تناولت في عدد أمس الأول ما أتاه لاعب «الأمل» الرياضي بحمام سوسة «الهماني» خلال المباراة الودية مع النادي الإفريقي متسببا في توقيف المقابلة بعد أن تحدى الحكم ومسؤولي الفريقين وكل من حاول التدخل لتهدئة الأوضاع. وأعترف أنني تقصدت الصرامة في معالجة تلك الواقعة تحسبا مني لتكرار مثل ذلك الفعل من قبل لاعبين آخرين وفي الآن لدفع المسؤولين إلى الوقوف في وجه تلك التجاوزات بما يقابلها من الإجراءات الردعية المناسبة. وقد اعتبرت تلك الحادثة بمثابة الاختبار الجدي لمسؤولي «الأمل».. وفعلا جاء الجواب الذي خيب الأمل.. مقارنة بما كان منتظرا من هيئة «الأمل»! «الهماني» خرج منها كالشعرة من العجين وبأخف الأضرار الممكنة: خطية مالية بمليون ونصف.. وغرامة قاسية جدا جدا تتمثل في.. الاعتذار! وفي الواقع لم تفاجئني هذه القرارات «الصارمة».. وليس ذلك لقدرتي الخارقة على التنبؤ ولكن بحكم معايشتي لأوضاعنا الكروية الداخلية على امتداد سنوات عديدة.. كنت أتوقّع أن يبحث مسؤولو «الأمل» عن التبريرات.. كل التبريرات الممكنة للتخفيف عن المخطئ والتقليل من فداحة الذنب المرتكب.. وقيّد على نقاوة السوابق والانفعال الظرفي والندم.. وهات من هذا «اللاوي».. الكاوي والشاوي لمبادئ التسيير السليم. وفي الحقيقة، إن ما أتاه مسيّرو «الأمل» يقدم مثالا حيا عما يسود أنديتنا من أساليب تسييرية لم ترتق حتى إلى مستوى الهواية فما بالك بالاحتراف.. فمازالت العيون تغمض حتى لا ترى التجاوزات والآذان تصم حتى لا تسمع جعجعات البذاءة والأفواه تكمم والألسن تلجم حتى لا تنطق بقولة الحق. جل المسؤولين عندنا يعملون بمقولة «اخطا راسي واضرب» ولا يفكرون إلا في المصلحة الآنية والحاجة الظرفية ما يجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات الشجاعة التي تعالج الأمور من الجذور. وعلى ذكر الشجاعة، لا يفوتني أن أحيي هيئة «الهمهاما» التي عاقبت حارسها الأول العربي الماجري بضعف عقوبة الهماني والحال أنه ارتكب هفوة تكاد لا تقارن بما فعله لاعب «الأمل».. بالإضافة إلى خسارته لآلة ثمينة خلال تربص جربة. تمنيت أن تنسج هيئة «الأمل» على هذا المنوال- وهذا أضعف الإيمان- وكذلك بقية المسيرين في مختلف الأندية حتى يتوقف تيار العنتريات والفوضى.. الخناقة! بقي أن أقترح على مسؤولي «الأمل» (وهم صرفوا صرفوا).. أن يقيموا حفل تكريم لبطلهم «الهماني» وأن يقدموا له الاعتذارات والتهاني.. وما زالت كرتنا تعاني!.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..