كشفت السيدة حليمة عيسى رئيسة جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين التونسيين بالعراق ل«التونسية»أن أوضاع السجناء التونسيين بالعراق صعبة للغاية وأن كل لحظة تمر يمكن أن يكون فيها شبابنا في خطر وقالت إن السجناء التونسيين لا يملكون ملابس ويشكون من نقص الطعام ومعنوياتهم منهارة للغاية، وقالت «سيتم الأسبوع القادم بالتنسيق مع وزارة الخارجية إرسال مجموعة من الثياب تقيهم من برد العراق خاصة وان وضعية السجون السرية متردية للغاية». واعتبرت «عيسى» أن الأخطر من ذلك هو عمليات التعذيب والإنتهاكات التي تمارس على المعتقلين بلا رحمة وشفقة وقالت: «سبق وزرنا السجناء التونسيين وهم يعيشون عذابا حقيقيا ويعانون من عديد الانتهاكات حتى أن بعضهم حوكم في السابق دون توفر ظروف المحاكمة العادلة». واضافت «عيسى» كان من المفترض أن يعود أغلب الشباب إلى تونس خاصة بعد وعود نوري المالكي بالعفو عنهم ولكن عملية جلبهم وإطلاق سراحهم تأخرت كثيرا وقد مضى أكثر من 8 أشهر على هذه الوعود وللأسف عاد شابان فقط وقالت ان البقية وعددهم 16 تونسيا أعمارهم بين 23 و33 سنة صدر في شأنهم «العفو» ولكن مع ذلك مازال مصيرهم مجهولا». واشارت: «هم ليسوا إرهابيين وهناك من كان يدرس في سوريا وتهمتهم الوحيدة أنهم إجتازوا الحدود العراقية «وأكدت أنه لم تتعلق بهم أية تهم وأن ملفاتهم لا تحتوي على إدانات لذلك آن الأوان ليعودوا إلى بلدهم». وأكدت «عيسى» أن السلطات العراقية انشغلت بالأمور الداخلية و تناست ملف التونسيين المعتقلين هناك وقالت : «مازلنا ننتظر الإيفاء بهذه الوعود لكن بدأنا نفقد الأمل وهناك خوف كبير يتملكنا يوما بعد يوم». وناشدت «عيسى» رئيس الجمهورية والسلطات التونسية وبالأخص وزارتي العدل والخارجية التدخل العاجل لجلب المسجونين التونسيين لأن أوضاعهم لا تحتمل مزيد التأجيل وقالت: «تم منذ أسبوعين تكليف «سمير الجماعي» القائم بالأعمال في العراق بمتابعة هذا الملف وهو يبذل مجهودا كبيرا لكن لا بد من مزيد التحرك من طرف السلطات التونسية وبالأخص من رئيس الدولة». وقالت: «نتطلع إلى تطبيق الإتفاقية المبرمة مع السلطات التونسية ونطلب من الطلبة والأهالي الذين يعتزمون القيام بوقفة احتجاجية بعد غد أمام السفارة العراقية ووزارة الخارجية تجنب هذه التصرفات لأنها ليست في صالح أبنائنا المسجونين ولن تسرع عملية الإفراج عنهم». واكدت ان هناك شابا تونسيا سيحاكم يوم 27 ديسمبر وبالتالي قد يساهم التصعيد في تعقيد الأمور ولا بد من «التهدئة» وضبط النفس». وأضافت : «ما يزال لدينا 4 شباب بلا محاكمات ولا نريد بهذه التصرفات غير المسؤولة تعقيد الملف لأن الوضع معقد بما فيه الكفاية».