نظم اليوم الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بالتعاون مع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية فرع القيروان ندوة تحت عنوان التنمية و التشغيل و البيئة بحضور الخبيران عبد الجليل البدوي و سفيان الرقيقي و العضوة الناشطة بالمنتدى عايدة القيزاني و الأستاذ توفيق عبد الله و عديد مكونات المجتمع المدني و عديد الجمعيات ( جمعية الوعي البيئي + الجمعية التونسية للشفافية في الطاقة و المناجم و جمعية ''عتيد '' و أعضاء المجلس التأسيسي من أبناء القيروان مثل مفيدة المرزوقي و أحمد السميعي عن حركة النهضة و فتحي اللطيف عن حزب العمال إضافة إلى عبد الرحمان الهلايلي عن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. كما حضرت عديد الوجوه النقابية و الطلبة و بعض المهندسين و وسائل الإعلام السمعية و البصرية و المكتوبة. "التونسية '' كانت حاضرة و تابعت كامل اشغال الندوة و رصدت تدخلات الضيوف. الندوة بدأت بوقوف جميع الحاضرين و الضيوف دقيقة صمت و تلاوة الفاتحة ترحما على شهداء غزة و افتتح كل من الأستاذ رضوان فطناسي و كمال السبوعي الندوة و قدم الضيوف و استعرضا النقاط المحورية و الأساسية وهي التنمية و التشغيل و البيئة و خاصة غاز "الشيست" و رغبة الاتحاد الجهوي للشغل في التحدث عن هذا الموضوع ب ''أمانة علمية ودون تجاذبات سياسية ''.كمال السبوعي ( عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان) أشار إلى أن الاتحاد تعنيه مشاكل و مواضيع التنمية و التشغيل و البيئة بالقيروان نظرا لما لها من انعكاسات على الجهة ككل و ''يجب الخوض فيه بكل جدية ''. في مداخلة ثانية أكدت الأستاذة عائدة القيزاني (عضوة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية) أن قضايا التنمية و التشغيل و البيئة و خاصة قضية ''غاز الشيست '' هي من أهم الاختبارات الجدية للحكومة ''.لان القيروان تعد نموذجا للجهات المهمشة من خلال شبكة طرقات و مواصلات رديئة جدا إضافة إلى احتلال المراتب الأولى في الأمية و الانقطاع عن الدراسة و الفقر و البطالة". بعد ذلك أخذ الأستاذ توفيق عبد الله الكلمة و أعطى للحضور لمحة عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و قال : ''المنتدى هو عبارة عن فضاء للحوار الديمقراطي بين الحركات الاجتماعية في العالم وهو فضاء للنقد و الانتقاء ''.كما قدم الخبير الاقتصادي التونسي السيد عبد الجليل البدوي محاضرة مطولة و مفصلة تناول فيها الحديث عن التنمية ووضع التشغيل في تونس و قال بالحرف الواحد '' التشغيل معضلة و معالجتها دائما تقع بدون طرح للإشكاليات و البديل, مثل الطرق و الإجراءات المعتمدة حاليا ''. و أعطى أسباب اجتماعية و إحصائيات حول تراجع التشغيل في تونس و ارتفاع نسبة البطالة. الخبير الاقتصادي السيد عبد الجليل البدوي تحدث ل ''التونسية '' و أكد أن التنمية الجهوية ضرورة قصوى للرفع من مستوى النمو و تحقيق التنمية القائمة على التوازنات العالمية. و أشار إلى أن هذه الندوة و هذا الاجتماع يدخل في إطار التحضير للمنتدى الاجتماعي العالمي الذي سيقع في تونس بجامعة المنار من يوم 26 مارس إلى يوم 30 مارس 2013 و ذلك بحضور أكثر من 70 ألف شخص. و بين أن المنتدى بصدد تنظيم لقاءات و ندوات في كل الجهات على غرار القيروان بمشاركة المجتمع المدني و الجمعيات حتى يقع الإعلام و التحسيس و التعبئة لطرح مواضيع هامة وطنيا و جهويا مثل موضوع التشغيل و التنمية و ''قضية الساعة '' الغاز الصخري الذي من وجهة نظر الخبير: ''لم يكن محل دراسة حول مدى انعكاس هذا المشروع في المجالات الاقتصادية ( مداخيل) و الاجتماعية (التشغيل) و البيئية ( التلوث). غاز الشيست '' كان من أهم المواضيع و النقاط الساخنة خلال الندوة و استولت على اهتمام جميع الحاضرين و الضيوف و في هذا الإطار قدم الخبير سفيان الرقيقي عن الجمعية التونسية للشفافية في الطاقة و المناجم فكرة للحضور عن المضار و المخاطر المتعددة للغاز الطيني أو الصخري على حياة الإنسان و الحيوان و المحيط و البيئة و الطبيعة. مخاطر تنتج من خلال المواد الكيميائية السامة جراء اختلاط الماء بالغاز و قال أن ''تونس غير مهيأة لمثل هذه النوعية من المشاريع ''و أن القرار كان عموديا منتقدا تعامل الحكومة بأحادية و تسرع مع هذا المشروع. " غاز الشيست '' أثار عديد النقاشات الساخنة بين الحاضرين و الخبراء من مؤيد إلى معارض. " جمعية الوعي البيئي'' قدمت مطويات للحضور تحت شعار '' لا للغاز الصخري صحتي و صحة أولادي قبل كل شيء '' و قدمت تفسيرا علميا حول الغاز الشيست وهو غاز غير تقليدي موجود في قلب الصخور "الشيسيتية" في باطن الأرض و أن التقنية الوحيدة المستعملة في استخراجه تسمى بالتكسير المائي التي تتطلب كميات كبيرة من المياه الممزوجة بمواد كيميائية في غاية الخطورة على الإنسان بيئيا و صحيا مثل مرض السرطان و العجز الجنسي و غيرها وهي نفس نقاط الخطورة و المضار التي كان أشار إليها الخبير العلمي السيد سفيان الرقيقي في محاضرته حول الغاز الضخري.