجعل منها مباراة مفتاحا... كيف ترى حظوظ المنتخبين...؟ المنتخب التونسي ستكون له بداية صعبة للغاية في المجموعة الرابعة فهو سيواجه منتخب الجزائر في المباراة الاولى ومن ثمّ سيكون في صدام مباشر مع منتخب الكوت ديفوار وهذا ما يعني ان المباراتين الاوليَيْن لتونس قد تحددان مسيرة المنتخب في هذه التظاهرة لكن علينا ألاّ ننسى ان المجموعة تضم كذلك منتخب الطوغو الذي يتجاهله البعض حاليا لكنه قد يكون مفاجأة الدورة....بالنسبة للمنتخبين التونسيوالجزائري, فهما يتشابهان الى درجة كبيرة خاصة من الناحية الفنية فهما يضمان عناصر ممتازة, تونس لها مدرب شاب نجح في تثبيت قدميه على رأس المنتخب على الاقل الى حد هذه اللحظة والجزائر لها مدرّب محنّك ومتعوّد على مثل هذه التظاهرات الكبيرة...الدربي عادة ما يُلْعَب على جزئيات بسيطة لذلك تبقى الأمور الفنية والتكتيكية جانبا في مثل هذه المواعيد... المنتخب الجزائري في نسق تصاعدي والمنتخب التونسي يعيش فترة استقرار على مستوى النتائج لكن الأهم من كلّ هذا هو كيفية تحضير ل«الكان» و الأخذ في الاعتبار بالعوامل المناخية والضغط النفسي الذي سيكون مسلطا على اللاعبين... هل أنت مع الفنيين الذين يعتبرون «الكوت ديفوار» المرشّح الأبرز لتسيّد هذه المجموعة...؟ على الورق يبدو المنتخب الإيفواري هو الأقوى بين المنتخبات الأربعة المتواجدة في المجموعة الحالية لكن هذا لا يعني ان بقية المنتخبات بمعزل عن المنافسة فالكوت ديفوار مثلا لا يفوز على الطوغو وكثيرا ما يجد صعوبة في تجاوزه لذلك تبقى حقيقة الميدان هي الفصل ثم علينا ألّا نخرج منتخب الطوغو من المنافسة لانه قادر على إحداث المفاجأة... بالنسبة لي الفوز في المباراة الافتتاحية سيكون بمثابة المفتاح لتحقيق العبور والاهم من كلّ هذا هو ان المنتخب الذي سيجهز نفسه ذهنيا ومعنويا لدخول المسابقة أفضل من غيره هو الذي سيحصد بطاقة الترشح للدور القادم... الأكيد أن بن شيخة يتمنى صعود المنتخب الجزائري... هذا ممّا لا شكّ فيه,هذا منتخب بلادي وسأشجعه ضد المنتخب التونسي ولو كان الامر يتعلّق بالنادي الافريقي مثلا لكانت الامور مغايرة (ضاحكا)...لي عاطفة كبيرة تجاه التوانسة واتمنى حقيقة ان نوفّق في تحقيق الترشح سويّا... نهائي رابطة الافريقية سيجمع بين الاهلي المصري والترجي التونسي,كيف تتراءى لك هذه المواجهة...؟ الترجي والاهلي من خيرة الاندية على الساحة الافريقية, كل منهما يقدم عروضا قويّة وهما الاجدر بالتواجد في المباراة النهائية... الترجي يملك مجموعة ممتازة من اللاعبين والفريق صار أقوى بعودة المدرّب الممتاز نبيل معلول الذي قضى على الانانية والنجومية في الفريق وقوّى جانب المنافسة تماما كما هو الحال بالنسبة للاهلي المصري الذي يستفيد من عامل خبرة النهائيات... مباراة النهائي تكسب عادة ولا يهمّ فيها حجم اللعب وهذا ما يدركه جيّدا نبيل معلول الذي أحسن التعامل مع مباراتي نصف النهائي ضدّ قويّ مازمبي... بالنسبة لعبد الحق بن شيخة الترجي هو الاقرب للفوز باللقب القاري وحسابيا حظوظ الفريقين هي 70 في المائة للترجي مقابل 30 بالمائة للاهلي المصري. في بلاتوه الجزيرة الرياضية وأثناء تحليلكم لمباراة مازمبي والترجي شعر بعض المشاهدين بوجود نبرة عناد وعتاب بينكم وبين مقدّم الحصة التونسي هشام الخلصي... ما حقيقة الأمر...؟ (ضاحكا) «هشام الخلصي خويا»... ونحن نتعمد دائما الدخول في نقاشات عفوية لإضفاء بعض الحيوية والحماسة على البلاتوه...هو «مكشّخ» وأنا «كلوبيست» لذلك كثيرا ما نختلف ونتعاند لكن ليس كما يتصّور البعض, أنا وهشام نتعمّد إضفاء أجواء خاصة في البلاتوه حتى نكسب ودّ المشاهد وتكون الحصة «حيّة» وهو يعتقد في سريرته بأنّي محسوب على الإفريقي لذلك تطغى على نبرتنا ميزة الانتماء لكن في إطار رياضي بحت دون المساس من أحقية وجدارة هذا الفريق أو ذاك... مازلت تعتبر نفسك ابن النادي الإفريقي ...؟ أنا «كلوبيست» وابن الفريق رغما عن أنف الحاقدين ورغم التجربة المريرة التي مررت بها مؤخرا في الفريق... لا أخفي عليك شيئا إذا قلت لك بأن عبد الحق بن شيخة كان ضحيّة النادي الإفريقي الموسم الفارط... هناك من شكّك في كفاءتي وجدارتي بتدريب الفريق بالرغم من تواضع الرصيد البشري حينها وهو ما تأكد بعد مغادرتي وقدوم الهيئة الحالية للفريق والتي سرّحت أكثر من 15 لاعبا ثبت فيما بعد أنهم لا يستحقون اللعب في الفريق... مع ذلك علاقة عبد الحق بن شيخة بالإفريقي علاقة حياة أو موت ولا أحد يقدر على محو اسمي من تاريخ الإفريقي كما انه لا يوجد من يقدر على سلبي شرف الانتماء لفريق الشعب... تونس في القلب والنادي الإفريقي قصة لا يعرفها إلا من تصفحّ ورقاتها... هل تمّت تسوية الخلاف المادي بينكم وبين الهيئة الحالية خصوصا وان البعض تحدّث عن تهديد بن شيخة باللجوء إلى التقاضي من أجل الحصول على مستحقاته... الإفريقي مدين لي بمبلغ 4 جرايات, تنازلت عن نصف المبلغ كمساهمة منّي في تدعيم كاسة الفريق وتمسكت بالحصول على المبلغ المتبقي لأنه «عرقي» وأنا لن أتنازل عنه واتفقت مع هيئة الإفريقي الحالية على تسوية الأمر لكني فوجئت بتسديد جراية شهرية وحيدة... تقابلت مع معزّ المزالي وأعلمته بأني سأعيد المبلغ الذي تحصلت عليه لان الاتفاق بيننا لم يكن على ذلك النحو فوعدني بتسوية الأمر في أجل أقصاه 15 نوفمبر وكان ذلك... أنا لا أريد أن افتعل المشاكل مع هيئة النادي الإفريقي بحكم علاقتي بجماهير الفريق لذلك أفضّل دائما أسلوب الحوار كما لو كان الخلاف في منزلي... كنت قريبا من تدريب النادي البنزرتي لكن الصفقة لم يكتب لها أن ترى النّور, ما الذي حصل بالضبط...؟ حقيقة أشكر رئيس النادي البنزرتي مهدي بن غربية على الثقة التي وضعها في شخصي, تقابلنا وجلسنا إلى طاولة العشاء واتفقنا على كلّ التفاصيل الخاصة بمهمتي الجديدة على رأس النادي البنزرتي لكن للأسف لم يكتب لنا مواصلة الحلم بما أنّي خيّرت التراجع عن قراري ومواصلة العمل كمحّلل رياضي في قنوات الجزيرة... إذن بن شيخة هو الذي تراجع عن تدريب النادي البنزرتي..؟ نعم هذا صحيح ويمكنكم التثبت في الموضوع مع رئيس النادي البنزرتي, كنت متحمسا للفكرة في بادئ الأمر لكني خيّرت العدول عن قراري في ما بعد... سأعود يوما ما الى تونس لكني خيّرت تأجيل الأمر إلى موعد لاحق لاعتبارات شخصية لا داعي للخوض فيها الآن... بماذا تودّ أن تختم...؟ «تونس راهي بلادي وانتوما راكم ديما في القلب».