تبدأ اليوم (الثلاثاء 30 أكتوبر -تشرين الأول) ورشة إبداع تستمر لمدة أسبوع، والتي تأتي ضمن فعاليّات برنامج "ندوة 2012" الذي تنظمه "الجائزة العالمية للرواية العربية"، وهي المناسبة السنوية التي تحشد في مكان واحد المواهب الصاعدة من العالم الأدبي العربي، والذين سبق وأن أثاروا انتباه محكّمي الجائزة. ويتيح برنامج "ندوة" لتلك المواهب فرصة شحذ مهاراتهم الكتابية بإشراف الكتّاب المتمرسين الذين سبق أن اُدرجوا على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وتحتل "الجائزة العالمية للرواية العربية" مركز الصدارة بين الجوائز المكرّسة للأدب العربي، والتي تدعمها وترعاها "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، وتقوم على إدارتها "مؤسسة جائزة البوكر" في المملكة المتحدة". وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بأفضل ما تنتجه القرائح في فن الرواية العربية المعاصرة، إلى جانب تنمية جمهور عالمي قارئ للرواية العربية عن طريق الترجمة.
تُعقد الورشة – التي يرعاها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي– في منتجع صحراوي يتمتع بالخصوصية وتتواصل على امتداد أيام ثمانية. ويتعين على كل من الكتّاب الستة المشاركين أن ينتج عملا قصصيا خلال تلك الفترة. كما تشجعهم الندوة برعاية مرشديهم من كتّاب القائمة القصيرة للجائزة أن ينتقدوا أعمال بعضهم، إلى جانب مناقشة بعض من القضايا الأدبية الأوسع، كاستخدام العامية لكتابة الحوار، على سبيل المثال. وتقوم "الجائزة" في وقت لاحق بترجمة النتاج الأدبي للورشة إلى الإنكليزية، ونشره في طبعة ثنائية اللغة.
تتراوح أعمار المواهب المشاركة في ورشة هذا العام بين 30 إلى 43 عاما، وهم كاتبتان وأربعة كتاب ينتمون إلى 6 بلدان عربية، هي: لبنان، مصر، اليمن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة. ومن بين الكتّاب الستة يقطن اثنان في الإمارات العربية المتحدة، هما: سارة الجروان، ووليد عودة. ومن الجدير بالذكر أن سارة الجروان كانت أول امرأة إماراتية تكتب رواية، مسجلة بذلك حدثا تاريخيا حين نشرت في عام 1992 روايتها، "شجن بنت القدر الحزين"، والتي كانت كتبتها قبل سنوات في 1984.
سيقوم كل من الروائية والصحافية العراقية، إنعام كجه كجي، والروائي السوداني، أمير تاج السر، بالإشراف على المشاركين. وكانت إنعام كجه كجي قد صعدت إلى القائمة القصيرة عام 2009 بروايتها الثانية، "الحفيدة الأمريكية"، كما اضطلعت بالمساهمة في الإشراف على الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" في العام ذاته، والتي كان من ضمن المواهب المشاركة فيها الكاتبة المصرية، منصورة عزالدين، التي لم تلبث هي الأخرى أن صعدت إلى القائمة القصيرة في العام التالي، 2010 بروايتها "وراء الفردوس". أما أمير تاج السر فقد وصل إلى القائمة القصيرة في العام الماضي، 2011، بروايته "صائد اليرقات".
قالت إنعام كجه جي: "ندوة الجائزة العالمية للرواية العربية مناسبة للكلام عن فن الرواية، وهو دائماً حديث ممتع ومحرك للأفكار. وقد كانت مشاركتي الأُولى التي جرت في جزيرة "صير بني ياس" تجربة فريدة في التفاعل بين الأجيال والحساسيات والأنماط المتعددة في الكتابة الأدبية. هذا عدا عن المتعة الحقيقية في متابعة نصوص جديدة تتشكل أمامنا وبين أيدينا ثم نقرأها كتبا مكتملة ومطبوعة٬ بعد حين."
تقول "فلور مونتانارو"، منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية والقائمة أيضا على تنسيق ورشة "ندوة": "إن برنامج "ندوة" لا مثيل له بين الورش الأدبية في العالم العربي. فهو يجمع بين شباب الكتّاب الواعدين من أنحاء العالم العربي ويهيأ لهم مناخا خاليا من روح التنافس، يمكنهم فيه أن يقيّموا أعمال بعضهم البعض، وأن يتعاونوا في جهدهم الإبداعي. ولقد رأينا بعضهم يغيّر من منهجه في الكتابة بتأثير من مداولات الورشة، كما رأينا بعضهم يصعد إلى قوائم "الجائزة العالمية للرواية العربية" وغيرها من الجوائز."
وكانت الورشة الافتتاحية لبرنامج "ندوة" انعقدت في عام 2009 وضمّت حينها ثمانية كتّاب وكاتبات، تم نشر ما كتبوه في الورشة مترجما إلى الإنكليزية في كتاب ثنائي اللغة صدر عن "دار الساقي" بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 1"، والذي طُرح في معرض الشارقة الدولي للكتاب في 27 أكتوبر 2010، ثم في لندن في يناير (كانون الثاني) 2011. وقد انعقدت ورشتان أخريان في أبو ظبي منذ الورشة الافتتاحية، في أكتوبر 2010 وأكتوبر 2011، كما صدر كتاب ثان بعنوان "أصوات عربية جديدة: ندوة 2" عن الدار العربية للعلوم ناشرون"، والذي طُرح في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في سنة 2012. ومما يُذكر أن ورش "ندوة" الثلاث السابقة قد عُقدت جميعا برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثُل الحاكم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.