إنه ليمكنني التأكيد بأن الأولمبي الباجي كان نجم المرحلة الأخيرة من البطولة المحترفة المنقضية.. ولا أحد يمكنه نكران ذلك بعد أن تمكن فريق عاصمة «اللقالق» من هزم «كبار الحومة» وإخضاعهم لمشيئة شبانه الطموحين.. لقد فعل الأولمبي الباجي ما عجز عنه كثيرون وكان بإمكانه المراهنة على اللقب الأسمى لو كتب عمر إضافي للبطولة الوطنية.. هذه الحقيقة فرضها مردود «الباجية» وانتفاضتهم التي أرادوا من خلالها التذكير بتاريخ هذا النادي وبكونه من الكبار أيضا سواء بإنجازاته الرياضية أو بما أنتجه من أقدام ذهبية صالت وجالت بإبداعاتها في مختلف ملاعبنا وضمن العديد من أنديتنا. وأنا أذكّر بهذا أحس بغصة في الحلق وحسرة في القلب بسبب ما تداعى إلينا من أخبار عما حدث مؤخرا في ملعب الأولمبي.. لقد أوردنا في عدد الأمس من جريدتنا تفاصيل الحادثة الخطيرة التي جدت في الملعب وساهم في فعالياتها السوداء أكثر من طرف والتي انتهت لدى السلطات الأمنية علاوة على تداعياتها الرياضية الأخرى. ودون الدخول في تفاصيل الحادثة أو البحث عن المتسبب فيها أو تحميل المسؤولية لأي طرف مشارك، فإنه يمكن القول إن ما جد داخل الملعب وخارجه يعدّ سابقة خطيرة بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية. فكيف تنشب معركة - بأتم معنى الكلمة- بين أفراد «العائلة» الواحدة وتتطور الأمور إلى حد تبادل العنف باعتراف المشاركين في طرح «لبونية والمشطة والخنيفري» بأنفسهم وأغض الطرف عن أشياء أخرى أترك للأبحاث التثبت في جزئياتها ووقائعها ومرتكبيها؟!.. كيف يحدث هذا في غفلة من مسؤولي ومؤطّري النادي بل بمساهمتهم السلبية والفعلية في كل ما حدث؟ وهذا يوصلنا طبعا إلى دور المؤطر والمسؤول في الإحاطة بمنظوري النادي، وأعتقد أن أولى أولويات الهيئة أن تشرف مباشرة على سير الأمور داخل النادي في كل الأوقات والظروف.. وأعتقد أن وجود مسيّر أو أكثر بصفة دائمة مع المجموعة وخاصة أثناء التمارين والتجمعات ضروري للسهر على سلامة الأجواء الداخلية ومعالجة ما يطرأ من مستجدات أو سوء تفاهم كالذي وقع بين «كامارا» ومدربه وتطور إلى معركة حقيقية في غياب العقل الرادع.. لقد كان بالإمكان تفادي ما حصل بكل اليسر المرغوب لو توفر الرقيب اللبيب والمسيّر القريب.. ولا أود الدخول في فصل الإدانة أو توجيه الاتهام لأي طرف مثلما أكدت في البداية، ولكني أدين غياب التأطير اللازم الذي أدى إلى غياب الانضباط والاحتكام إلى حجة القوة بدل الخضوع للعقل وقوة الحجة الرصينة في انتظار أن يلقى المخطئ الجزاء الذي يستحق دون حاجة إلى مثل هذا «القعباجي» (ثلاث نقاط على القاف) الذي لا يحتاجه الأولمبي الباجي!.. أنا في انتظار تحرك العقلاء لإيجاد الدواء ودرء الداء وسد باب البلاء.. ..وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..