نفّد ،صباح اليوم الاثنين، عدد من اهالي شهداء و جرحى الثورة وقفة احتجاجية أمام المجلس الوطني التأسيسي لحث الجهات المختصّة للنظر في مطالبهم و تفعيلها بصفة فورية بعيدا عمّا أسموه بالمماطلة و التسويف و المتاجرة بدمائهم. وقد قدم الجرحى وأهاليهم وعائلات الشهداء من مختلف ولايات الجمهورية لتبليغ أصواتهم حيث اكد مهذّب عبد المؤمن وهو جريح ثورة قدم من الصخيرة من ولاية صفاقس على ضرورة الإسراع في محاسبة المعتدين وتسديد القسط الثالث من المنحة التي خصّصت نظرا حالتهم الإجتماعية نريد حلولا من جهته أكّد مختار الرتيبي احد جرحى القصرين إنّه يئس من التصريحات الفضفاضة و الوعود الزائفة التي لم تأت بالحلول موضّحا انّه يريد تحقيق مطلبهم في التشغيل و الإسراع بتمكينهم من حقوقهم الماديّة و محاسبة الأشخاص الذين كانوا السبب وهو ما طالب به الجريح نبيل فرشيشي والذي أكّد على ضرورة الابتعاد عن المتاجرة بدماء الجرحى والشهداء وعدم استعمال ملفهم من قبل بعض السياسيين و الجمعيات لخدمة أغراض و قضايا معيّنة و شدّد على ضرورة حقّهم في العلاج و توفير الأدوية أو توفير ثمنها. "اللي ما يخدمناش ما يمثّلناش" من جهته قال وليد منصوري أصيل ولاية القصرين إنّ الحاجة إلى قرار فوري يحسم في ملف شهداء و جرحى الثورة باتت ملحّة و انّه لا بدّ على القضاء القطع مع سياسة التسويف و المماطلة التي صاحبت ملفّهم منذ سنتين مناديا في الآن ذاته بضرورة احترام الجرحى و ردّ الإعتبار إليهم و تمكينهم من قضاء حاجياتهم الإدارية دون اللجوء إلى عبارات الإحتقار و الإزدراء التي تنجم من حين لآخر من بعض المسؤولين و الإداريين مؤكّدا أنّه "لا حاجة لهم بمن لا يريد خدمتهم". أين " ديلو " من وعوده؟ أنور الشابي القادم من ولاية نابل قال إنّه أصيب إبان الثورة على مستوى الركبة و إنّ قضيّته أحيلت على محكمة التعقيب مضيفا ان نسبة السقوط البدني حدّدت ب35 بالمائة وطالب بضرورة تمكينه من حقوقه المادية خاصّة منها منحة قارة لأنّه أصبح عاجز عن العمل كما تطرّق إلى تصريحات وزير حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية سمير ديلو ووعوده لهم خاصة ما وعدهم به مؤخّرا متسائلا أين ديلو من وعوده لنا؟. الشيء نفسه طالب به كلّ من محمد كامل حيزي و منذر عصيدي القادمان من ولاية القصرين و اللذان أكّدا على ضرورة إيجاد حلول جذريّة لهما و لكافة الجرحى و ان تلتزم الحكومة الحالية بملفّ القضية و ان تنظر فيه بجدّية. لسنا لصوص.. من جهته استنكر جمال السبايطي وهو جريح قدم من ولاية قابس تصرحات أحد ممثلي نقابة قوات الأمن و الذي نعت الجرحى على حدّ قول السبايطي باللصوص و طالبه بالإعتذار كما أشار إلى ضرورة تمكينهم من حقوقهم المادية و محاسبة المعتدين و بتمكينهم من التشغيل لأنّ بطاقة العلاج وحدها دون شغل و مورد رزق قار غير كافية مشيرا في الآن ذاته إلى انّ بطاقة العلاج غير معترف بها في الصيدليات. كفى تحيّلا و متاجرة بدمائنا و قال عمر الزديني جريح من ولاية أريانة إنّ الحكومة الحالية لم تف بوعودها بخصوص التعويضات و انّها تماطل بدعوى انّ القائمات النهائية للجرحى و الشهداء غير جاهزة و الحال أنّ كلّ ولاية قد صرّحت بقائمتها النهائية ليستظهر بقائمة عن ولاية أريانة التي يمثّلها. كما استنكر تصريحات رئيس الحكومة حمادي الجبالي و الأرقام التي يستحضرها كلّما تعلّق الأمر بالهبات المسلّمة لعائلات الشهداء و الجرحى ليقول انّ المبالغ التي يستحضرها الجبالي استثني منها العديد من الجرحى و عائلات الشهداء . كما اكّد الزديني أنّ منحة 350 دينار التي سلّمت لهم في عيد الإضحى وقع احتسابها كقسط ثالث مستغربا مثل هذه التصرّفات كما استنكر كذلك تنكيل بعض الأمنيين بالجرحى ، من جهة أخرى و بصفته منسّق لجمعية الولاء للوطن التي كانت اسمها وفاء لدماء الشهداء قال الزديني إنّ هذه الجمعية تتحيّل على الجرحى و تبيعهم الإنخراطات دون ان تخدم قضاياهم بجدّية و أنّها منحته صفة منسّق عام دون ان يقدّم أية وثيقة لأنّه تفطّن الى تحيّل الجمعية فأراد مسؤولوها إسكاته . كما حضر امام التأسيسي عدد من امهات الشهداء اللاتي أكّدن على ضرورة الإسراع في محاسبة قتلة ابنائهنّ و تقديمهم للعدالة . أمّا الأستاذة ليلى الحدّاد فقد قالت إنّها و بعض الممثلين عن عائلات الشهداء و الجرحى قد أودعوا مطلبهم بمكتب الضبط بالمجلس الوطني التأسيسي مرفقين إياه بالبيان المتضمّن لمطالبهم لكنّهم فوجؤوا أنّ بعض النواب لا علم لهم بذلك .