على حين غرة ومن دون سابق إنذار، طوقت الجحافل الأمنية شارع الحبيب بورقيبة من كل ناحية وصوب فدكت الأرض دكا وتعالى الصراخ والبكاء... اختلط الحابل بالنابل وكثرت المطاردات..هذا يجري وراء هذا ،وهذا يجري وراء ذاك.. هذا يقسم بأنه عابر سبيل ما كان ليمر بالشارع لو كان على علم بما سيلاقيه،و ذاك يذرف الدمع راجيا الصفح والعفو... فتيات يتوعدن الأمنيين وصحفيين يتذمرون لضرب هذا أو الاعتداء على تلك... الشاحنات الأمنية العملاقة اكتنزت بالمعتقلين الذين نالوا نصيبا وافرا من الصفع والركل والدوس بالاحذية البوليسية... هكذا تحول شارع الحبيب بورقيبة بعد أن نفد صبر الأمنيين وقرروا وضع حد للاستفزازات الصادرة في حقهم لستّ ساعات أو يزيد من دون أن يحركوا ساكنا أو يلفتوا انتباها. استفزازات وكان بعض المحتجين أبوا منذ ظهر أمس أن يفضوا تجمعاتهم المائوية على امتداد الأسلاك الشائكة المحيطة بمقر وزارة الداخلية،متعمدين بين الفينة والأخرى استفزاز رجال الأمن بما لذ وطاب من الألفاظ السّوقية والعبارات النابية في حقهم حينا وفي حق وزارة الداخلية أحيانا أخرى،و في الاثناء تحلى الامنيون ببرودة الاعصاب ودماثة الاخلاق رغم كل ما قيل في حقهم بطريقة توحي بأنه الهدوء الذي تعقبة العاصفة !