اطلق عدد من شباب حي بئر مسيوغة بمنطقة حشاد ببنزرت نداء استغاثة من الوضعية المزرية التي باتو يعيشونها منذ فترة بسبب الخلافات المتواصلة مع مجموعة دينية متشددة. الشاب محمد العايش اتصل ب «التونسية» مرفوقا بشاب ثان حاملا حزمة من العرائض والشكايات وكان جسمه يحمل اصابات وجروح جراء العنف الذي تعرض له وتحدث قائلا: «كنت كغيري من شباب المنطقة نعيش حياة عادية حتى جويلية المنقضي وهو التاريخ الذي قلب حياتنا رأسا على عقب حيث حصلت مشادة بيننا وبين مجموعة من الشباب المتشددين دينيا فتهجموا علينا أمام منازلنا وفتّشونا واعتدوا علينا بالسيوف والهراوات والغاز المشل للحركة كما اقتحموا بعض منازلنا بالحي وهشموها ومنذ ذلك التاريخ أصبحت أنا وأخي وعدد من شبان الجهة اعداءهم اللدودين ويتعرضون لنا ويعنفوننا فقدّمنا شكاوى عديدة لكن دون جدوى. ويواصل حديثه قائلا: «احلك الفترات التي مررنا بها كانت ليلة عيد الفطر حيث اعترضوا سبيلي وعنفوني ب «شدّة» ولما حاول شقيقي وعدد من ابناء جيراني انقاذي من قبضتهم طلبوا تعزيزا من مناطق قريبة وانضم اليهم عدد كبير من الملتحين الذين صالوا وجالوا في الحي بأسلحتهم باثين الخوف والرعب في النفوس وقد تمكن الجيران من تحريرنا من قبضتهم حيث تم استخراج جوازات سفرنا في ظرف وجيز لنفر الى ليبيا ومكثنا هناك مدة ثلاثة أشهر مرض فيها والدي فقررت العودة ووجدت نفسي في فوهة النار من جديد ينتظرني هؤلاء على أحر من الجمر..». ويضيف قائلا: «دهسوا شقيقي بسيارة ثم عنفوه بشدة ثم اقتحم خمسة منهم مقهى، كنت جالسا فيه، ملثمي الوجوه ومسلحين بسيوف وسكاكين فهشموا محتوياته وانهالوا عليّ ضربا ولكما مما أدى الى اصابتي على مستوى البطن والركبة وجروح غائرة بيديّ (ويطلعنا على مختلف الاصابات والكدمات التي غطت جسمه) قدّمنا عشرات الشكايات الى مركز الامن لكن دون جدوى فقد ظلت هذه المجموعة تحكم الحي المذكور كما استنجدنا بوكيل الجمهورية لكن لا مجيب فلم نر غير مشاعر الاستسلام للوضع وعدم القدرة على فرض علوية القانون رغم معرفتهم الدقيقة بماضي هؤلاء». سألناه عن اسباب ما يحدث بالمنطقة وعن علاقته ببقية الشباب المستهدف بنشاط بيع الخمر خلسة والممنوعات والتي تعتبر من الظواهر التي تحاربها المجموعات المتشددة فأنكر الامر مؤكدا انه وبقية والشباب قاطعوا الجامع الذي سيطرت عليه تلك المجموعة بأفكارها المتشددة والتي تدعو إلى القتال والفتنة حسب تعبيره الأمر الذي جعلهم ينعتونه وبقية الشباب ب «الكفر» و«الزندقة» وبقية مفردات التكفير. ولم ينته الأمر، حسب كلامه، بتلك الاتهامات بل ب «استباحة دمه والتحريض على قتله في كل مناسبة». وينهي محدثنا كلامه قائلا: ارفع ندائي الى السيد وزير الداخلية والسلط الامنية ببنزرت لتحرير المنطقة من الخطر وتتبع الجناة الذين عنفونا وخربوا منازلنا واعتدوا على والدتي بالغاز المشل للحركة وحولوا حياتنا الى جحيم لايطاق..» متسائلا: «انهم يدفعوننا الى هجر منازلنا وترك المنطقة فهل هذا معقول؟ لقد أصبحنا عاجزين عن العودة لمنازلنا نختفي في مخابئ خوفا من بطشهم. لقد حولونا فعلا الى خفافيش ظلام».